بقلم : لواء د. عبد المقصود حجو - الأستاذ الزائر بالجامعات المصرية والعربية
ألقينا الضوء فى المقال السابق على أحد عناصر الفقد فى الطاقة، ونعنى به الفقد فى أثناء عملية التوليد، واستكمالا لهذه السلسلة سوف نلقى الضوء أيضا على بقية عناصر الفقد الكهربى، ثم نتبعها بمشكلة أكثر خطرا وأعمق تأثيرا وهى السرقات الكهربية.
ومن الفواقد الرئيسية هو الفقد فى أثناء عمليات النقل والتحكم والاستخدام والتوزيع، وهذه هى العمليات الخمس الرئيسية التى تكون وتسبب أى منظومة كهربية فى بلد ما, ولكل منها -فى الفقد- مسبباته وطرق قياسه وحساباته الرياضية المعقدة, بيد أننا هنا بصدد تبسيط الأمر للقارئ توعية وثقافة لكى يساعد فى الحفاظ على تلك المنظومة الكهربية للدولة صونا لها وحماية لأهميتها القصوى البالغة طلبا للسلامة والأمان للفرد والدولة والمعدات وكذا توفيرا للتكلفة والأموال والوقت.
ومن المعروف أن نقل الطاقة الكهربية عادة عبر العديد من الموصلات الكهربية Electrical Conductors، أو كوابل أرضيةGround Cables تحملها أبراج عالية أو خطوط هوائية.
وتوجد دراسات حديثة لنقل الطاقة الكهربية لاسلكيا، وتكون تلك الخطوط والكوابل حسب طبيعة وماهية الطاقة المنقولة من جهد فوق عال أو عال أو متوسط أو منخفض والأخير هو الأكثر استخداما وشيوعا كالذى نستخدمه فى المنازل ولكل هذه الجهود طبيعة ومميزات وخواص ينفرد بها عن غيره مناسبة تماما لاستخدامه.
ومن أوليات علم الهندسة الكهربية أنه فى أثناء مرور تيار ما فى موصل كهربى، كحالتنا تلك، فإنه تنشأ طاقة حرارية مفقودة لا يستفاد منها بل تسبب بعض المشاكل الفنية -يجب أن تؤخذ فى الحسبان- وطبيعى فهى تكلفة مالية مهدرة, وتقدر المواصفات العالمية والمحلية الفقد الكهربى فى حالات النقل النسب المسموح بها بحيث إذا زادت فإن ذلك يسبب خسارة مالية وأيضا فنية من ناحية استقرار وثبات الشبكة لابد من العمل على التدخل للوصول للنسب المقررة, وفى مصر شبكة نقل مترامية الأطراف تبدأ من جنوب الوادى الفسيح من السد العالى وتمتد جنوبا حتى الحدود الدولية مع السودان وتتجه شمالا حتى القاهرة الكبرى والدلتا والإسكندرية وغربا إلى مطروح وشرقا إلى العريش، وكذا مشروعات الربط بين مصر وكل من الأردن والسعودية وليبيا, ومن ثَم هناك فقد كم هائل، تعمل وزارة الكهرباء والطاقة بجهد مشكور ومقدر على تقليله إلى أدنى حد مسموح واستغلاله فى عمليات الإنتاج والنمو.