رئيس مجلس الإدارة
د.محمد فايز فرحات
رئيس التحرير
إيمان عراقي

تأمين

د. ناصر عبد الرءوف: شركات التأمين مطالبة بالإسراع فى تأهيل موظفيها للبت فى قضايا المنازعات

23-7-2024 | 13:51

أكد‭ ‬الدكتور‭ ‬ناصر‭ ‬عبد‭ ‬الرءوف،‭ ‬رئيس‭ ‬مركز‭ ‬النيل‭ ‬للتحكيم‭ ‬التأمينى‭ ‬والتجارى،‭ ‬أن‭ ‬شركات‭ ‬التأمين‭ ‬يجب‭ ‬عليها‭ ‬أن‭ ‬تسارع‭ ‬إلى‭ ‬إعداد‭ ‬وتأهيل‭ ‬موظفيها‭ ‬وإكسابهم‭ ‬الخبرات‭ ‬التحكيمية‭ ‬والقانونية‭ ‬والفنية‭ ‬التى‭ ‬تمكنهم‭ ‬من‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬آلية‭ ‬مهمة‭ ‬من‭ ‬آليات‭ ‬فض‭ ‬المنازعات‭ ‬وهى‭ ‬التحكيم،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المحكمة‭ ‬الدستورية‭ ‬فى‭ ‬إطار‭ ‬حرصها‭ ‬على‭ ‬بيان‭ ‬الأصل‭ ‬العام‭ ‬فى‭ ‬التحكيم‭ ‬وكونه‭ ‬يستند‭ ‬إلى‭ ‬الاتفاق،‭ ‬فقد‭ ‬حرصت‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تقول‭ ‬قولها‭ ‬فى‭ ‬المسألة‭ ‬الخاصة‭ ‬بالتحكيم‭ ‬الإجبارى‭ ‬بين‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية،‭ ‬حيث‭ ‬أكدت‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الأصل‭ ‬العام‭ ‬فى‭ ‬التحكيم‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬وليدا‭ ‬لاتفاق‭ ‬الخصوم‭ ‬على‭ ‬اللجوء‭ ‬إليه،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬ما‭ ‬يحول‭ ‬والخروج‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الأصل‭ ‬العام‭ ‬إذا‭ ‬قامت‭ ‬أوضاع‭ ‬خاصة‭ ‬بخصوم‭ ‬محددين‭ ‬وفى‭ ‬شأن‭ ‬منازعات‭ ‬معينة‭ ‬لها‭ ‬طبيعتها‭ ‬المغايرة‭ ‬لطبيعة‭ ‬المنازعات‭ ‬العادية‭.‬‮»‬

وأوضح‭ ‬عبد‭ ‬الرءوف،‭ ‬أنه‭  ‬فى‭ ‬حقيقة‭ ‬الأمر‭ ‬للتحكيم‭ ‬مزايا‭ ‬متعددة‭ ‬أهمها‭ ‬السرعة‭ ‬فى‭ ‬تسوية‭ ‬النزاع،‭ ‬وترجع‭ ‬السرعة‭ ‬كون‭ ‬هيئة‭ ‬التحكيم‭ ‬تكون‭ ‬متفرغة‭ ‬لنظر‭ ‬هذا‭ ‬النزاع‭ ‬فقط‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تخصص‭ ‬هيئة‭ ‬التحكيم،‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأمور‭ ‬الفنية‭ ‬والدقيقة‭ ‬يخضع‭ ‬لخبرة‭ ‬الهيئة‭ ‬وتخصصها،‭ ‬كما‭ ‬تُعد‭ ‬السرية‭ ‬فى‭ ‬تداول‭ ‬الجلسات‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬التى‭ ‬يتمتع‭ ‬بها‭ ‬التحكيم‭ ‬بميزة‭ ‬خاصة،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬طبيعة‭ ‬النزاعات‭ ‬تكون‭ ‬عن‭ ‬عقود‭ ‬ذات‭ ‬طابع‭ ‬اقتصادى‭ ‬تحمل‭ ‬أمورا‭ ‬وأسرارا‭ ‬يحرص‭ ‬أصحابها‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬التناول‭ ‬العلنى،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التحكيم‭ ‬يمتاز‭ ‬بأن‭ ‬شخصية‭ ‬المحكم‭ ‬تلعب‭ ‬دورا‭ ‬مهما‭ ‬فى‭ ‬اختياره،‭ ‬حيث‭ ‬يحرص‭ ‬الأطراف‭ ‬على‭ ‬اختيار‭ ‬الشخصية‭ ‬محل‭ ‬الثقة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬المؤهلات‭ ‬العلمية‭ ‬والعملية‭ ‬والسمعة‭ ‬الطيبة‭ ‬والخبرة‭ ‬والاستقلال،‭ ‬كما‭ ‬يمتاز‭ ‬الحكيم‭ ‬بكونه‭ ‬يحافظ‭ ‬على‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬المتنازعين‭ ‬حيث‭ ‬يخرج‭ ‬النزاع‭ ‬على‭ ‬فكرة‭ ‬اللدد‭ ‬فى‭ ‬الخصومة‭ ‬إلى‭ ‬رحابة‭ ‬الإنصاف‭ ‬والعدالة‭ ‬والمرونة،‭ ‬كما‭ ‬يكون‭ ‬للأطراف‭ ‬فى‭ ‬منازعات‭ ‬التحكيم‭ ‬الحرية‭ ‬فى‭ ‬اختيار‭ ‬القانون‭ ‬الواجب‭ ‬التطبيق‭ ‬على‭ ‬النزاع‭ ‬ولهم‭ ‬أيضا‭ ‬حرية‭ ‬تحديد‭ ‬لغة‭ ‬ومكان‭ ‬التحكيم‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬مزايا‭ ‬التحكيم‭ ‬هو‭ ‬مساهمته‭ ‬فى‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬القيمة‭ ‬الحقيقية‭ ‬للنقود،‭ ‬وسوف‭ ‬نسوق‭ ‬مثالا‭ ‬بغية‭ ‬الإيضاح‭ ‬بفرض‭ ‬وجود‭ ‬نزاع‭ ‬فإن‭ ‬الفصل‭ ‬فى‭ ‬النزاع‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬التحكيم‭ ‬قد‭ ‬يستغرق‭ ‬مدة‭ ‬6‭ ‬أشهر‭ (‬وهى‭ ‬مدة‭ ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬يفصل‭ ‬النزاع‭ ‬خلالها‭ ‬وتحرص‭ ‬معظم‭ ‬القوانين‭ ‬على‭ ‬النص‭ ‬عليها‭)‬،‭ ‬أما‭ ‬إذا‭ ‬تم‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬الطرق‭ ‬التقليدية‭ ‬لفض‭ ‬المنازعات‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬القضاء‭ ‬الرسمى‭ ‬فإن‭ ‬الأمر‭ ‬قد‭ ‬يستغرق‭ ‬فى‭ ‬المتوسط‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات،‭ ‬وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬معدلات‭ ‬الفائدة‭ ‬وعنصر‭ ‬الزمن‭ ‬وبتطبيق‭ ‬المعادلات‭ ‬الرياضية‭ ‬نجد‭ ‬مثلا‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬خلاف‭ ‬حول‭ ‬مبلغ‭ ‬عشرة‭ ‬ملايين‭ ‬جنيه‭ ‬مصرى،‭ ‬فإذا‭ ‬تم‭ ‬الفصل‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬التحكيم‭ ‬فإن‭ ‬القيمة‭ ‬الحقيقية‭ ‬للمبلغ‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬6‭ ‬أشهر‭ ‬هى‭ ‬9345795‭ ‬جم،‭ ‬أما‭ ‬إذا‭ ‬تم‭ ‬الفصل‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬القضاء‭ ‬الرسمى‭ ‬وبعد‭ ‬مرور‭ ‬3‭ ‬سنوات‭ ‬فإن‭ ‬القيمة‭ ‬الحقيقية‭ ‬للمبلغ‭ ‬هى‭ ‬6749715‭ ‬جنيها،‭ ‬وهنا‭ ‬يتبين‭ ‬أهمية‭ ‬التحكيم‭ ‬فى‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬الثروات‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬الخسائر،‭ ‬وفى‭ ‬النهاية‭ ‬نشير‭ ‬إلى‭ ‬ميزة‭ ‬مهمة‭ ‬جدا‭ ‬للتحكيم‭ ‬وهو‭ ‬سرعة‭ ‬تنفيذ‭ ‬أحكام‭ ‬التحكيم‭ ‬كونها‭ ‬أحكاما‭ ‬نهائية‭ ‬لا‭ ‬تقبل‭ ‬الطعن‭ ‬عليها‭ ‬بخلاف‭ ‬الطعن‭ ‬بالبطلان،‭ ‬وبالتالى‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬سهولة‭ ‬فى‭ ‬تنفيذ‭ ‬الأحكام‭ ‬رضائيا‭ ‬كون‭ ‬الطرف‭ ‬الخسائر‭ ‬سيتقبل‭ ‬الحكم‭ ‬بصدر‭ ‬رحب‭ ‬كونه‭ ‬هو‭ ‬المشارك‭ ‬فى‭ ‬اختيار‭ ‬هيئة‭ ‬التحكيم‭ ‬عن‭ ‬قناعة‭ ‬كاملة‭ ‬بتمتعها‭ ‬بالاستقلال‭ ‬والشفافية‭ ‬والخبرة‭ ‬والكفاءة‭ ‬والمهنية،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬أحكام‭ ‬التحكيم‭ ‬الدولى‭ ‬أيضا‭ ‬تتمتع‭ ‬بسهولة‭ ‬التنفيذ‭ ‬كون‭ ‬معظم‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬منضمة‭ ‬إلى‭ ‬اتفاقية‭ ‬نيويورك‭ ‬لتنفيذ‭ ‬أحكام‭ ‬التحكيم‭ ‬1958‭ ‬وهى‭ ‬اتفاقية‭ ‬تلزم‭ ‬الدول‭ ‬المنضمة‭ ‬إلى‭ ‬الاعتراف‭ ‬بأحكام‭ ‬التحكيم‭ ‬الأجنبية‭ ‬وتنفيذها‭.‬

‮ ‬وأكد‭ ‬الدكتور‭ ‬ناصر،‭ ‬أن‭ ‬عقود‭ ‬التأمين‭ ‬أصبحت‭ ‬تتضمن‭ ‬شرطا‭ ‬للتحكيم‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬أمكانية‭ ‬تسوية‭ ‬النزاع‭ ‬الذى‭ ‬يدور‭ ‬حول‭ ‬تلك‭ ‬العقود‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬التحكيم،‭ ‬حيث‭ ‬ينص‭ ‬على‭ ‬‮«‬أن‭ ‬كل‭ ‬نزاع‭ ‬ينشأ‭ ‬بين‭ ‬أطراف‭ ‬هذه‭ ‬الوثيقة‭ ‬سواء‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتفسير‭ ‬أحكامها‭ ‬أو‭ ‬تطبيق‭ ‬شروطها‭ ‬يمكن‭ ‬اللجوء‭ ‬فى‭ ‬شأنه‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬اتفاقهم‭ ‬إلى‭ ‬نص‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ ‬27‭ ‬لسنة‭ ‬1994‭ ‬بإصدار‭ ‬قانون‭ ‬التحكيم‭ ‬فى‭ ‬المواد‭ ‬المدنية‭ ‬والتجارية،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬تتجلى‭ ‬أهمية‭ ‬اتخاذ‭ ‬سبيل‭ ‬التحكيم‭ ‬وسيلة‭ ‬لتسوية‭ ‬النزاعات‭ ‬الناشئة‭ ‬عن‭ ‬عقود‭ ‬التأمين‭ ‬إلى‭ ‬طبيعة‭ ‬تلك‭ ‬العقود‭ ‬وما‭ ‬تحمله‭ ‬غالبا‭ ‬من‭ ‬اصطلاحات‭ ‬فنية‭ ‬وقانونية‭ ‬معقدة‭ ‬صيغت‭ ‬معظمها‭ ‬فى‭ ‬بيئات‭ ‬قانونية‭ ‬مختلفة‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬يحتاج‭ ‬أهل‭ ‬الاختصاص،‭ ‬وما‭ ‬لاشك‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬طبيعة‭ ‬عقود‭ ‬التأمين‭ ‬التى‭ ‬ترتكن‭ ‬إلى‭ ‬مبادئ‭ ‬التأمين‭ ‬وأهمها‭ ‬مبدأ‭ ‬منتهى‭ ‬حسن‭ ‬النية،‭ ‬تجد‭ ‬فى‭ ‬التحكيم‭ ‬ملاذا‭ ‬آمنا‭ ‬كونها‭ ‬آلية‭ ‬تعطى‭ ‬دائما‭ ‬شعورا‭ ‬بالثقة‭ ‬والأمان،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬السرعة‭ ‬فى‭ ‬الفصل‭ ‬فى‭ ‬النزاع‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬متخصصين‭ ‬تم‭ ‬اختيارهم‭ ‬بإرادة‭ ‬حرة‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬الثقة‭ ‬فى‭ ‬مؤهلاتهم‭ ‬العلمية‭ ‬والعملية‭ ‬وخبراتهم‭ ‬الفنية‭ ‬التى‭ ‬تمكنهم‭ ‬من‭ ‬استيعاب‭ ‬أسرار‭ ‬وبواطن‭ ‬النزاع،‭ ‬وما‭ ‬يتمتعون‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬حياد‭ ‬واستقلال‭ ‬ومرونة‭ ‬تساهم‭ ‬بلاشك‭ ‬فى‭ ‬تقبل‭ ‬الأحكام‭ ‬والتسارع‭ ‬إلى‭ ‬تنفيذها‭ ‬بهدف‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬طيب‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬شركات‭ ‬التأمين‭ ‬وعملائها،‭ ‬وبما‭ ‬يسهم‭ ‬فى‭ ‬الموازنة‭ ‬بين‭ ‬المصالح‭ ‬المختلفة‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬اليقين‭ ‬بعدالة‭ ‬وإنصاف‭ ‬حكم‭ ‬التحكيم‭.‬

اخر اصدار