للعام الـ19 على التوالى..الطاقة الشمسية مصدر الطاقة الأسرع نموا فى العالم
الصين والولايات المتحدة واليابان وألمانيا والهند..أكبر الدول المنتجة للطاقة الشمسية
إعداد : شريفة عبد الرحيم
أظهرت بيانات رسمية، الأسبوع الماضى، أن 74 % من كهرباء الاتحاد الأوروبى، تم توليدها من مصادر خالية من انبعاثات ثانى أكسيد الكربون حتى الآن العام الحالى، ما يجعله مزيج الطاقة الأكثر مراعاة للبيئة فى العالم.
أظهرت بيانات رسمية، الأسبوع الماضى، أن 74 % من كهرباء الاتحاد الأوروبى، تم توليدها من مصادر خالية من انبعاثات ثانى أكسيد الكربون حتى الآن العام الحالى، ما يجعله مزيج الطاقة الأكثر مراعاة للبيئة فى العالم.
وقالت جمعية يورو إلكتريك الصناعية إن المصادر الخالية من الانبعاثات أنتجت 74 % من كهرباء الاتحاد الأوروبى فى الفترة من يناير إلى يونيو، منها 50 % من مصادر متجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية، و24 % من الطاقة النووية.
وبحسب تصريحات كريستيان روبى الأمين العام لشركة “يورو إلكتريك” لوكالة رويترز، فإن توليد الكهرباء فى أوروبا لم يكن لديه مثل هذا المستوى المنخفض من الكربون من قبل.
وأنتج الفحم 9 % من احتياجات الاتحاد الأوروبى من الكهرباء، والغاز 13 %، وهى أدنى حصة لكل وقود أحفورى للفترة نفسها من أى عام مضى.
وهكذا، بات المحرك الرئيسى لمزيج الطاقة المتغير فى أوروبا هو النمو السريع لقدرات الطاقة المتجددة.
الجدير بالذكر أن الاتحاد الأوروبى قام ببناء 56 جيجاوات من قدرة الطاقة الشمسية الجديدة فى عام 2023 -وهى الأعلى فى أى عام حتى الآن- و16 جيجاوات من طاقة الرياح الجديدة.
فى الوقت نفسه، انخفض الطلب على الكهرباء فى أوروبا أيضا، ما ساعد فى تغطية المصادر الخضراء حصة أكبر من المزيج العام. وكان الطلب على الطاقة فى الاتحاد الأوروبى قد انخفض بنسبة 5.8 % فى النصف الأول من العام مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021.
يذكر أن أسعار الطاقة فى أوروبا ارتفعت إلى مستويات قياسية فى عام 2022، بعدما خفضت روسيا إمدادات الغاز. وأجبرت أزمة الطاقة الناجمة عن ذلك الصناعات والمستهلكين على خفض استهلاك الطاقة للحد من فواتيرها -مع عدم تمكن بعض الصناعات بعد من استعادة إنتاجها إلى مستويات ما قبل الأزمة، ما أدى إلى انخفاض استهلاكها للطاقة.
من ناحية أخرى، يعد تقادم شبكات الطاقة من أبرز التحديات، فمن شأن زيادة إنتاج الطاقة المتجددة أن تساعد أوروبا على تحقيق أهدافها المناخية وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفورى المستورد. ولكن هناك مؤشرات على صعوبة التكيف مع مزيج الطاقة المتغير بسبب تقادم شبكات الطاقة.
على الصعيد العالمى، أكد خبراء أن الانخفاض فى طاقة الوقود الأحفورى أصبح الآن “حتميا”.
فبحسب تقرير حديث، أكثر من 30 % من الكهرباء فى العالم يتم توليدها حاليا باستخدام مصادر الطاقة المتجددة، والاتحاد الأوروبى يتقدم بفارق كبير على ذلك المتوسط العالمى.
وأفاد تقرير مؤسسة “إمبر” لأبحاث الطاقة بأن النمو الكبير فى طاقة الرياح والطاقة الشمسية ساعد فى ارتفاع إنتاج الكهرباء العالمى إلى أكثر من 30 % فى عام 2023.
ويغطى التقرير 80 دولة تمثل 92 % من الطلب العالمى على الطاقة وبيانات تاريخية من 215 دولة أخرى. وقال مؤلفوه إن ذلك النمو السريع دفع العالم إلى نقطة تحول حاسمة، حيث بدأ انخفاض توليد الوقود الأحفورى.
وبالفعل، ساعدت مصادر الطاقة النظيفة فى إبطاء نمو الوقود الأحفورى بنحو الثلثين فى السنوات العشر الماضية.
وأوضح ديف جونز، من “إمبر” أن مستقبل مصادر الطاقة المتجددة، والطاقة الشمسية على وجه الخصوص، يحمل آفاق نمو أسرع مما كان يعتقد أى شخص.
كان تقرير حديث لوكالة الطاقة الدولية قد كشف عن أن تكاليف البطاريات انخفضت بنسبة 90 % فى أقل من 15 عاما، ما أعطى مصادر الطاقة المتجددة دفعة قوية للنمو.
خلال العام الماضى، كانت الطاقة الشمسية المورد الرئيسى للكهرباء فى العالم، حيث وفرت ضعف الطاقة الجديدة التى يوفرها الفحم، وحافظت على مكانتها باعتبارها مصدر الطاقة الأسرع نموا للعام التاسع عشر على التوالى.
تفوق الاتحاد الأوروبى فى مجال الطاقة الشمسية:
يتقدم الاتحاد الأوروبى بفارق كبير على المتوسط العالمى الذى يولد 44 % من احتياجاته من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، ويحدث التوسع فى الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بشكل أسرع بكثير من بقية العالم، حيث أسهمت الكتلة بنسبة 17 % من النمو العالمى فى عام 2023.
وتكشف خريطة الطاقة الشمسية العالمية عن حصول اليونان على ثانى أعلى حصة من الطاقة الشمسية فى العالم فى مزيج الطاقة بنسبة 19 %، وفقا لتقرير “إمبر”، تليها المجر 18 % وهولندا 17 %، واحتلت تشيلى المركز الأول بنسبة 20 % تقريبا.
ولفتت سارة براون، مديرة برنامج “إمبر الأوروبى”، إلى أن الاتحاد الأوروبى يتقدم بسبب “التبنى المبكر والعمل المبكر”، وقالت إن الصفقة الخضراء الأوروبية كانت مفيدة فى تحديد الأهداف، ووضع السياسات وتأمين الاستثمارات.
فى الوقت نفسه، كان هناك أيضا غزو أوكرانيا الذى زاد من أهمية التحول إلى الطاقة النظيفة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفورى، ليس فقط الفحم ولكن أيضا الغاز، وخاصة من روسيا، والذى كان بمثابة دفعة قوية لتسريع عملية التحول فى جميع أنحاء الاتحاد الأوروبى.
ففى عام 2022، وردا على الغزو الروسى لأوكرانيا، كان مقترح المفوضية الأوروبية لإنهاء الاعتماد على الوقود الأحفورى الروسى قبل عام 2030 لتعزيز تنفيذ مشروعات طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وتم وضع خطط لمساعدة الدول الأعضاء على تحقيق أهداف الطاقة المتجددة ونشر التقنيات على المستوى الوطنى.
وكان هناك انخفاض فى الطلب بسبب أزمة الطاقة وأزمة تكاليف المعيشة والطقس المعتدل خلال السنوات القليلة الماضية، ذلك بالإضافة إلى الجدل حول استخدام الفحم لسد الفجوة، عندما ارتفع الطلب مرة أخرى مع زيادة أسعار الكهرباء.
لكن بحسب براون فإنه فى نهاية العام الماضى وبداية العام الحالى، استقر الطلب على الطاقة.
وأكد الخبراء تأثير الطلب على انخفاض استخدام الوقود الأحفورى، مع الاعتراف بالدور المهم لطاقة الرياح والطاقة الشمسية فى استبداله.
بشكل عام، كما يتضح، الاتحاد الأوروبى “على الطريق الصحيح” نحو هدفه المتمثل فى بلوغ حصة المصادر المتجددة 72 % من توليد الطاقة بحلول عام 2030.