شهدنا في الفترة الأخيرة تطورا كبيرا في مجال الطب يمكن وصفه بأنه ثورة جديدة، وذلك بفضل دخول التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي إلى عالم الرعاية الصحية. وبدأنا نرى تطبيقات طبية وروبوتات تعمل كبدائل للأطقم الطبية التقليدية، وهو ما أدى إلى تحسين جودة الخدمات الطبية وتوفيرها بشكل أكثر فاعلية.
وقد طورّ الدكتور رءوف رشدي، الباحث في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، وعضو مجلس أمناء مؤسسة "صحة مصر"، تطبيقا مجانيا يعتمد على الذكاء الاصطناعي، يهدف إلى المساهمة في تقليل الوفيات الجينية، ليصبح أول تطبيق مصري إلكتروني متوافر علي هواتف الأندرويد لمتابعة حركة الجنين لحالات الحمل المصاحب لمريضات السكر والضغط، والسمنة المفرطة.
والتطبيق متاح على متجر جوجل بلاي بأربع لغات من ضمنها اللغة السواحيلي لخدمة النساء الحوامل في إفريقيا. وقد أظهر التطبيق نجاحا واضحا في تحقيق أهدافه.
أكد د. رشدي، أهمية الطفرة التكنولوجية التي شهدها المجال الطبي في السنوات الأخيرة نتيجة لتقدم التطبيقات الذكية والروبوتات.
وأوضح أن هذه التحولات أسهمت في تغيير جذري لطريقة تقديم الخدمات الطبية، حيث أصبحت التشخيصات أكثر دقة وسرعة بفضل استخدام التقنيات الذكية.
وبالنظر إلى مجال التشخيص، أوضح الدكتور رشدي أن واحدة من أهم التطبيقات للذكاء الاصطناعي في الطب هي تحليل الصور الطبية بدقة عالية، مثل الأشعة السينية والرنين المغناطيسي، مما يسهم في اكتشاف الأمراض في مراحلها المبكرة.
وأشار إلى دور الذكاء الاصطناعي التوليدي في تقديم رعاية صحية مُخصصة للمرضى، حيث يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي تحليل البيانات الصحية الشخصية وتقديم توصيات مُخصصة للوقاية من الأمراض وإدارة الحالات المزمنة. وعلى الرغم من الإنجازات الواضحة، إلا أن هناك تحديات تواجه تبني تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي، بما في ذلك القضايا الأخلاقية والخصوصية وحاجة الأطباء إلى التدريب المناسب.
وعن التحديات التي واجهته في تنفيذ تطبيق للتقليل من الوفيات الجينية، أوضح أنه لم يعمل بمفرده بل كان بصحبته مطور ومهندس للذكاء الاصطناعي. وأشار إلى أنه في الوقت الحالي يمكن للأطباء العمل على تطبيقات أو روبوتات بأنفسهم دون الحاجة إلى مطورين أو مهندسين، حيث إن وجود برامج الذكاء الاصطناعي مثل Chat GPT-4 وGo! Pilot ،Gemini وغيرها، يمكن أن يساعد المبتكر في تنفيذ ابتكاره بشكل فردي من خلال مساعدته في إتاحة الأكواد المطلوبة.
الذكاء الاصطناعي فى 2028
وأضاف الدكتور شدى قائلا: إن الذكاء الاصطناعي ليس مفهوما مستقبليا فحسب، بل هو واقع حاضر، متداخل بعمق فى قطاع الرعاية الصحية، فقد بلغت قيمة سوق الذكاء الاصطناعي العالمي في مجال الرعاية الصحية 4.88 مليار دولار أمريكي في عام 2020. ومن المتوقع أن يصل حجم السوق إلى 88.26 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2028، ليتوسع السوق بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 43.6% من عام 2020 إلى عام 2028 طبقا لتقديرات مؤسسة prudentmarkets للأبحاث.
تطبيقات الذكاء في الصحة
وأشار د. رشدى إلى أن هناك العديد من تطبيقات الرعاية الصحية التى تعتمد على الذكاء الاصطناعى من بينها:
1- تطبيق ADA: يقدم تطبيق Ada تشخيصا ذاتيا للأعراض الصحية باستخدام الذكاء الاصطناعي، ويساعد المستخدمين على فهم الأعراض وتحديد الأمراض المحتملة.
2- تطبيق Babylon Health: يقدم استشارات طبية عبر الإنترنت وتحليل الأعراض والتشخيص الذاتي باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
3- تطبيق Your.MD: يساعد المستخدمين في تحليل الأعراض وتقديم تشخيص محتمل ونصائح للعناية بالصحة باستخدام الذكاء الاصطناعي.
4- تطبيق Infermedica: يتيح للمستخدمين تشخيصا ذاتيا للأعراض والتحقق من الحالة الصحية باستخدام تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي.
5- تطبيق Ada health: يقدم استشارات طبية شخصية وتحليل الأعراض بشكل دقيق باستخدام الذكاء الاصطناعي.