بقلم : محمد مختار
فى عصرنا الحالى.. باتت مواقع التواصل الاجتماعى ساحة معركة مفتوحة بين الأفكار والمعلومات، حيث يتنافس البلوجرز مع وسائل الإعلام الساذجة على جذب انتباه الجمهور والتأثير على الرأى العام، ومن سيخرج منتصرا من هذه المعركة، ومن اللافت للنظر أن الإعلام يعى جيدا أن هناك من يسعى للتريند ويتحدث ليل نهار عنه، والغريب أنه أصبح بسذاجته ودون وعيه وسيلتهم الرئيسية فى ذلك.
فتجد البلوجر الذكى ينتقى محتوى مبتكرا وجديدا لم يعرض من قبل على وسائل الإعلام التقليدية، ما يجذب انتباه الجمهور ويثير فضولهم، ويتسابق مقدمو البرامج لمقابلتهم أو الحديث عنهم، وذلك يعود لتواصل البلوجر مع متابعيه بشكل مباشر من خلال التعليقات والرسائل الخاصة، ما يعزز شعور المتابعين بقربهم من البلوجر وليس فى حاجة إلى إعلام يبرزه، لتمتعه بمصداقية عالية لدى جمهوره، ومحافظته على شفافية تامة فى التعامل مع المتابعين وتركيزه على مجال محدد يتقنه، ما يضفى إلى محتواه قيمة وحيوية ويجعله مصدرا موثوقا للمعلومات ويجذب انتباه المشاهدين وبذلك يكون “تريند” بحق.
يتجلى الاتجاه الآخر فى الإعلام الساذج الذى يقدم محتوى مكررا ومستهلكا لا يقدم أى جديد للمشاهدين، ما يفقد الجمهور اهتمامه ويدفعه للبحث عن مصادر أخرى للمعلومات، ما يفقد الجمهور شعورا بالانتماء ببعد هذا الإعلام عنهم وعن قضاياهم الحقيقية ويتهم أحيانا بنشر معلومات مغلوطة ومضخمة وبتحيزه لوجهات نظر معينة، ما يؤدى إلى ضعف محتواه وقلة قيمته. وملل المشاهدين منه وفقدانهم للثقة به.. فى هذا الوقت يظهر البلوجر المخادع الذى يسعى للتريند بأى وسيلة.
قد تمثل هذا الموقف فى الآونة الأخيرة فى إحدى الطالبات التى خدعت مستخدمى السوشيال ميديا والإعلام الساذج وجعلتهم أدوات لها لتكون “تريند” وحديث التواصل، فقد نشرت فيديو لها على مواقع التواصل وهى ترقص فى حفل تخرجها، ما أثار موجة واسعة من الجدل والنقاش، حيث لاقى الفيديو إعجاب الكثيرين الذين أشادوا بموهبتها لثقتها بنفسها، فى حين انتقد البعض تصرفاتها واعتبروها غير لائقة، فأصبحت بذلك هدف مقدمى البرامج لتدافع عن نفسها وتبرر هذا السلوك الذى أراه طبيعيا أكثر من تعليقها عليه. فالمشهد طبيعى.. ولكن الحقيقة أصبحت واضحة عندما جاءت تلك الطالبة لتدافع عن نفسها وتلوم من انتقدها عبر السوشيال بأسلوب يثبت أن مشهد الرقص أرقى بكثير من تعليقها، وكأنه يكشف المستور كونها “بلوجر” سوقت لنفسها بطريقة خادعة فوقع فيها الإعلام الساذج الذى لا يقدم إلا كل ما هو سطحى وغير مفيد ويتسول مثل هؤلاء لأن مصدره السوشيال ميديا، ولذلك لم أذكر اسمها أو جامعتها حتى لا أكون أداة لشهرتها كما أرادت، فبعد أن كانت لا يعرفها أحد أصبحت حديث التواصل بهذا المشهد البسيط الذى لا تلام عليه طالبة تعبر عن فرحتها يوم تخرجها ولكن للسوشيال ميديا والتريند المخادع رأى آخر!!