بقلم: إيمـــان عراقـــــــى ـ رئيس التحرير
افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسى الأسبوع الماضى المرحلة الأولى من موسم الحصاد بمشروع مستقبل مصر للتنمية المستدامة، الذى يعد من المشروعات الزراعية الصناعية العملاقة التى ستسهم فى إحداث طفرة زراعية صناعية فى مصر، ما يعود بالخير على الاقتصاد القومى خلال السنوات المقبلة ويحقق التنمية المستدامة فى قطاع الزراعة.
المشروع يحمل آمال وطموحات الشعب المصرى فى غذاء آمن وتحقيق الاكتفاء الذاتى وتصدير الفائض إلى الخارج والمساهمة فى تقليل فاتورة الاستيراد بتوفير العملة الصعبة وتحقيق أهداف التنمية، حيث يضيف أكثر من 800 ألف فدان للرقعة الزراعية ترتفع إلى 4.5 مليون فدان عام 2027 أى نحو 40 % من المساحة المزروعة فى مصر.
وكعادة الدولة فى السنوات الأخيرة تم إنجاز المشروع العملاق ـ الذى يوازى 3 – 4 محافظات كبيرة أنشئت قبل ذلك فى 200 سنة ـ فى 4 سنوات فقط.
فى الماضى القريب كان هناك الكثير من المشروعات أنفقت عليها المليارات، لكنها لم تؤت ثمارها لعدم وجود الرؤية المتكاملة التى تضمن توافر جميع وسائل الإنتاج ووجود بنية أساسية قوية تخدم المشروع، وتوافق جهات الدولة على تنفيذه.
الدولة تنبهت مبكرا للتجارب السابقة التى لم يكتب لها النجاح، فتم تطوير طريقى الضبعة ووادى النطرون على أعلى مستوى كأحد مفردات البنية الأساسية لهذا المشروع الكبير، وإنشاء محطات الكهرباء اللازمة له.
إلى جانب تطوير نظم الرى والزراعة لتحقيق الاستفادة القصوى من الموارد المائية المتاحة بجانب محطات تحلية عملاقة لإعادة استخدام المياه، كما تم شق الترع وإنشاء شبكة طرق لتوصيل المياه للأرض الزراعية، بجانب التوجه نحو زراعة المحاصيل التى تستهلك كميات أقل من المياه.
مُداخلات الرئيس خلال افتتاح المشروع تضمنت رسائل مهمة أوضحت أهمية المشروع وآليات العمل به، لتحقيق الأمن الغذائى والتصدير معا بما يسهم فى تزايد معدلات النمو الاقتصادى وتوفير العملة الصعبة فى آن واحد.
وشدد الرئيس على أهمية المياه والطرق التى تتبعها الدولة لتحقيق الاستفادة القصوى من كل نقطة مياه، وأكد أيضا أهمية دور القطاع الخاص ومشاركته فى التنمية لما يتميز به من أساليب مُتقدمة وناجحة فى إدارة المشروعات.
الرئيس أكد أيضا أن هدف الدولة فى التشغيل وتوفير فرص عمل جديدة خاصة للشباب لا يقل أهمية عن هدف القطاع الخاص فى تحقيق الربح، وأن كليهما ربح فتشغيل الأيدى العاملة “ربح غير منظور” فكل فرصة عمل يقابلها إنتاج وكل منتج يباع ويشترى ويسهم فى زيادة حركة السوق وسرعة دوران رأس المال، وفى النهاية يترجم لأرقام وأرباح أكيدة.
الرسالة الأهم فى هذا المشهد الرائع “حصاد الخير”، أن مشروعات البنية التحتية التى قامت بها الدولة خلال السنوات العشر الماضية على الرغم من ارتفاع تكلفتها، فإن العائد منها سيخدم الجيل الحالى وأجيالا كثيرة قادمة، حفظ الله الوطن قيادة وشعبا.