بقلم : إيمـــان عراقـــــــى - رئيس التحرير
أكثر من مرة يوجه الرئيس اللوم للسادة الوزراء على تقصيرهم فى الحديث مع المواطنين لتوضيح الهدف من أى قرار تأخذه الدولة والسبب وراء اتباع سياسة معينة فى وقت ما، خاصة ما يتعلق بالشأن الداخلى ويؤثر فى حياة المواطن اليومية والخدمات التى تقدمها الدولة لهم، وأن الحديث معهم من شأنه أن يُشعر المواطن دائما بأنه طرف مهم فى معادلة إدارة الدولة وأنه مُقدَّر من الدولة والمسئول، وأن إرضاءه دائما هدف لمتخذى القرار.
وهذا ما حدث مؤخرا خلال افتتاح سيادته لبعض المشروعات التنموية الجديدة بمحافظة جنوب الوادى، عندما وجه الرئيس اللوم لرئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، ولوزير الكهرباء الدكتور محمد شاكر، على عدم توضيحهما للمواطنين السبب الحقيقى وراء انقطاع الكهرباء أو اتباع سياسة تخفيف الأحمال، وهو ارتفاع تكلفة الوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء، وأن وزارة الكهرباء عليها مديونيات كثيرة لوزارة البترول، وأن هذا كما يعلم الجميع بسبب ارتفاع أسعار الطاقة عالميا.
وقال الرئيس بصراحته المعهودة: إننا لدينا القدرة على تشغيل المحطات 24 ساعة فى اليوم، لا توجد أى مشكلة فنية، ولكن ليست لدى وزارة الكهرباء القدرة المالية على سداد ثمن الوقود لوزارة البترول، والنتيجة أننا أمام خيارين، إما تخفيف الأحمال لعدة ساعات محددة يوميا، وإما زيادة أسعار الكهرباء لتعويض فارق التكلفة، وهذا سيضاعف تكلفة الكهرباء، لذا لجأت الدولة للخيار الأول حتى لا تُحمِّل المواطنين -خاصة البسطاء- أى تكلفة إضافية فى الوقت الحالى.
سيظل المواطن هو الداعم الأول والسند القوى للدولة فى كل الأزمات وأصعب الأوقات، بشرط أن تتضح له الصورة وتتوافر لديه المعلومة الصحيحة من مصدرها الصحيح وفى وقتها.. وهو النهج الذى وجه به الرئيس عبد الفتاح السيسى بأن يلتزم المسئولون فى مواقعهم المختلفة بكشف الحقائق للمواطن بكل شفافية، حتى لو كانت مؤلمة أحيانا، فإنها كفيلة باستنفار جهوده للعمل الخلاق والعطاء والتحمل.
حفظ الله الوطن قيادة وشعبا.