رئيس مجلس الإدارة
د.محمد فايز فرحات
رئيس التحرير
إيمان عراقي

فنون رقمية

"قريب وإن بعد"

2-6-2024 | 20:46

كتبت‭:‬ أمانى‭ ‬زهران

 

“هو‭ ‬شغلنا‭ ‬الشاغل،‭ ‬دائما‭ ‬ما‭ ‬نبحث‭ ‬عنه‭ ‬ونسعى‭ ‬إليه”‭..‬ لا‭ ‬ننتبه‭ ‬إلى‭ ‬وجوده‭ ‬حولنا‭ ‬فى‭ ‬صوره‭ ‬المختلفة‭.. ‬يحيط‭ ‬بنا‭ ‬ولا‭ ‬يفصلنا‭ ‬عنه‭ ‬سوى‭ ‬سعينا‭ ‬إليه‭..‬هو‭ ‬فى‭ ‬دعواتنا‭ ‬اليومية‭.. ‬نظن‭ ‬أنه‭ ‬بعيد‭ ‬المنال‭ ‬ولكنه‭ ‬قريب‭ ‬جدا‭... ‬إنه‭ ‬‮«‬الرزق‮»‬‭ ‬قريب‭.. ‬وإن‭ ‬بعد‮»‬‭.‬

بهذه‭ ‬الكلمات‭ ‬عبرت‭ ‬الفنانة‭ ‬راندا‭ ‬إسماعيل‭ ‬عن‭ ‬الفكرة العامة‭ ‬لمعرضها‭ ‬‮«‬قريب‭ ‬وإن‭ ‬بعد‮»‬‭ ‬وهى‭ ‬الرزق‭ ‬فى‭ ‬معرضها المقام‭ ‬بجاليرى‭ ‬سماح‭ ‬بالزمالك،‭ ‬الرزق‭..‬

هو‭ ‬الشغل‭ ‬الشاغل‭ ‬للجميع‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬سوء‭ ‬الظروف‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وصعوبة‭ ‬الظروف‭ ‬الحياتية،‭ ‬عبرت‭ ‬الفنانة‭ ‬خلال‭ ‬42‭ ‬لوحة‭ ‬فنية‭ ‬مختلفة‭ ‬الأحجام‭ ‬فى‭ ‬المعرض‭ ‬عن‭ ‬مفهوم‭ ‬الرزق‭ ‬الذى‭ ‬استخدمت‭ ‬فيه‭ ‬السمكة‭ ‬كرمز‭ ‬للتعبير‭ ‬عنه،‭ ‬مثل‭ ‬لوحة‭ ‬لأم‭ ‬تمسك‭ ‬سمكة‭ ‬وأولادها‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬انتظار،‭ ‬أو‭ ‬بنات‭ ‬مهمومات‭ ‬جالسات‭ ‬والسمك‭ ‬تحت‭ ‬أقدامهن‭ ‬ولا‭ ‬يستطعن‭ ‬رؤيته‭ ‬رغم‭ ‬قربه،‭ ‬فلا‭ ‬يفصلهن‭ ‬عنه‭ ‬إلا‭ ‬سعيهن‭ ‬إليه،‭ ‬مثل‭ ‬لوحة‭ ‬لبنات‭ ‬جالسات‭ ‬والسمك‭ ‬يطير‭ ‬فوق‭ ‬رءوسهن‭ ‬وقامت‭ ‬إحداهن‭ ‬لتمسك‭ ‬بسمكة،‭ ‬فهى‭ ‬الوحيدة‭ ‬التى‭ ‬بذلت‭ ‬جهدا‭ ‬وسعت‭ ‬إليه‭.‬

ترى‭ ‬الفنانة‭ ‬أن‭ ‬الرزق‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬فى‭ ‬المال،‭ ‬لكنه‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬فى‭ ‬الرضا‭ ‬والحنان‭ ‬والحب‭ ‬والرفقة‭ ‬الطيبة،‭ ‬ولأن‭ ‬الموضوع‭ ‬المفضل‭ ‬من‭ ‬البداية‭ ‬لراندا‭ ‬هو‭ ‬رسم‭ ‬الريف‭ ‬والنوبة‭ ‬والصعيد‭ ‬وغيرها،‭ ‬فقد‭ ‬تناولته‭ ‬أيضا‭ ‬كنوع‭ ‬من‭ ‬سعى‭ ‬البشر‭ ‬للرزق‭ ‬منها‭ ‬لوحة‭ ‬بوستر‭ ‬المعرض‭ ‬المسماة‭ ‬‮«‬دايرة‭ ‬الحياة‮»‬‭ ‬لمجموعة‭ ‬من‭ ‬البشر‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬الرزق‭ ‬فى‭ ‬شكل‭ ‬دائرة،‭ ‬ولوحة‭ ‬أخرى‭ ‬تحمل‭ ‬تساؤلات‭ ‬لفتاة‭ ‬ترفع‭ ‬يدها‭ ‬للسماء‭ ‬تشكر‭ ‬الله،‭ ‬والسماء‭ ‬تمطر‭ ‬أمطارا‭ ‬وأسماكا،‭ ‬فقد‭ ‬أنزل‭ ‬الله‭ ‬رزقها‭ ‬من‭ ‬السماء‭.‬‮ ‬

بينما‭ ‬فتاة‭ ‬أخرى‭ ‬تغرق‭ ‬داخل‭ ‬حوض‭ ‬زجاجى‭ ‬والسمك‭ ‬بالخارج،‭ ‬فقد‭ ‬حبست‭ ‬نفسها‭ ‬بينما‭ ‬رزقها‭ ‬بالخارج‭.‬‮ ‬

فقد‭ ‬أطلقت‭ ‬الفنانة‭ ‬راندا‭ ‬إسماعيل‭ ‬لخيالها‭ ‬العنان‭ ‬ولإحساسها‭ ‬الحرية‭ ‬لترسم‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬وألوان‭ ‬الرزق‭ ‬واستقبال‭ ‬البشر‭ ‬له‭ ‬بأسلوبها‭ ‬الواقعى‭ ‬والرمزى‭ ‬البسيط‭ ‬والمفهوم‭ ‬الذى‭ ‬لمس‭ ‬مشاعر‭ ‬المتلقى،‭ ‬فى‭ ‬ثلاث‭ ‬تجارب‭ ‬متنوعة‭ ‬مختلفة‭ ‬يحتويها‭ ‬معرضها‭ ‬لخامات‭ ‬مختلفة‭ (‬ميكسيد‭ ‬ميديا‭) ‬وقصاصات‭ (‬الكولاج‭) ‬على‭ ‬ورق‭ ‬معالج‭ ‬ومجموعة‭ ‬أخرى‭ (‬مونو‭ ‬برنت‭) ‬طبعته‭ ‬على‭ ‬الكانفاس‭ ‬واشتغلت‭ ‬عليه،‭ ‬وثالثة‭ ‬جمعت‭ ‬بين‭ ‬الرسم‭ ‬بالزيت‭ ‬والإكريليك‭ ‬لمنح‭ ‬سطح‭ ‬العمل‭ ‬ملامس‭ ‬مختلفة‭ ‬وغنية‭.‬

والفنانة‭ ‬راندا‭ ‬إسماعيل‭ ‬فنانة‭ ‬تشكيلية‭ ‬مصرية،‭ ‬بكالوريوس‭ ‬عمارة‭ - ‬جامعة‭ ‬عين‭ ‬شمس،‭ ‬تفرغت‭ ‬لدراسة‭ ‬وممارسة‭ ‬فنون‭ ‬التصوير‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2004‭ ‬درستها‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬المصورين‭ ‬المصريين‭.‬

أقامت‭ ‬7‭ ‬معارض‭ ‬فردية‭ ‬فى‭ ‬قاعات‭ ‬إتيليه‭ ‬القاهرة‭ ‬2011،‭ ‬ساقية‭ ‬الصاوى‭ ‬2012،‭ ‬دار‭ ‬الأوبرا‭ ‬المصرية‭ (‬قاعة‭ ‬زياد‭ ‬بكير‭) ‬2015،‭ ‬دار‭ ‬الأوبرا‭ ‬المصرية‭ (‬صلاح‭ ‬طاهر‭) ‬2017،‭ ‬جاليرى‭ ‬‮«‬أرت‭ ‬كورنر‮»‬‭ ‬بالزمالك‭ ‬2018،‭ ‬جاليرى‭ ‬جرانت‭ ‬2019،‭ ‬متحف‭ ‬الفن‭ ‬المصرى‭ ‬الحديث‭ ‬قاعة‭ ‬الباب‭ ‬2021‭.‬

شاركت‭ ‬فى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المعارض‭ ‬الجماعية‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬وخارجها‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2010‭ ‬منها‭ ‬بيكاسو‭ ‬الزمالك‭ ‬وبيكاسو‭ ‬إيست‭ ‬وجاليرى‭ ‬سماح‭ ‬ومشربية‭ ‬وسط‭ ‬البلد‭ ‬واكسس‭ ‬وضى‭ ‬الزمالك‭ ‬وضى‭ ‬المهندسين‭.‬

جاليرى‭ ‬‮«‬أرت‭ ‬هيل‮»‬‭ ‬بلندن‭ ‬2018،‭ ‬جاليرى‭ ‬‮«‬أرت‭ ‬جاب‮»‬‭ ‬بروما‭ ‬2018،‭ ‬جاليرى‭ ‬‮«‬يومان‮»‬‭ ‬بهلسنكى‭ ‬2018،‭ ‬السفارة‭ ‬المصرية‭ ‬بلندن‭ ‬2021،‭ ‬جاليرى‭ ‬‮«‬فيوليت‮»‬‭ ‬بكاسيل‭ ‬ألمانيا‭ ‬2022‭.‬

وللفنانة‭ ‬مقتنيات‭ ‬فى‭ ‬متحف‭ ‬الفن‭ ‬المصرى‭ ‬الحديث‭ ‬بالقاهرة‭ -‬وفى‭ ‬متحف‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬بالإسماعيلية‭- ‬ومنظمة‭ ‬الغداء‭ ‬العالمى‭ ‬بالقاهرة‭ ‬ومقتنيات‭ ‬خاصة‭ ‬داخل‭ ‬مصر‭ ‬وخارجها‭.‬

اخر اصدار