أقيم منذ أيام احتفال بنجاح مشروع “باب رزق”، وهو مشروع نموذجى لوحدة إنتاجية متخصصة فى الغزل والنسيج، أُطلق منذ عام ونصف العام فى محافظة بنى سويف، بالتعاون بين مؤسسة مصر الخير وصندوق تنمية التجارة الذى تديره المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة، وبرعاية وإشراف وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية.
بقلم:إيمـــان عراقـــــــى - رئيس التحرير
الهدف من المشروع مساعدة صغار المنتجين فى قطاع النسيج والمفروشات، وهو أحد القطاعات الإنتاجية الواعدة لما له من قدرة على خَلق قيمة مضافة، وله ميزة تنافسية ويسهم فى توفير فرص عمل كثيرة.
مثل هذه المشروعات التى تمثل نموذجا ناجحا للتعاون المثمر بين الحكومة والمجتمع المدنى والقطاع الخاص والمؤسسات المالية الدولية نتمنى أن تعمم على قطاعات صناعية أخرى لدينا فيها خبرة وميزات نسبية، خاصة أن الدولة تضع ضمن أولويتها الآن المشروعات التى تتم على مستوى المحافظات والقرى المختلفة لمساهمتها فى تحقيق العدالة المكانية حيث إن العدالة الحقيقية تتم بالفعل عندما نوفر فرص عمل على مستوى المحافظات والقرى الصغيرة.
بالفعل أتاح مشروع باب رزق تمكين المستفيدين من صناعة 20 منتجا من الملابس والمفروشات المختلفة على مستوى عال من الجودة والإتقان وإلى جانب المردود المادى للمشروع هناك مردود آخر لا يقل أهمية وهو الطاقة الإيجابية لكل العاملين ليس فقط بل للجهات الراعية أيضا للمشروع.
إن الحراك الاقتصادى الذى تحدثه مثل هذه المشروعات فى المناطق المجاورة لها يسهم فى توفير سلاسل الإنتاج وسلاسل القيمة المضافة لكل الصناعات الواعدة الموجودة فى المحافظات المختلفة كما يعمل على تحقيق النمو المستدام الذى تسعى الدولة لتحقيقه من خلال تحقيق التنمية الإقليمية المتوازنة خاصة أنه يحقق بعضا من أهداف التنمية المستدامة، وهى القضاء على الفقر والمساواة بين الجنسين وتحقيق نمو الاقتصاد.
جاءت كلمة الدكتور على جمعة رئيس مجلس أمناء مؤسسة مصر الخير لتلخص الهدف الحقيقى لهذه المبادرات عندما قال إن الاحتفالية الخاصة بمشروع باب رزق خير شاهد على تعمير الأرض الذى أمرنا به الله سبحانه فى قوله تعالى: “هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها”، مشيرا إلى أن مشروع “باب رزق” وغيره من المشروعات التنموية تأتى ردا على من اتخذوا التدمير نهجا لهم، فى حين أخذنا نحن التعمير نهجا لنا.