في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة التى يشهدها العالم، وتزايد الاعتماد على الخدمات الرقمية، باتت تقنيات الاتصالات الحديثة، مثل الجيل الرابع والجيل الخامس من تقنيات الاتصالات المحمولة، وشبكات كابلات الألياف الضوئية، تلعب دورا محوريا في دفع عجلة التنمية والتطوير في مختلف القطاعات، بما في ذلك قطاع التكنولوجيا المالية أو ما يعرف بـ ،"Fintech" حيث تقدم تقنيات الاتصالات حلولا مبتكرة لتمكين تبادل المعلومات والبيانات المالية بشكل سريع وآمن وفعال، مما يساهم في تحسين تجربة العملاء وتقديم خدمات مالية حالية ومستقبلية أكثر شمولا وابتكارا. ومن بين القدرات التى يوفرها قطاع الاتصالات لنجاح خدمات التكنولوجيا المالية:
كتب: أشرف شهاب
1 - سرعة الاتصال وقوة النطاق الترددي
توفر تقنيات الجيل الرابع والجيل الخامس سرعة اتصال فائقة ونطاقا تردديا واسعا، مما يتيح نقل البيانات المالية الضخمة بشكل سلس وسريع وآمن، دون أي تأخير أو انقطاع.
مما يؤدى إلى معالجة أسرع للمعاملات المالية، مما يقلل من أوقات انتظار تنفيذ المهام مثل المدفوعات عبر الإنترنت وتحويلات الأموال والموافقات على القروض، والدفع عبر الهواتف المحمولة. وهذه الميزات بالغة الأهمية لضمان سير العمليات المالية بسلاسة وكفاءة.
2 - الأمان والخصوصية
توفر تقنيات الاتصالات الحديثة ميزات أمان متقدمة تساهم في حماية البيانات المالية من الاختراق والسرقة، حيث يتم استخدام تقنيات تشفير قوية وبروتوكولات أمان محدثة لضمان خصوصية العملاء وحماية معلوماتهم المالية.
3 - إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي
تتيح تقنيات إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي تحليل البيانات المالية بشكل سريع ودقيق، مما يساعد على تقديم خدمات مالية مخصصة تلبي احتياجات العملاء الفردية.
على سبيل المثال، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتقييم المخاطر المالية بشكل فوري، وتقديم نصائح استثمارية مخصصة، أو لتطوير أدوات مكافحة الاحتيال والتحقق من هوية العملاء.
4 - زيادة اتصال الأجهزة
يمكن لشبكات الاتصالات من الجيل الخامس التعامل مع عدد كبير من الأجهزة المتصلة في وقت واحد، وهو ما يمهد الطريق لإنترنت الأشياء (IoT) في مجال التمويلات البنكية، مما يتيح لنا استخدام الأجهزة القابلة للارتداء والقيام بإجراء مدفوعات آمنة عبر الهاتف المحمول، أو أجهزة الاستشعار الذكية التى تراقب المعاملات المالية بحثا عن أي تحركات غير طبيعية.
5 - تحسين الخدمات
يتيح زمن التأخير المنخفض في نقل البيانات عبر شبكة الجيل الخامس (زمن التأخير هو الوقت الذي تستغرقه البيانات للانتقال من مكان لمكان والعودة) حدوث التفاعلات في الوقت الفعلي، ما يمكن أن يغير من طريقة التعامل مع الخدمات المالية عن بعد مثل، عقد المؤتمرات المرئية مع المستشارين الماليين، أو الحصول على استشارات بشأن القروض الفورية عبر الإنترنت.
6 - التوسع والوصول إلى العملاء
تساهم تقنيات الاتصالات الحديثة فى توسيع نطاق الخدمات المالية وجعل وصول جميع شرائح المجتمع إليها أكثر سهولة، بما في ذلك سكان المناطق النائية، مما يقلل من الاعتماد على الفروع المصرفية التقليدية.
7 - التطبيقات ناشئة
تفتح شبكة الجيل الخامس الباب أمام إنشاء تطبيقات مبتكرة للخدمات المالية تعتمد على النطاق الترددي العالي وانخفاض زمن التأخير، وعلى هذا يمكن لمطورى التطبيقات العمل على إنشاء تطبيقات لاكتشاف الاحتيال في الوقت الفعلي باستخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، أو تطبيقات الواقع المعزز (AR).
8 - تعزيز الابتكار
تحفز تقنيات الاتصالات الحديثة الابتكار في قطاع الخدمات المالية، وتشجع على تطوير منتجات وخدمات جديدة تلبي احتياجات العملاء المتغيرة. ويمكن للشركات الناشئة والمشروعات الريادية الاستفادة من هذه التقنيات لتقديم حلول مالية مبتكرة تحدث ثورة في هذا المجال، من خلال تمكين التنفيذ الأسرع للمعاملات مع دعم الأمان، وتحسين التفاعلات في الوقت الفعلي. وفى هذا الإطار تعمل شبكات الجيل الخامس كمحفز قوي لنمو واعتماد حلول الخدمات المالية، لأنها تتيح للمؤسسات المالية تقديم مجموعة أوسع من الخدمات المالية المريحة والآمنة لعملائها.
الطريق السريع
ويمكننا أن نتخيل فى هذا الإطار أن شبكات الجيل الخامس ستصبح أشيه ما يكون بالطريق السريع الآمن لنقل البيانات المالية، حيث ستتحرك المعاملات بشكل أسرع، مع وجود نقاط أمنية أكثر قوة، وتوافر مساحة أكبر للمركبات الجديدة المبتكرة (التطبيقات) للتنقل عبر هذا الطريق. وتكامل هذه العناصر معا سيؤدي في النهاية إلى وجود نظام بيئي أكثر كفاءة وديناميكية لنمو قطاع الخدمات التكنولوجية المالية.