كتبت: أمانى زهران
“هو شغلنا الشاغل، دائما ما نبحث عنه ونسعى إليه”.. لا ننتبه إلى وجوده حولنا فى صوره المختلفة.. يحيط بنا ولا يفصلنا عنه سوى سعينا إليه..هو فى دعواتنا اليومية.. نظن أنه بعيد المنال ولكنه قريب جدا... إنه «الرزق» قريب.. وإن بعد».
بهذه الكلمات عبرت الفنانة راندا إسماعيل عن الفكرة العامة لمعرضها «قريب وإن بعد» وهى الرزق فى معرضها المقام بجاليرى سماح بالزمالك، الرزق..
هو الشغل الشاغل للجميع فى كل أنحاء العالم، فى ظل سوء الظروف الاقتصادية وصعوبة الظروف الحياتية، عبرت الفنانة خلال 42 لوحة فنية مختلفة الأحجام فى المعرض عن مفهوم الرزق الذى استخدمت فيه السمكة كرمز للتعبير عنه، مثل لوحة لأم تمسك سمكة وأولادها فى حالة انتظار، أو بنات مهمومات جالسات والسمك تحت أقدامهن ولا يستطعن رؤيته رغم قربه، فلا يفصلهن عنه إلا سعيهن إليه، مثل لوحة لبنات جالسات والسمك يطير فوق رءوسهن وقامت إحداهن لتمسك بسمكة، فهى الوحيدة التى بذلت جهدا وسعت إليه.
ترى الفنانة أن الرزق ليس فقط فى المال، لكنه يمكن أن يكون فى الرضا والحنان والحب والرفقة الطيبة، ولأن الموضوع المفضل من البداية لراندا هو رسم الريف والنوبة والصعيد وغيرها، فقد تناولته أيضا كنوع من سعى البشر للرزق منها لوحة بوستر المعرض المسماة «دايرة الحياة» لمجموعة من البشر تسعى إلى الرزق فى شكل دائرة، ولوحة أخرى تحمل تساؤلات لفتاة ترفع يدها للسماء تشكر الله، والسماء تمطر أمطارا وأسماكا، فقد أنزل الله رزقها من السماء.
بينما فتاة أخرى تغرق داخل حوض زجاجى والسمك بالخارج، فقد حبست نفسها بينما رزقها بالخارج.
فقد أطلقت الفنانة راندا إسماعيل لخيالها العنان ولإحساسها الحرية لترسم كل أشكال وألوان الرزق واستقبال البشر له بأسلوبها الواقعى والرمزى البسيط والمفهوم الذى لمس مشاعر المتلقى، فى ثلاث تجارب متنوعة مختلفة يحتويها معرضها لخامات مختلفة (ميكسيد ميديا) وقصاصات (الكولاج) على ورق معالج ومجموعة أخرى (مونو برنت) طبعته على الكانفاس واشتغلت عليه، وثالثة جمعت بين الرسم بالزيت والإكريليك لمنح سطح العمل ملامس مختلفة وغنية.
والفنانة راندا إسماعيل فنانة تشكيلية مصرية، بكالوريوس عمارة - جامعة عين شمس، تفرغت لدراسة وممارسة فنون التصوير منذ عام 2004 درستها مع عدد من كبار المصورين المصريين.
أقامت 7 معارض فردية فى قاعات إتيليه القاهرة 2011، ساقية الصاوى 2012، دار الأوبرا المصرية (قاعة زياد بكير) 2015، دار الأوبرا المصرية (صلاح طاهر) 2017، جاليرى «أرت كورنر» بالزمالك 2018، جاليرى جرانت 2019، متحف الفن المصرى الحديث قاعة الباب 2021.
شاركت فى العديد من المعارض الجماعية فى مصر وخارجها منذ عام 2010 منها بيكاسو الزمالك وبيكاسو إيست وجاليرى سماح ومشربية وسط البلد واكسس وضى الزمالك وضى المهندسين.
جاليرى «أرت هيل» بلندن 2018، جاليرى «أرت جاب» بروما 2018، جاليرى «يومان» بهلسنكى 2018، السفارة المصرية بلندن 2021، جاليرى «فيوليت» بكاسيل ألمانيا 2022.
وللفنانة مقتنيات فى متحف الفن المصرى الحديث بالقاهرة -وفى متحف قناة السويس بالإسماعيلية- ومنظمة الغداء العالمى بالقاهرة ومقتنيات خاصة داخل مصر وخارجها.