بقلم : إيمان عراقي - رئيس التحرير
فى خطوة مهمة أعتبرها ضرورة وعلى كل الوزراء أن يقوموا بها، لتوضيح الأمور بشفافية ومنح الإعلاميين المعلومات اللازمة، دعا د. بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة، الإعلاميين وكبار الكتاب ورؤساء تحرير ومجالس إدارات الصحف القومية والخاصة، منهم كرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والمهندس عبد الصادق الشوربجى رئيس الهيئة الوطنية للصحافة،
ود. ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، إلى مائدة مستديرة للرد على ما يشاع بين جموع المصريين وما تنقله السوشيال ميديا وأغلبه غير صحيح.
اعتبرت هذا اللقاء الذى اتسم بالتفاهم المشترك والرغبة فى الاطلاع على أهم ملفات الخارجية خلال الفترة القادمة هو بداية للتعامل مع الإعلام بجدية أكثر من قبل المسئولين، لأن المعلومة الصحيحة لن تخرج إلا ممن هم أدرى بها، خاصة فى وسط غابة من المعلومات والنقل السريع بحثا عن “التريند”.
اللقاء تناول كل الموضوعات المطروحة على الساحة، وكان من أهم هذه الموضوعات ما يروج عن وجود الأشقاء السودانيين فى مصر، حيث قطع وزير الخارجية كل خيوط الكلام الممتدة حاليا بقول فصل وهو: إن الإخوة العرب هم ضيوف مصر، وهم إخوة وأشقاء، ومصر تحتضن أشقاءها، ونرفض أى حملات أو محاولات للتحريض بالترحيل الجماعى، لأن ذلك يضر بمصر ودورها، مؤكدا التزام مصر برسالتها وبالمواثيق والمسئولية الدولية.
وأوضح أن السودان امتداد لمصر، ونحن مع القوى النظامية السودانية ومع أى مسار يتجه له السودان الشقيق للدفاع عن حقوقه بأقصى درجات السرعة والحنكة معا. وموقفنا واضح نحن مع وحدة السودان ومع مؤسساته الرسمية ولا نقف مع ميليشيات مسلحة.
وأكد كذلك رفضه التحريض ضد الأشقاء السودانيين وغيرهم، مضيفا أن النزاعات التى دفعتهم للجوء إلى مصر ستنتهى، ولذلك أرفض أى تحريض ضد أشقائنا السودانيين أو غيرهم، وكل من يتجاوز يطبق عليه القانون، ولكن يجب إعلاء المصلحة الوطنية لمصر ودورها تجاه إخوانها فى العالم العربى.
مصر والصومال
تطرق الحديث إلى نقطة مهمة وهى القوات المصرية التى تتواجد حاليا فى الصومال وعلاقتها بسد النهضة، وهنا كشف وزير الخارجية عن أن دولة الصومال هى من طلبت المساعدة من مصر، ومصر لا تتأخر عن مساندة أشقائها، وكل ما يثار عن وجود القوات المصرية هناك لأغراض أخرى غير صحيح، لأن قضية سد النهضة يتم علاجها بوسائل أخرى، ومصر لا ترفض حق إثيوبيا فى التنمية والبناء ولكنها تتمسك بحقها فى مياه النيل.
الموضوع الأكثر أهمية الذى كان محل اهتمام كبير من الحضور هو الحرب على غزة والجهود المصرية فى دعم القضية الفلسطينية, وأكد وزير الخارجية إصرار مصر وسعيها الدائم لوقف إطلاق النار وعودة الحياة فى غزة مرة أخرى، وإزاء هذا الدور الذى تقوم به مصر تسعى الدبلوماسية المصرية بجهود حثيثة للوصول إلى اتفاق. وأشار إلى أن ما كان قائما قبل 7 أكتوبر الماضى لابد أن يستمر، ولن تقبل مصر أى تغيير يضر بمصالحها.
التوسع فى إفريقيا
أكد عبد العاطى الأهمية التى تمثلها العلاقات مع القارة الإفريقية، انطلاقا من كونها تمثل عمقا استراتيجيا للأمن القومى المصرى، وارتباطها بمستقبل ونمو الاقتصاد المصرى على ضوء الإمكانيات الهائلة الموجودة بالسوق الإفريقى. مشيرا إلى الأهمية التى تعكسها القارة فى أولويات السياسة الخارجية، وهو ما جعلها تشكل أكثر الدول التى زارها وزير الخارجية منذ توليه منصبه، بما يعكس اهتمام مصر بالملف الإفريقى. موضحا أن الوكالة المصرية لضمان الاستثمار تدعم الشركات الصغيرة فى القارة الإفريقية وتعد الوكالة الجهاز التنموى لمصر للتواجد بفاعلية فى إفريقيا ودول حوض النيل.
وأعرب عن تطلعه للاستمرار فى السعى الحثيث نحو تعزيز علاقات مصر مع شركائها الإقليميين والدوليين، والدفاع عن القضايا الوطنية والعربية والإفريقية فى مختلف المحافل، مع التمسك بمبادئ وقواعد القانون الدولى والعمل متعدد الأطراف، مؤكدا ثقته بقدرة الدبلوماسية المصرية العريقة على أن ترسو بمصر على بر الأمان وسط التحديات الإقليمية والدولية المتفاقمة.
دور اقتصادى
فى إشارة نحو تعدد أدوار الوزارة أكد وزير الخارجية أن هناك تحركا مع مؤسسات الدولة لحل الكثير من المشكلات المتعلقة بالاقتصاد من خلال السعى الدائم لحل مشكلات المستثمرين المصريين فى معاملاتهم الخارجية فيما يتعلق بقرض رسوم على الصادرات المصرية من بعض الدول، ليس هذا فحسب فلدينا وحدة للاستثمار بلا تهاون مع مجلس الوزراء تقوم بالترويج للفرص الاستثمارية.
وأشار إلى أن مستقبل مصر الاقتصادى مرتبط بأن تكون مركزا لإنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر حيث تحتاج أوروبا إلى 10 ملايين طن سنويا ونحن نحاول المساعدة فى إنتاج الهيدروجين الأخضر بالتعاون مع مستثمر بلجيكى.
وقال إننا جميعا مسئولون عن صورة مصر فى الداخل والخارج من خلال الترابط بين المؤسسات المختلفة والمراسلين الأجانب، وهذا دور مهم تقوم به الهيئة العامة للاستعلامات، مشيرا إلى أن كل السفارات المصرية لها دور اقتصادى مهم وعليها أن تقوم به للترويج للاستثمار وحل المشكلات.
وأشار وزير الخارجية والهجرة إلى الاهتمام الخاص الذى توليه الوزارة لأوضاع المصريين فى الخارج خلال المرحلة القادمة، حيث سيتم تعظيم الاستفادة بالذراع القنصلية لوزارة الخارجية فى الداخل والخارج لتوفير كل الخدمات القنصلية للمواطنين المصريين وربط الجاليات المصرية فى الخارج بوطنهم الأم.
واختتم الدكتور بدر عبد العاطى تصريحاته بالتأكيد على أن رعاية المواطن المصرى ومصالحه ستظل على قمة أولويات السياسة الخارجية المصرية.