منذ سنوات.. تعتبر صناعة "التعهيد" في مصر عنصرًا حيويًا في تحقيق التنمية وتعزيز الاقتصاد، توفر هذه الصناعة فرص عمل واسعة وتسهم في تحقيق النمو الاقتصادي وتنمية المهارات التكنولوجية في البلاد، وتستهدف الحكومة تحقيق قيمة تصديرية تصل إلى 9 مليارات دولار من هذا القطاع بحلول عام 2026.
كتبت- بوسي عبد الجواد
والتعهيد (Outsourcing) باختصار هو استخدام واستئجار كفاءات وقوى وأفراد ووسائل وخدمات من مؤسسات أو شركات أو جهات ثالثة (خارج النطاق الجغرافي للبلد)، وتعد صناعة خدمات التعهيد العابرة للحدود (Offshoring) من الصناعات العالمية القائمة بذاتها، حيث تدر هذه الصناعة أرباحًا طائلة للدول المُقدمة والرائدة في هذه الصناعة وتسهم في نموها الاقتصادي ودخلها القومي من العملة الصعبة عوضًا عن توسيع قاعدة الخبرة التكنولوجية والمعرفية لهذه البلاد.
وتتنوع مراكز الخدمات العالمية التى تقيمها الشركات في مصر لتشمل مجالات مختلفة، منها مراكز الاتصال الدولية وخدمات الأعمال وتعهيد إجراءات الشركات، ومراكز لخدمات تكنولوجيا المعلومات والدعم الفني، ومراكز للتسويق الرقمي، ومراكز في التخصصات الأكثر تعمقًا في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مثل مراكز البحث والتطوير والأنظمة المدمجة والالكترونيات وأشباه الموصلات وبرمجيات السيارات التي تشهد طلبا عالميا متزايدا؛ حيث تحظى مصر بميزة تنافسية فى هذا المجال؛ كذلك يتم العمل حاليا على جذب المزيد من مراكز التصميم الإلكتروني وتعظيم الصادرات فى هذا القطاع.
وتمثل الحكومة المصرية رافدًا داعمًا مهمًا لهذه الصناعة، حيث تضع خططًا استراتيجية وتقدم الدعم اللازم لتعزيز أدائها وتطويرها.
توجه قومي

في كلمته الأخيرة أثناء افتتاح مركز تحليل البيانات والحوسبة السحابية، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي على أهمية صناعة "التعهيد" في تعزيز الاقتصاد المصري وتحقيق النمو المستدام. وأشار الرئيس إلى الفرص الكبيرة التي تتيحها هذه الصناعة للشباب، وأهمية تطوير المهارات والكفاءات لتعزيز مشاركتهم في هذا القطاع الحيوي.
ومؤخرا تفقد الدكتور مصطفي مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مبنى التعهيد، مقرات شركتي إنتلسيا Intelcia وساذرلاند Sutherland العالميتين والمتخصصتين في تصدير خدمات التعهيد؛ حيث توفر الشركتان، بالتعاون مع هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "إيتيدا"، برامج تدريب داخل المنطقة التكنولوجية بمدينة برج العرب الجديدة؛ من أجل تأهيل الشباب للعمل بهما فور اجتياز التدريب. جاء ذلك خلال تفقده المنطقة التكنولوجية بمدينة برج العرب الجديدة، للإطلاع على استراتيجية مصر الرقمية التي تستهدف تأهيل الشباب للالتحاق بوظائف معرفية، وتحقيق الشمول الرقمي ورعاية الإبداع والابتكار التكنولوجي.
وتجول رئيس مجلس الوزراء ومرافقوه الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والمهندس أحمد الظاهر، الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "إيتيدا"، والدكتور حسام عثمان، مستشار الوزير للإبداع التكنولوجي وصناعة الإلكترونيات والتدريب، والدكتورة هدى بركة، مستشار الوزير لتنمية المهارات التكنولوجية، والدكتورة هبة صالح، رئيس معهد تكنولوجيا المعلومات، والدكتور أحمد خطاب، مدير المعهد القومي للاتصالات، في مقر شركة إنتلسيا Intelcia العالمية الرائدة فى مجال التعهيد، التي قامت بإطلاق عملياتها في مصر بعلامتها التجارية عام 2023، من خلال مركزين في كل من القاهرة والإسكندرية، ويعمل بالشركة 1770 موظفا في مصر منهم أكثر من 900 موظف بمقر الشركة بالمنطقة التكنولوجية بمدينة برج العرب الجديدة.
وخلال جولته بأرجاء الشركة، استمع الدكتور مصطفى مدبولي لشرحٍ من أحمد عبد المنعم، رئيس إدارة العمليات بالشركة، الذي نوه إلى أن الشركة حققت نجاحا ملموسا في مصر، من خلال نمو عمليات تصدير خدمات التعهيد وخدمات العملاء وحلول العمليات التجارية لعملائها بمختلف الأسواق بأمريكا وأوروبا، وذلك بفضل وفرة الكوادر البشرية والمهارات المتخصصة، مشيرا إلى أن الشركة تستثمر في العنصر البشري لزيادة احترافية الشباب المصري بمحافظتي القاهرة والإسكندرية للغات الأوروبية، بالتعاون مع هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "إيتيدا"؛ حيث تستهدف الشركة نمو عدد العاملين ليصل إلى 4000 متخصص بمراكزها في مصر خلال عام 2025.
"إيتيدا".. قاطرة التنمية

وتهدف الحكومة إلى تحقيق نمو مستدام في هذه الصناعة، حيث تعمل جاهدة على توفير البنية التحتية والكوادر المؤهلة لدعم نمو هذا القطاع بشكل فعال. وتركز وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات جهودها على تعزيز قطاع "التعهيد" من خلال هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "إيتيدا"، التي تلعب دورًا رئيسيًا في دعم وتنمية وتطوير هذا القطاع.
ومن خلال إستراتيجيتها الرقمية لصناعة التعهيد 2022-2026 والتي أطلقتها في فبراير 2022، قامت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بدفع هذه الصناعة إلى الأمام لتحقيق العديد من الأهداف الإستراتيجية، منها مضاعفة حجم الصادرات المصرية في مجال تكنولوجيا المعلومات وخدماتها العابرة للحدود. وتتمثل الأهداف الرئيسية لهذه الاستراتيجية في خلق بيئة داعمة لجذب الاستثمارات، وتشجيع إنشاء المزيد من الأعمال وتعزيز التنافسية في مجالات البحث والتطوير، مما يعزز من نمو اقتصاد المعرفة في مصر. وبالنسبة لجذب الاستثمارات الأجنبية المتخصصة في قطاع التعهيد، فإن أحد العناصر الرئيسية للجذب يتمثل في العنصر البشري، حيث تعتبر وفرة المهارات الرقمية والناعمة في مصر عاملاً جاذبا للاستثمار في هذا القطاع الواعد.
وتعمل "إيتيدا" على الترويج لهذه المزايا والمقومات التنافسية لمصر في صناعة التعهيد، مما يساهم في تحسين الصورة الذهنية عن مناخ الأعمال في مصرويعكس البيئة الداعمة والمشجعة للشركات المحلية والأجنبية، ومنذ إطلاق الإستراتيجية، نجحت "إيتيدا" في توقيع اتفاقيات مع 74 شركة عالمية ومحلية لإنشاء والتوسع فى 85 مركز تعهيد وتعيين 60 ألف متخصص فى التعهيد على مدار 3 سنوات مدة سريان هذه الاتفاقيات.
حماية البيانات الشخصية
وتعمل الحكومة المصرية في الوقت الراهن على الانتهاء من اللائحة التنفيذية لقانون حماية البيانات الشخصية، والذي يمثل حجر الزاوية ومطلبا أساسيا لشركات التعهيد سواء المحلية منها أو العالمية، مما يعزز من بيئة ومناخ الأعمال والاستثمار في مصر، وباعتبارها أيضا خطوة مهمة لضمان حماية خصوصية الأفراد والشركات، وتعزيز الثقة في جمع ومعالجة البيانات في السوق المصري.
الشباب المؤهل
وفي خطوة تعكس ازدهار نمو قطاع التعهيد في مصر، قامت شركة "أرتشر" الأمريكية المتخصصة في حلول إدارة المخاطر وتكنولوجيا المعلومات بتوسيع تواجدها في السوق المصرية من خلال افتتاح مقر جديد بمجمع الأعمال في القاهرة الجديدة. يأتي هذا الافتتاح ضمن خطط الشركة التوسعية، والتي اختارت مصر لإنشاء أول مركز لها بالشرق الأوسط العام الماضي، كما تطمح الشركة إلى زيادة عدد موظفيها بمركزها في مصر وتعيين ما لا يقل عن 150 مهندسًا جديدًا من الكوادر المصرية الشابة، وذلك ضمن إطار مذكرة التفاهم التي وقعتها مع "إيتيدا" في شهر أبريل الماضي، وهو ما يعكس الجهود المستمرة لتنمية قدرات مصر في مجال التعهيد وجذب الشركات العالمية لإنشاء مراكز لها في البلاد، ويؤكد على دور الشباب المصري المتخصص في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الذين يشكلون عامل جذب مهما للاستثمارات الخارجية وإنشاء مراكز للشركات العالمية في مصر.
الذكاء الاصطناعي
فى ضوء حرص الوزارة على تطويع التكنولوجيات الحديثة لتطوير قطاع التعهيد، شهد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، توقيع اتفاقية تعاون بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ممثلة فى مركز الابتكار التطبيقي، والشركة المصرية للاتصالات لنظم المعلومات "إكسيد" بشأن التشارك فى مشروع لتطوير تطبيق أتمتة ضمان الجودة فى مراكز الاتصالات باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى.
تهدف الاتفاقية إلى توظيف تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى فى تحسين كفاءة العمل وتنمية صناعة مراكز الاتصالات، وهو الأمر الذى يدعم الجهود المبذولة لتنمية صناعة التعهيد فى مصر.
وجهة مثالية للاستثمار

أكدت أماني ربيع، الرئيس التنفيذي للتطوير بشركة "إيزون إكسبيرينس" الهندية العاملة في مجال إدارة تجربة العملاء CX، أن مصر تعتبر من أفضل الأماكن لقطاع التعهيد، بفضل توفر بنية تحتية قوية وقاعدة بشرية واسعة النطاق من خريجي شباب الجامعات، الذين يفوق عددهم 600 ألف خريج سنويًا، وأشارت إلى أهمية دور الشباب في هذا السياق، حيث يمثلون نحو 60% من القوة العاملة في البلاد، ويشكلون موردًا مهمًا لشركات التعهيد في مصر وخارجها.
وأوضحت ربيع في تصريحات خاصة لـ"لغة العصر"، أن مصر تتميز أيضًا ببنية تحتية قوية في قطاع الاتصالات، مما يجعلها وجهة مثالية للشركات العالمية. ولفتت الانتباه إلى الموقع الجغرافي المتوسط لمصر، الذي يقربها من أسواق أوروبا، مما يعزز جاذبيتها كمركز لخدمات التعهيد عالية الجودة بتكلفة تنافسية.
وفيما يتعلق بخطط شركة iSON Experiences في مصر، أكدت ربيع أن الشركة تسعى لتعزيز حضورها في السوق المصري من خلال توسيع نطاق خدماتها ونشاطاتها، مع التركيز على تقديم خدمات التعهيد لعملاء خارج مصر بنسبة 58% على الأقل.
وفيما يتعلق بدور "إيتيدا"، باعتبارها الجهة الحكومية التي تمثل مصر في تقديم خدمات التعهيد للشركات المحلية والعالمية، أكدت ربيع على الشراكة القوية بين شركتها والحكومة المصرية، من خلال وزارة الاتصالات وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "إيتيدا". وأشارت إلى أن "إيتيدا" تلعب دورًا رئيسيًا كجهة تمثل مصر في تقديم خدمات التعهيد للشركات العالمية، وتعمل على دعم البنية التحتية والموارد البشرية في هذا القطاع، بهدف جذب المزيد من الاستثمارات وتعزيز مكانة مصر كوجهة رئيسية للخدمات العابرة للحدود.
وأكملت ربيع، بأن الشركة تقدم مجموعة واسعة من خدمات التعهيد في مصر، بما في ذلك إدارة تجربة العملاء، والدعم الفني، وخدمات المبيعات، وإدارة العمليات، وخدمات التحليلات، والعديد من الخدمات الأخرى. وأكدت أن تلك الخدمات تسمح للشركة بتقديم حلول شاملة لاحتياجات العملاء في مختلف القطاعات والصناعات.
وفيما يتعلق بتميز الشركة عن منافسيها في سوق خدمات التعهيد في مصر، أشارت ربيع إلى أنها تتميز بخبرة عميقة في الصناعة وانتشار واسع، حيث تقدم خدماتها لأكثر من 500 مليون عميل في 19 دولة، بالإضافة إلى وجود 37 مركزًا لتقديم الخدمات في جميع أنحاء إفريقيا، بما في ذلك مصر والإمارات العربية المتحدة والهند وأوروبا.
وبالنسبة للإجراءات التي تتخذها الشركة لضمان جودة الخدمات في قطاع التعهيد، أوضحت ربيع، أنهم يلتزمون بأعلى معايير الجودة، حيث يتم توظيف وتدريب الكوادر المؤهلة بشكل جيد، واستخدام أحدث التقنيات والأدوات. كما يتم إجراء عمليات مراقبة الجودة المستمرة واستخدام معايير الأداء الدولية لضمان تلبية توقعات العملاء.

ومن جانبه، قال المهندس سامح منتصر، نائب الرئيس التنفيذى لشركة BDO Esnad للتعهيد، إن صناعة التعهيد تمثل جزءًا أساسيًا من اقتصاد مصر، وتعتبر محورًا للتنمية والاستثمار في البلاد. وأضاف منتصر أن مصر باتت بحاجة ماسة لتعزيز هذا القطاع، باعتبارها واحدة من أهم الصناعات التصديرية للعملة الصعبة.
ولفت إلى أن قطاع التعهيد حقق نجاحا لافتا، حتي عام 2011، إلى أن جاءت ثورة 25 يناير، حيث تأثرت صناعة التعهيد بشكل كبير نتيجة انقطاع الإنترنت والاضطرابات السياسية والأمنية التي أثرت على نمو هذا القطاع. ومع ذلك، أشار إلى أن مصر لا تزال تمتلك مزايا تجعلها وجهة مثالية للاستثمار في صناعة التعهيد.
وأكد منتصر أن الحكومة المصرية والشركات وهيئة تنمية تكنولوجيا المعلومات "إيتيدا" قاموا بتوحيد جهودهم ووضع خطة استراتيجية قومية للنهوض بصناعة التعهيد، مما أسهم في جذب شركات عالمية وزيادة الاستثمارات في هذا القطاع.
وأضاف أن الرئيس السيسي وجه اهتمامًا كبيرًا لتعزيز هذا القطاع، ووضعه ضمن أولويات التنمية الاقتصادية للبلاد.
وأشار إلى أهمية التركيز على تطوير المهارات الفنية واللغوية للشباب، بالإضافة إلى توفير البيئة المناسبة للشركات التي تعمل في مجال التعهيد، مثل توفير المساحات العملية والبنية التحتية اللازمة، وشدد على أهمية توفير البنية التحتية التكنولوجية اللازمة وتعزيز التدريب والتطوير المهني للعاملين في هذا القطاع.
ودعا إلى زيادة الوعي بأهمية صناعة التعهيد في المجتمع المصري، وتسليط الضوء على الفرص الاستثمارية المتاحة في هذا القطاع، وذلك من خلال الترويج لمصر كوجهة استثمارية مهمة وتوفير بيئة عمل مناسبة لشركات التعهيد المحلية والعالمية.

وفي سياق متصل، أعرب محمد مدبولي، الرئيس التنفيذي لشركة سويفت اكت، الرائدة في تقديم حلول تصميم وتطوير البرمجيات والأنظمة الإلكترونية المدمجة، سعادته عن افتتاح الفرع الثاني للشركة في محافظة أسيوط مطلع العام الجاري.
وأكد أن البيئة الاستثمارية المواتية في مصر، من العوامل المُحفزة التي تدفع شركات التعهيد في التوسع. بالإضافة إلى حجم السوق الكبير، و توافر كوادر مؤهلة، وذوي خبرة في مختلف المجالات، مما يساهم في تقديم حلول مخصصة للعملاء وضمان تحقيق أهدافهم ونجاح أعمالهم.
وثمن دور الحكومة المصرية في دعمها للشباب وتوفير التدريبات الضرورية لتطوير مهاراتهم، مما يسهم في جذب أفضل الكفاءات للمشاركة في مجالات التعهيد.
وأوضح مدبولي أن التوسع في قطاع التعهيد يعكس التزام الشركة بنشر المعرفة والخبرة التكنولوجية في جميع أنحاء العالم. مؤكدا أن افتتاحهم للفرع الثاني في محافظة أسيوط يأتي في إطار هذا الالتزام، حيث سيكون مركزًا لتبادل المعرفة والتعاون، وتعزيز البحث والتطوير ودفع نمو قطاع التكنولوجيا والإلكترونيات في جميع أنحاء مصر.
وأشار إلى أن الشركة تستهدف عدة أسواق وقطاعات مختلفة لتعزيز نشاطاتها وتطوير أعمالها في مصر، مثل قطاع السيارات، والفضاء، وانترنت الأشياء، والأجهزة الطبية، والإلكترونيات الاستهلاكية. وقد أكد على أن هذه القطاعات تعتبر من الأسواق الحيوية والمتنامية التي توفر فرصاً جديدة للابتكار والتطوير.
ويعتبر مدبولي تطوير صادرات خدمات التعهيد في مصر أمرًا حاسمًا لتعزيز قدراتهم التنافسية في السوق العالمية.
ويؤمن بأن السياسات الحكومية تلعب دورًا أساسيًا في تحقيق هذا الهدف، من خلال توفير الحوافز والبرامج التي تعزز الاستثمار في هذا القطاع الحيوي. موضحا أن استراتيجية صناعة التعهيد (2022-2026) تشكل خطوة مهمة نحو تعزيز القدرة التنافسية لصناعة التعهيد في مصر، وتوفير فرص عمل جديدة وجذب الاستثمارات الأجنبية.
وتسعى الشركة إلى تعزيز الشراكة مع هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ايتيدا)، حيث تمثل ايتيدا دورًا مهمًا في تسهيل عمليات التوطين وتوفير الدعم اللازم للشركات العالمية. من خلال هذه الشراكة، تعتزم سويفت اكت تعزيز التواجد في مصر وتوسيع نشاطاتها، بما يعزز التعاون الاستراتيجي بين القطاعين العام والخاص ويدعم النمو المستدام للقطاع التكنولوجي في مصر.
المجتمع المدني
تعتبر منظمات المجتمع المدني في مصر، الشريك الحيوي في تعزيز قطاع التعهيد، حيث يلعب دوراً هاماً ويعد شريكاً قوياً وفاعلاً فى منظومة تطوير هذا القطاع ولتفتح آفاقاً جديدة أمام الشركات العاملة به. من خلال تقديم النصح والاستشارات، والدعم الفني والمالي للشركات والمؤسسات العاملة في هذا المجال. بالإضافة إلى ذلك، يلعب دورًا فعالاً في تعزيز الشفافية في قطاع التعهيد، حيث يتعاون مع الشركات الأعضاء بهذه المنظمات للتأكد من مواكبة أفضل المعايير وتحديد الاولويات الخاصة باحتياجات الشركات ومتطلباتها.

من ناحيته أكد أحمد السبكي، عضو مجلس إدارة ورئيس محور تنمية الأعمال الدولية بغرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات باتحاد الصناعات المصرية، على أهمية صناعة التعهيد في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ودورها الحيوي في تحقيق الطفرة الاقتصادية في العديد من الدول، خاصة في جنوب شرق آسيا. مشيرا الي أن منظمات المجتمع تسهم في خلق بيئة مواتية للنمو والتطور في قطاع التعهيد، مما يسهم في تحقيق رؤية الدولة وتحقيق التنمية المستدامة. وأوضح السبكي أن غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات CIT، تعتبر المظلة الرئيسية للشركات العاملة في هذا القطاع، حيث تقوم بدراسة التحديات التي تواجه الشركات المتخصصة في التعهيد، وتقديم الدعم لها، خاصة التي تعمل في مجال تطوير البرمجيات وتقديم الخدمات المرتبطة بتكنولوجيا المعلومات.
تحديات حقيقية
وأشار السبكي إلى أن التحديات التي تواجه هذا القطاع تشمل عدم توافر الموارد البشرية المؤهلة، وصعوبات في التعامل بالبطاقات البنكية في سداد الالتزامات الخارجية لمقدمي الخدمات المختلفة، فضلاً عن الحاجة لفتح أسواق جديدة. وقد قامت الغرفة بمساعدة الشركات للمشاركة في المعارض الإقليمية.
وفيما يتعلق بتطوير الموارد البشرية، أكد السبكي على أهمية التعليم والتدريب في هذا المجال، ودعمه لتطوير مهارات الشباب المصري في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بالتعاون مع الجهات الحكومية الأخرى.
وأشار السبكي إلى دور منظمات المجتمع المدني في تعزيز القطاع في مصر، حيث قدمت الغرفة برامج لتنمية الموارد البشرية ودعم الشركات، مع التأكيد على أهمية دور الحكومة في تحسين التعليم وتوفير التدريب العملي.