بقلم : اللواء د. عبد المقصود حجو - الأستاذ الزائر بالجامعات المصرية والعربية
يواجه عالم اليوم والغد مشاكل عدة وعلى رأسها مشكلة النقص المتزايد فى الطاقة الكهربية، تلك المشكلة التى تزايدت حدتها مؤخرا فى مصر بسبب الفجوة بين القدرات المولدة والمستهلكة, ما حدا بالمسئولين إلى اللجوء إلى تخفيف الأحمال وهو ما يعرف علميا بأسلوب إدارة الطاقة Energy Management
إلا أنه توجد قطاعات لا يمكن قطع الطاقة عنها إطلاقا (المستشفيات ووسائل النقل الكهربى كالمترو وبعض الاستخدامات العسكرية وغيرها), وأسلوب القطع هذا يؤثر وبطريقة سلبية ليس على وحدات الإنتاج بجميع صوره وأشكاله بل أيضا على حياة الفرد المعيشية خاصة فى هذه الأيام التى ترتفع فيها درجات الحرارة لمعدلات غير مسبوقة.
ومن العجيب والغريب أيضا أن الحق -سبحانه وتعالى- قد وهب مصرنا الغالية معينا لا ينضب وكنزا لا ينفد من مصادر الطاقة التى لو أحسنا استغلالها لسدت الفجوة بل أيضا صدرت الفائض لدول الجوار وإلى أوروبا التى تعانى من نقص حاد فى الطاقة نتيجة وقف إمدادات الغاز الروسى نتيجة التباين فى المواقف الاستراتيجية بين روسيا وأمريكا والغرب.
وما أعنيه هو الطاقة الشمسية -التى تلهب الرءوس والأجسام اليوم وغدا, أى أن الشمس لا تغيب إلا سويعات محددة، فالدراسات تقول إن الخالق العظيم وضع مصر فى قلب ما يعرف بالحزام الشمسىSun” Belt”، كما منحها أرضا شاسعة مترامية منبسطة تصلح لإقامة المحطات الشمسية من النوع الثانى التقليدى كالمحطات الحرارية تماما على ربوع الوادى الخصيب الممتد ولنا فى تجربة بنبان (50x50Mw = 2.5 GW).
وكذا موقع خميسة خير شاهد ودليل.
بل لقد كانت مصر أول دولة عربية وإفريقية وشرق أوسطية تبنى محطة للطاقة الشمسية فى ضاحية المعادى عام 1912م بواسطة العالم الأمريكى الشهير فرانك شومان, ولقد استضافت أرض المعارض مؤتمرا مهما للطاقة الشمسية نهاية شهر مايو الماضى لمعدات وتكنولوجيا الطاقة الشمسية بمشاركة منتجى الطاقة المستقلين والممولين والمرافق والحكومة والمنظمين والموزعين والمقاولين والقائمين بالتركيب ومتكاملى الأنظمة وغيرهم، ممن يعملون على تطوير قطاع الطاقة فى المنطقة وتأمين مستقبله، وكان فرصة للاستفادة من أحدث الأنظمة والتطورات فى معدات الطاقة الشمسية.