رئيس مجلس الإدارة
د.محمد فايز فرحات
رئيس التحرير
إيمان عراقي

سوشيال ميديا

بعد اتهامها بإبراز النماذج السلبية..مروءة وشهامة المصري تبرزها السوشيال ميديا!

1-7-2024 | 19:37

لمنصات التواصل الاجتماعي وجوه عديدة، بعضها سلبي وبعضها إيجابي، فهى من جهة تتيح للأفراد التواصل مع العالم بشكل أسرع وأسهل، وتعزز العلاقات الاجتماعية، وتعمل على تبادل المعلومات وتوفير الفرص لمشاركة الأفكار وتعزيز التعلم والتثقيف وإبراز الموهوبين فنيا، ومن جهة أخرى تعتبر وسيلة لمروجى الشائعات والأخبار المضللة، وقناة للمشوهين أخلاقيا الذين قاموا باستخدامها  لمكاسب مادية. لذلك كانت محاكمة فتيات الـ"تيك توك" حديث الشارع المصري في عام 2022.

ورغم أن السلبيات أصبحت الوجه الأكثر وضوحا في عالم شبكات التواصل، فإننا سنحاول إلقاء الضوء على نماذج مُشرِّفة تتجلى فيها مروءة وشهامة المصريين بالخارج وقناعتهم ورضاهم بالداخل.

 

كتب: محمد مختار

 

مروءة وشجاعة المصرى

 

لم يكن  لمواقع التواصل حديث خلال الفترة الماضية  إلا عن  العاصفة العاتية التي اجتاحت دولة الإمارات، وغمرت الطرق والمنازل بالأمطار وعطلت المرور، وأصبح المواطنون محاصرين ببيوتهم، إلي أن تصدر المشهد عبر السوشيال ميديا المواطن المصري، حازم سويد المقيم بالإمارات، الذى شاهد سيارة تكاد أن تغرق فى المياه وبها أطفال يصرخون - أثناء عودته من العمل، فلم يتردد فى إنقاذ العائلة من الغرق المؤكد على الرغم من خطورة الموقف.
المدهش فى الموقف أن المصرى الشهم لم يهتم للمشهد وما حدث فيه، وذهب إلى منزله كعادته، يحكى لهم قصته ويبرر لهم حالته وشكله، فلم يهتم به أحد ولم يصدقه أبناؤه وأصابهم القلق عليه، لكن فى اليوم التالى فوجئ أن للسوشيال ميديا رأيا آخر، فقد جعلته بطلا يتحدث عنه العالم كصاحب مروءة وشهامة، وقام المركز الرئيسي لبنك مصر بالقاهرة وآخرون من القيادات بتكريمه على هذه اللفتة الإنسانية وفخرهم بشهامته وشجاعته التى لولا إبراز السوشيال ميديا لها ما التفت إليها أحد!.


استغاثة أب

 

لم يكن هذا الموقف الوحيد للمصريين بالخارج، فقد تناول الإعلام منذ فترة استغاثة أطلقها أب يمنى عبر مواقع التواصل لإنقاذ طفليه العالقين فى بلدة ريفية بأوكرانيا أثناء الأزمة الدائرة مع روسيا، فكانت استجابة إسلام العشيرى المصرى سريعة جدا، وذهب إلى أكثر من 500 كيلومتر لإنقاذ الطفلين وانتشر الخبر، فقد أقدم العشيرى، وهو شاب مصرى فى أوكرانيا، على إنقاذ عشرات العالقين فى أوكرانيا إثر القصف الروسى ونقلهم إلى الحدود الأمنة ثم الأراضى المصرية، ومنهم السعوديون والإمارتيون والعراقيون واللبنانيون والأردنيون. ومن روعة الدور الذى قام به إسلام أصبح حديث التواصل والعالم.

 

لقطة إنسانية

وتصدر مصري يقيم في الكويت محركات البحث عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب شهامته ومروءته، عندما تم تداول فيديو يظهره أثناء معاونته لإحدى السيدات وأطفالها واستضافتهم في منزله لحين توفير سكن بديل لهم. 


القناعة فى أجمل صورها

 

قال تعالى: "َيحسَبُهُمُ الجاهِلُ أَغنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعرِفُهُم بِسيماهُم لا يَسأَلونَ النّاسَ إِلحافًا وَما تُنفِقوا مِن خَيرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَليمٌ"، كانت هذه الأية تعليق معظم مستخدمى السوشيال ميديا على رد فعل مواطن بسيط على تقديم مبلغ من المال له لم يتعب فيه، فقال بفطرته "حلال دول يا واد عمي؟ علشان دي مسئولية، ومتحاسبش بهم في الآخرة".


عبر هذا الرجل عن رضاه وقناعته عبر الإنترنت فانتشر المشهد انتشار النار فى الهشيم، وأصبح الفيديو حديث البرامج ومستخدمى السوشيال ميديا، مما جعله النموذج الأول فى القناعة والرضا، وتحرى الحلال رغم حاجته.

 

سيدة البساطة والرضا

أما  السيدة "نعيمة مسداري" تبلغ من العمر 87 عاما، فكانت تدعو حتى يرفع الله البلاء عن العالم خلال أزمة كورونا، ففوجئت بأحد البرامج  تقدم لها جائزة قيمتها 3 آلاف جنيه، لكنها رفضت تسلم المبلغ وقالت له "أنا معاشى حلو ومبسوطة أعطوا المبلغ لناس غلابة فأنا لا أستحقه".
خطفت السيدة قلوب المتابعين بهذه الكلمات وأسرتهم، فرغم وجود ابن معاق ومعاش بسيط، أعطت الجميع درسا فى القناعة والرضا.

في السياق نفسه، استقبل نيافة الأنبا إرميا، الأسقف العام، رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، الأم نعيمة، وأعلمها بأنها ستكرم من قبل قداسة البابا تواضروس الثاني في احتفالية عيد الأم، لتردد: أنا بحلم.

 

ومن منطلق أنها أصبحت نموذجا للقناعة، أعد أحد الفنانين تمثالا للسيدة نعيمة مسدارى التى عرفت بسيدة البساطة والرضا، والتى هزت مشاعر الجميع بعد رفضها الحصول على مبلغ مالى.

سلاح ذو حدين

هذه النماذج جعلت من السوشيال ميديا أداة منصفة، وكأنها شاهدة لها، فعلى الرغم من المساوئ والسلبيات التى تجنيها الأسر منها إلا أنها أبرزت هؤلاء المصريين أصحاب المروءة والشهامة، الذين لم يخطر ببالهم أن هناك عينا مراقبة ستسجل الحدث وتجعله مشهد شرف وكرامة لجميع المصريين، وكأن السوشيال ميديا تدافع عن نفسها بأنها ترصد كل شيء فترفع أقواما لا يهتمون بها وتخفض أقواما لا يشغلون أنفسهم إلا بها باستخدامهم السلبى لها  ليعلم الجميع أنها سلاح ذو حدين!.

 

اخر اصدار