رئيس مجلس الإدارة
د.محمد فايز فرحات
رئيس التحرير
إيمان عراقي

بنوك

هل يكون ارتفاع فائض أصول النقد الأجنبى أحد محفزات رفع التصنيف الائتمانى لمصر والبنوك

11-9-2024 | 16:48

كتبت‭: ‬د‭. ‬آيات‭ ‬البطاوى‭ ‬

كان‭ ‬انخفاض‭ ‬استثمارات‭ ‬الأجانب‭ ‬تزامنا‭ ‬مع‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬الأسباب‭ ‬التى‭ ‬دفعت‭ ‬معظم‭ ‬وكالات‭ ‬التصنيف‭ ‬الائتمانى‭ ‬العالمية‭ ‬إلى‭ ‬تخفيض‭ ‬التصنيف‭ ‬الائتمانى‭ ‬لمصر،‭ ‬حيث‭ ‬خرجت‭ ‬فى‭ ‬خلال‭ ‬أسابيع‭ ‬قليلة‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬22‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬آنذاك‭.‬

وكان‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬نتائج‭ ‬هذا‭ ‬النزوح‭ ‬بداية‭ ‬انخفاض‭ ‬فائض‭ ‬أصول‭ ‬النقد‭ ‬الأجنبى‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬تحوله‭ ‬إلى‭ ‬عجز،‭ ‬حيث‭ ‬بدأ‭ ‬فى‭ ‬التراجع‭ ‬منذ‭ ‬أكتوبر‭ ‬2021،‭ ‬ثم‭ ‬تحول‭ ‬إلى‭ ‬قيمة‭ ‬سالبة‭ ‬بما‭ ‬يعنى‭ ‬أن‭ ‬التزاماته‭ ‬بالعملات‭ ‬الأجنبية‭ ‬تجاوزت‭ ‬الأصول‭ ‬التى‭ ‬يمتلكها‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬العملة‭ ‬المحلية،‭ ‬بداية‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬فبراير‭ ‬2022،‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية‭.‬

وتفاقم‭ ‬عجز‭ ‬صافى‭ ‬الأصول‭ ‬الأجنبية‭ ‬للبنوك‭ ‬بمصر‭ ‬شاملة‭ ‬البنك‭ ‬المركزى‭ ‬قرب‭ ‬30‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬بنهاية‭ ‬يناير‭ ‬الماضى‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يبدأ‭ ‬فى‭ ‬التحسن‭ ‬والتحول‭ ‬لفائض‭ ‬لدى‭ ‬المركزى‭.‬

والأصول‭ ‬الأجنبية‭ ‬للبنوك‭ ‬هى‭ ‬ما‭ ‬تمتلكه‭ ‬من‭ ‬ودائع‭ ‬ومدخرات‭ ‬بالعملة‭ ‬الأجنبية،‭ ‬وتكون‭ ‬قابلة‭ ‬للتسييل‭ ‬فى‭ ‬الأوقات‭ ‬التى‭ ‬يحتاج‭ ‬فيها‭ ‬البنك‭ ‬إلى‭ ‬سيولة‭ ‬لسداد‭ ‬التزاماته‭.‬

وفى‭ ‬مارس‭ ‬2024‭ ‬قام‭ ‬البنك‭ ‬المركزى‭ ‬باتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬إصلاحية‭ ‬مهمة‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬أهمها‭ ‬تحرير‭ ‬سعر‭ ‬الصرف‭ ‬وتوحيده‭ ‬ورفع‭ ‬أسعار‭ ‬الفائدة‭ ‬بأكبر‭ ‬رفع‭ ‬تاريخى‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭.‬

تزامنت‭ ‬تلك‭ ‬الإجراءات‭ ‬مع‭ ‬إتمام‭ ‬صفقة‭ ‬رأس‭ ‬الحكمة‭ ‬التى‭ ‬وفرت‭ ‬لمصر‭ ‬دفعة‭ ‬نقدية‭ ‬قوية‭ ‬بلغت‭ ‬24‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تنازل‭ ‬الإمارات‭ ‬عن‭ ‬وديعتها‭ ‬الدولارية‭.‬

كان‭ ‬من‭ ‬تأثير‭ ‬هذه‭ ‬الصفقة‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الإصلاحات‭ ‬الهيكلية‭ ‬التى‭ ‬تمت‭ ‬فى‭ ‬سعر‭ ‬الصرف‭ ‬وأسعار‭ ‬الفائدة‭ ‬السابق‭ ‬الإشارة‭ ‬إليها‭ ‬أن‭ ‬استقبلت‭ ‬مصر‭ ‬تدفقات‭ ‬نقدية‭ ‬بلغت‭ ‬نحو‭ ‬60‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬ظهر‭ ‬تأثير‭ ‬هذا‭ ‬المبلغ‭ ‬فى‭ ‬تحسن‭ ‬مصادر‭ ‬واستخدامات‭ ‬النقد‭ ‬الأجنبى‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬الاحتياطى‭ ‬النقدى‭ ‬ومن‭ ‬تحسن‭ ‬تحويلات‭ ‬المصريين‭ ‬بالخارج‭ ‬ومن‭ ‬تحسن‭ ‬استمرار‭ ‬الأجنبى‭ ‬غير‭ ‬المباشر‭ ‬وأيضا‭ ‬وبشكل‭ ‬أساسى‭ ‬تحول‭ ‬عجز‭ ‬صافى‭ ‬أصول‭ ‬النقد‭ ‬الأجنبى‭ ‬للجهاز‭ ‬المصرفى‭ ‬والذى‭ ‬سجل‭ ‬فى‭ ‬يناير‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬29‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬ليتحول‭ ‬إلى‭ ‬فائض‭ ‬مستقر‭ ‬ومستمر‭ ‬للشهر‭ ‬الثالث‭ ‬على‭ ‬التوالى‭ ‬إلى‭ ‬13‭.‬3‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬مقسمة‭ ‬بين‭ ‬10‭.‬46‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬لدى‭ ‬البنك‭ ‬المركزى،‭ ‬و2‭.‬799‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬لدى‭ ‬البنوك‭ ‬التجارية،‭ ‬بحسب‭ ‬بيانات‭ ‬البنك‭ ‬المركزى‭.‬‮ ‬

وسجل‭ ‬احتياطى‭ ‬النقد‭ ‬الأجنبى‭ ‬لمصر‭ ‬أعلى‭ ‬مستوياته‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬فى‭ ‬يوليو‭ ‬الماضى‭ ‬ليبلغ‭ ‬46‭.‬48‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬فيما‭ ‬ارتفعت‭ ‬تحويلات‭ ‬المصريين‭ ‬العاملين‭ ‬بالخارج‭ ‬خلال‭ ‬مايو‭ ‬الماضى،‭ ‬وذلك‭ ‬للشهر‭ ‬الثالث‭ ‬على‭ ‬التوالى،‭ ‬بنسبة‭ ‬73‭ % ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬2‭.‬7‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬وفق‭ ‬بيانات‭ ‬البنك‭ ‬المركزى‭.‬

وقد‭ ‬يرى‭ ‬المراقبون‭ ‬أنه‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬تدفقات‭ ‬النقد‭ ‬الأجنبى‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬مصادره،‭ ‬وتحت‭ ‬تأثير‭ ‬صفقة‭ ‬رأس‭ ‬الحكمة‭ ‬التى‭ ‬تمت‭ ‬بين‭ ‬مصر‭ ‬ودولة‭ ‬الإمارات‭ ‬والتى‭ ‬سوف‭ ‬يترتب‭ ‬عليها‭ ‬حتما‭ ‬استمرار‭ ‬فائض‭ ‬أصول‭ ‬النقد‭ ‬الأجنبى‭ ‬“البنك‭ ‬المركزى‭ ‬والبنوك‭ ‬التجارية”،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬توقع‭ ‬أن‭ ‬يدفع‭ ‬فى‭ ‬القريب‭ ‬العاجل‭ ‬وكالات‭ ‬التصنيف‭ ‬الائتمانى‭ ‬من‭ ‬دراسة‭ ‬رفع‭ ‬التصنيف‭ ‬الائتمانى‭ ‬لمصر‭ ‬والبنوك‭ ‬المصرية‭.‬

يشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وكالة‭ ‬التصنيف‭ ‬الائتمانى‭ ‬فيتش‭ ‬عدلت‭ ‬نظرتها‭ ‬المستقبلية‭ ‬لبنوك‭ ‬الأهلى‭ ‬المصرى،‭ ‬ومصر،‭ ‬والقاهرة،‭ ‬والتجارى‭ ‬الدولى‭ ‬من‭ ‬مستقرة‭ ‬إلى‭ ‬إيجابية‭.‬

اخر اصدار