أحمد إبراهيم: الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الإبداع يؤدي إلى تجانس الإنتاج الفني وتقليص التنوع
اعتمد على المواهب الفنية البشرية والخبرات التقليدية في صناعة الموسيقى
حوار- بوسي عبد الجواد
يؤمن الملحن والموزع أحمد إبراهيم، صاحب سجل حافل من النجاحات مع كبار نجوم الفن أبرزهم عمرو دياب وأنغام واليسا ومحمد حماقي وغيرهم، بأهمية الابتكار والإبداع البشري في صناعة الموسيقى، وقد يعتبر استخدام التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في الإنتاج الموسيقي أمرًا يمكن أن يؤثر على الجانب الإبداعي.
قد يكون رفضه للاستخدام الكامل للذكاء الاصطناعي في الإنتاج الموسيقي مرده إلى الرغبة في الحفاظ على الطابع الفني الفريد للأعمال الموسيقية وتجنب التشابه الزائد بين الأعمال التي تم إنتاجها باستخدام تقنيات مشابهة. لذا يفضل الاعتماد على المواهب الفنية البشرية والخبرات الفنية التقليدية لتحقيق الابتكار والتميز في أعماله.
علاوة على ذلك، يرى " إبراهيم" أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يقلل من الجهد الفردي للفنانين ويقلل من قيمة الخبرة والمهارة الفنية في صناعة الموسيقى. يمكن أن يعتبر استخدام التكنولوجيا الحديثة كبديل عن الجهد الإبداعي الفعلي، مما يجعل عملية صناعة الموسيقى أكثر ميكانيكية وأقل تفردًا.
في حوار خاص مع مجلة لغة العصر، كشف الملحن والموزع أحمد إبراهيم، عن دوافع رفضه لاستخدام الذكاء الاصطناعي في عمله الموسيقي، وتأثير التكنولوجيا على الصناعة بشكل عام مع التزايد المفرط لأدوات الذكاء الاصطناعي والمحاولات الأخيرة التي تسببت في زيادة المخاوف لدي أهل الفن ممن يؤمنون بالإبداع والموهبة. وإلى نص الحوار:
كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على العملية الإبداعية في الموسيقى؟
يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي أداة مساعدة قوية للملحنين والموزعين في عملية الإبداع الموسيقي. يمكن للتقنيات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي أن تساعد في توليد أفكار جديدة ومبتكرة، وتوفير أدوات للتحليل والتجربة الموسيقية، وتوفير إمكانيات تحسين جودة الصوت والتسجيل، وإضافة تأثيرات صوتية مبتكرة لكن الاعتماد الكلي على التكنولوجيا الحديثة في صناعة الموسيقى يمكن أن يؤدي إلى تكرار نمطي وتجميع موسيقى بطريقة غير عضوية، مما يقلل من تميز الأعمال الفنية ويقلل من الإبداع الفردي.
هل يمكن اعتبار من يستخدم الذكاء الاصطناعي في الانتاج الموسيقي فقيرًا في الإبداع؟
الذكاء الاصطناعي هو أداة، والابتكار والإبداع يكمن في كيفية تسخير تلك الأداة وتفسير النتائج التي تتولدها. فالفنان المبدع لا يقتصر على استخدام أدوات تقنية محددة، بل يعتمد على مجموعة متنوعة من العناصر الإبداعية، بما في ذلك الشغف والرؤية والتجربة الفنية الشخصية.
ما هي وجهة نظر الملحن والموزع أحمد إبراهيم تجاه استخدام الذكاء الاصطناعي في الانتاج الموسيقي؟
افضل الاعتماد على المواهب الفنية البشرية والخبرات التقليدية في صناعة الموسيقى، الاستخدام الكامل للذكاء الاصطناعي يمكن أن يؤثر على الجوانب الإبداعية ويقلل من التميز والتفرد الفني. يعتبر الاستخدام المتوازن للتكنولوجيا والعناصر البشرية أمرًا مهمًا للحفاظ على الإبداع والتميز في العمل الموسيقي.
هل استخدمت أو اعتمدت على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في عملك الموسيقي؟
الجوانب الإبداعية والفنية في الموسيقى هي ما يميز كل مؤلف وموزع عن غيره، وهذا النوع من الإبداع لا يمكن أن يحل محله أي تقنية حديثة. التميز الفني ينبغي أن يأتي من الإبداع الشخصي والعمل الفني الفريد الذي يعكس شخصيتك وموهبتك كملحن وموزع. هذا النهج يمكن أن يساهم في بناء سمعتك وزيادة ثقة النجوم الذين تعمل معهم. يمكن اعتبار الذكاء الاصطناعي أداة مساعدة تساهم في تسريع بعض العمليات وتحسين كفاءة الإنتاج، ولكن الفن الحقيقي يبقى في الإلهام والإبداع الشخصي الذي يخرج من قلب المبدع نفسه. قد تكون الطرق التقليدية للعمل أكثر تحديًا، لكنها تسمح بتحقيق تميز فني يصعب تكراره، وهو ما يزيد من قيمة العمل الفني ويجعله فريدًا ومميزًا في عالم الموسيقى.
ما هي الفرص والتحديات التي يمكن أن تواجه الموسيقيين عند استخدام التكنولوجيا في عملهم الإبداعي؟
زيادة الكفاءة والوقت، يمكن للتكنولوجيا أن تساعدني في تسريع عملية الإنتاج وتوفير الوقت، حيث أستطيع العمل بشكل أكثر كفاءة وسلاسة، كما يسهل الاتصال الإلكتروني واستخدام التكنولوجيا التعاون مع فنانين آخرين حول العالم، مما يتيح لي فرصًا للتعلم من الآخرين وتبادل الأفكار والخبرات، وصول أوسع للجمهور، حيثُ يمكنني نشر موسيقاي والتواصل مع الجمهور بشكل أسرع وأوسع من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية. مثلما توجد فرص في استخدام التكنولوجيا، توجد أيضا بعض التحديات وهي فقدان العفوية، يجب أن أتجنب الاعتماد الكامل على التكنولوجيا بحيث لا أفقد العفوية والروح الفنية في عملي، يجب أن أحرص على المحافظة على الجوانب الإبداعية والإنسانية في الموسيقى، كما يتطلب استخدام التكنولوجيا مهارات ومعرفة مستمرة بالبرمجيات والأجهزة الجديدة، لهذا يجب أن أكون مستعدًا للتعلم المستمر ومتابعة التطورات التكنولوجية في مجال الموسيقى، ويجب أن أكون حذرًا في استخدام التكنولوجيا بحيث لا تسيطر على عملي الفني بشكل كامل، وأن احتفظ بالسيطرة الفنية والتوجيه الفني في جميع جوانب الإنتاج. في النهاية، التكنولوجيا هي أداة قوية يمكن أن تدعم عملي الإبداعي بشكل كبير، ولكن عليّ أن أكون حكيمًا في استخدامها أو الاحتفاظ بالجودة الفنية في عملي.
هل تعتقد أن التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي يمكن أن يساهما في ابتكار موسيقى جديدة وفريدة من نوعها؟
الاعتماد الكلي على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي قد يساهمان في ظهور "أنصاف الموهوبين" في المجال الموسيقي. استخدام التكنولوجيا في الإنتاج الموسيقي يمكن أن يقلل من التحديات الإبداعية التي يواجهها الموسيقيون، ويجعل من السهل تكرار المقطوعات الموسيقية بشكل آلي ودون بذل جهد إبداعي حقيقي. يعتمد الموسيقيون الحقيقيون على إبداعهم وتفردها في صناعة الموسيقى التي تميزهم عن غيرهم، ويرون أن استخدام التكنولوجيا بشكل مفرط قد يؤدي إلى إنتاج أعمال موسيقية مكررة وغير مبتكرة، يجب على الموسيقى أن يعتمد على موهبته وإبداعه الفريد لتحقيق النجاح والتميز.
وكيف يمكن للموسيقيين الاستفادة من التكنولوجيا في الترويج لاعمالهم؟
الموسيقيين يمكنهم الاستفادة من التكنولوجيا في الترويج لأعمالهم وزيادة وجودهم الرقمي والوصول لجمهور أوسع، من خلال الانتشار عبر المنصات الرقمية حيثُ يمكن للموسيقيين نشر مقطوعاته الموسيقية وأغانيهم على منصات البث الموسيقية المختلفة مثل Spotify وApple Music وSoundCloud. هذا يسمح لهم بالوصول لجمهور عالمي وزيادة فرص اكتشاف موسيقاهم. والاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي من خلال إنشاء صفحات وحسابات على منصات التواصل الاجتماعي مثل Instagram وFacebook وYouTube للتواصل مع الجمهور ونشر محتوى حصري وكواليس العمل الفني. كما يمكن استخدام التكنولوجيا لإنشاء محتوى فيديو مبتكر وجذاب يساهم في جذب المزيد من المشاهدين والمستمعين. يمكن استخدام تقنيات التصوير والتأثيرات البصرية لإنتاج فيديوهات موسيقية احترافية، الاستفادة من الدعاية المدفوعة على منصات التواصل الاجتماعي ومحركات البحث للوصول إلى جمهور جديد وزيادة التعرف على موسيقاهم، التعاون مع المؤثرين الرقميين، يمكن للموسيقيين التعاون مع المؤثرين الرقميين والمواقع الموسيقية الشهيرة لترويج أعمالهم وزيادة الانتشار.
بحكم عملك مع كبار النجوم.. ما الذي يميزهم؟
في البداية احب أن انوه عن فخري بالتعاون مع كبار النجوم مثل الهضبة عمرو دياب، ومحمد حماقي، واليسا، وانغام، وغيرهم، هؤلاء فنانين كبار يدركون أهمية الفن ويؤمنون برسالته الفنية والإبداع البشري هؤلاء يرفضون الاعتماد الكلي على التكنولوجيا لأنهم يؤمنون بأن الابداع يأتي من الإلهام وليس من خلال اداة.
موضوع تقنية الذكاء الاصطناعي وتأثيرها على الصناعات الإبداعية يثير جدلاً واسعًا في الوقت الحالي، وهناك مخاوف حول تأثيرها على عمليات الإبداع والصناعات الإبداعية... كيف يمكن الوقوف أمام ذلك؟
الاعتماد الكبير على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في الإبداع قد يؤدي إلى تجانس الإنتاج الفني وتقليص التنوع والتميز الفني. قد يتسبب استخدام الذكاء الاصطناعي في إنشاء أعمال فنية متشابهة بسبب الخوارزميات التي تقوم بتحليل البيانات، هذا قد يؤثر على التنوع الثقافي والفني في المجتمع. للتعامل مع هذه المخاوف وتحقيق التوازن بين الابتكار التكنولوجي والإبداع الفني، يمكن اعتماد مجموعة من السياسات والضوابط التنظيمية. قد تشمل هذه الإجراءات تشجيع التنوع الثقافي والفني، وتعزيز التدريب والتطوير المستمر للفنانين على استخدام التكنولوجيا بشكل إبداعي، وتوفير دعم للفنانين والمبدعين للتعامل مع التحولات التكنولوجية، الحفاظ على التوازن بين التكنولوجيا والإبداع الفني هو الطريق الأمثل لضمان التطور والنمو في الصناعات الإبداعية.
ما رأيك في الخطوة التي اتخذتها ادارة حفل توزيع جوائز الجرامي العالمية في منع منح جوائز للأعمال الفنية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي؟
خطوة جادة ومحترمة من ادارة المهرجان وتؤكد على حرصها على الابداع، فهم يرغبون في الاحتفاظ بالتجربة التقليدية والفنية. لأنهم يرون أن الاعتماد على التكنولوجيا يقلل من الأصالة والتفاعل المباشر مع الفنانين والجمهور. بالإضافة إلى ذلك، قد تكون هناك مخاوف بشأن الأمان والخصوصية، خاصة عندما يتعلق الأمر ببيانات الجمهور والفنانين. قد يكون منظمو الحفل يفضلون تجنب المخاطر المحتملة والمشاكل التي قد تنشأ عن استخدام التكنولوجيا في هذا السياق.
هل ترفض فكرة احياء النجوم الذين رحلوا عن عالمنا باستخدام اصواتهم في تقديم أغانِ جديدة بواسطة الذكاء الاصطناعي؟
بالتأكيد أرفض ذلك، لأنه يعتبر انتهاكا لحقوقهم الملكية والفكرية، لماذا استعين بأصوات نجوم رحلوا عن عالمنا في انتاج اعمال موسيقية جديدة، ومصر لديها طاقات فنية هائلة تحتاج لتسليط الضوء عليها، بالتالي اكون ساهمت في ضخ دماء جديدة في صناعة الموسيقى، والحفاظ على خصوصية ممن رحلوا عن عالمنا والاحتفاظ بتاريخهم الفني الذين صنعوه بمجدهم وابداعاتهم، دوري كملحن وموزع ليس احياء المتوفيين وإنما تقديم تجارب فنية جديدة وفريدة ومبتكرة بأصوات شبابية جديدة.