بقلم : طلال أبو غزالة - الخبير الاقتصادي الدولي
وسط تصاعد الخسائر والضغط الدولى المتزايد، يدعو الكيان، بدعم من حلفاء رئيسيين، إلى حل تفاوضى للحرب الوحشية على قطاع غزة بدلا من إنهاء فورى تفرضه القرارات الدولية، وهذا النهج الخبيث يبرز النية الاستراتيجية لتشكيل شروط السلام لصالحه، خصوصا فيما يتعلق بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.
ومعروف أن فظائع الحرب ووحشية الكيان طاولته سواء من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية، وقد أثرت حالة الحرب المستمرة على الموارد العسكرية لدولة الاحتلال وأثرت فى اقتصادها وأدت إلى زيادة فى الخسائر البشرية، وهذه المآزق دفعت إلى مطالبة من داخل الكيان ذاته والدول الداعمة له لإنهاء الأعمال العدائية، ومع ذلك، يبقى الطريق المفضل لهذا التوقف هو من خلال المفاوضات المباشرة بدلا من القرارات المفروضة من قبل الهيئات الدولية مثل الأمم المتحدة.
ومعروف أن الولايات المتحدة تلعب دورا محوريا فى دعم موقف الكيان، وغالبا ما تستخدم حق النقض فى مجلس الأمن لعرقلة القرارات غير المواتية لمصالح حليفتها، وهذا الدعم الدبلوماسى حاسم لأنه يسمح للكيان فرض شروطه بدلا من أن تجبر لقبول الشروط الموضوعة بالتوافق الدولى.
وتؤيد الولايات المتحدة قناعة الكيان، حين ترى أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يجب أن يتحقق من خلال المفاوضات المباشرة لتستبعد فعليا الجهود الدولية لفرض حل، واضعة العبء على المحادثات الثنائية، حيث يتمتع الكيان بمزيد باليد العليا.
حيث كان الفيتو الأمريكى فى مجلس الأمن الدولى أداة حاسمة فى الحفاظ على موقف الكيان، بحيث يمنع اعتماد القرارات التى يمكن أن تفرض إجراءات غير مقبولة لحليفته، ويمكن القول إن هذا الاستخدام لحق النقض يبرز استراتيجية جيوسياسية أوسع حيث تهدف الولايات المتحدة إلى دعم أداتها (الكيان) لتحقيق مصالحها فى الشرق الأوسط.
لكن ومع استمرار الحرب، نرى اتساعا فى الشق الدولى، فبينما يدعو الكيان وحلفاؤه إلى عملية تسمح بالتفاوض على الشروط، يدفع الكثيرين فى الساحة الدولية إلى قرارات فورية تلتزم بالقوانين الدولية والاتفاقيات السابقة.والخلاصة أن الكيان يعانى فى كل المجالات ومع كل الدنيا ومن أمراض عضال ستصل به إلى الموت السريرى الذاتى داخليا.