بقلم : ايمان عراقي - رئيس التحرير
حالة من الأمل والتفاؤل الحذر انعكست على الشارع المصرى عقب الإعلان عن التشكيل الوزارى الجديد، وكذا تعيين المحافظين الجدد، خاصة أن الوزارة الجديدة شهدت تغييرا كليا للمجموعة الاقتصادية وهى المجموعة المعنية بتقديم حلول سريعة وجذرية لأكثر المشكلات التى يعانى منها الناس مؤخرا وهى زيادة أسعار السلع والخدمات بصفة عامة، وهو أيضا ما عجزت الحكومة السابقة عن تحقيقه أو على الأقل الحد منه، ولكى نكون منصفين لم تكن الحلول ميسرة لأنها كانت نتيجة لاتحاد عوامل كثيرة داخلية وخارجية لن نتطرق إليها.
ولذا فإن مسئولية الحكومة الجديدة ليست من السهولة بمكان، ولكنها أيضا ليست مستحيلة؛ فنحن نحتاج إلى تطبيق آلية جديدة تضمن تحقيق التوازن بين التكلفة الفعلية للسلع والخدمات وتسعيرها بالسعر العادل الذى يقدر عليه المواطن، وفى الوقت ذاته يضمن تحقيق ربح معقول لمقدم السلعة أو الخدمة، وأن يكون هناك عقاب رادع وفعلى يطبق على غير الملتزمين فى كل حلقات التداول بالأسواق؛ فمن دون عقاب لن يكون هناك التزام.
الكل يعلم جيدا أن فوضى السوق وزيادة الأسعار واستغلال البعض للظروف لتحقيق مكاسب على حساب المواطنين كانت أول وأهم الأسباب التى أدت إلى حالة الغضب من الحكومة السابقة وتراجع شعبيتها بشكل كبير جدا.
كذلك الحال بالنسبة للوزارات المسئولة عن الخدمات مثل الصحة والتعليم والنقل والكهرباء وغيرها فعليها دور كبير جدا فى تحسين مستوى معيشة المواطنين، من خلال تطوير هذه الخدمات ورفع كفاءتها مع الحفاظ على توفيرها بشرائح سعرية تناسب جميع المستويات، فمن حق كل مواطن فى الدولة أن يحصل على ما يحتاج إليه من خدمات بأسعار تتناسب مع دخله وبما يحفظ له إنسانيته وكرامته.
أرجو أن تفتح الحكومة الجديدة قنوات اتصال مباشرة مع المواطنين وأن يلتزم كل وزير أو أحد نوابه بالتواصل مع المنصات الإعلامية المختلفة لشرح أسباب اتخاذ قرار معين أو توضيح موقف ما يترتب عليه المساس المباشر بحياة الناس أو احتياجاتهم اليومية، ولنا فى مشكلة انقطاع الكهرباء أو نقص المعروض من إحدى السلع التموينية مثل السكر عبرة.
احترام عقلية المواطن، وتوافر المعلومة فى وقتها أيا كانت قسوتها، أفضل بكثير من الجهل بها وترك الناس صيدا سهلا للشائعات.
أعتقد أن تعيين أكثر من نائب لكل وزير خطوة إيجابية جدا ستسهم فى توفير كوادر الصفين الثانى والثالث، التى افتقدناها كثيرا فى الإدارة، ولنا تجربة - نتوقع نجاحها- فالسيد أحمد كوجك وزير المالية الحالى عمل نائبا للوزير السابق الدكتور محمد معيط لعدة سنوات أثبت كفاءة عالية ومهارة استحق عليها أن يتولى المنصب بجدارة، نتمنى أن تعمم هذه السياسة على كل الوزارات والأماكن التى تحتاج فى إدارتها إلى خبرات سابقة فى المكان نفسه لأنه يعزز من فرص النجاح والتميز.
صادق تمنياتنا للدكتور مدبولى وحكومته الثالثة بالتوفيق لما فيه صالح البلاد والعباد.