رئيس مجلس الإدارة
د.محمد فايز فرحات
رئيس التحرير
إيمان عراقي

اتصالات

مدعومة بقوة الحوسبة السحابية..تقنيات المستقبل تغزو عالم الهواتف الذكية

12-11-2024 | 19:49

اعداد: أشرف شهاب

شهد عالم التكنولوجيا تطورات هائلة في السنوات الأخيرة، وظهرت العديد من الأجهزة والتقنيات التي غيرت حياتنا بشكل جذري. ومن أحدث هذه التطورات ظهور الهاتف السحابي، الذي يعد نقلة نوعية في عالم الهواتف الذكية. والهاتف السحابي هو جهاز تليفون محمول يعمل بنظام تشغيل مبسط ذي شاشة صغيرة، ويعمل بالأزرار التقليدية، ولكنه يعتمد بشكل أساسي على السحابة الإلكترونية لتشغيل التطبيقات والمهام المختلفة. فبدلا من الاعتماد على المعالج القوي وسعات التخزين الكبيرة الموجودة في الهواتف الذكية التقليدية، يقوم الهاتف السحابي بتحويل هذه المهام إلى خوادم قوية في السحابة، تتولى بالنيابة عن الهاتف مهام معالجة البيانات وتشغيل التطبيقات، وتقوم فى النهاية بإعادتها إلى هاتف المستخدم عبر الاتصال بالإنترنت.

يكتسب الهاتف اسمه الحالى الهاتف السحابي Cloud Phone  من اسم البرنامج الذى يتيح له القيام بأداء هذه الوظائف، فيما يمكن وصفه بأنه تقنية ثورية تستخدم الحوسبة السحابية لتحويل الهواتف التقليدية الأرخص سعرا إلى أجهزة ذكية.

وتقف وراء فكرة الهواتف من هذا النوع شركة تسمى CloudMosa، ومقرها في كاليفورنيا. ويؤكد شيوبين شن، المؤسس والمدير التنفيذي للشركة، إن هاتف Cloud Phone يستخدم تقنيات الحوسبة السحابية لتخفيف عبء المعالجة والتخزين الثقيل عن جهاز الهاتف، ما يسمح  بتشغيل التطبيقات التي يريدها المستخدمون على هاتف تقليدى رخيص السعر. وأوضح أن فكرة وجود هاتف بهذه التقنية ستوفر حلولا عملية لتسريع عملية الشمول الرقمي، لأنها ستتيح إمكانية استخدام التقنيات الذكية على هواتف تقليدية. ويضيف شيوبين شن: يتطلب يتطلب الشمول الرقمي أ) إتاحة إمكانية الاتصال و ب) توافر أجهزة بأسعار معقولة مع تطبيقات متقدمة. وقد شهدنا فى الآونة الأخيرة تحسن عمليات الاتصال. ولكن التحدي الحقيقي يكمن في الوصول إلى الأجهزة بأسعار معقولة لذوى الدخل المحدود الذين لا يمكنهم الحصول على الهواتف الذكية المرتفعة الثمن، وهنا تأتى تقنيات الهواتف السحابية لمعالجة هذه الفجوة لمليارات الأشخاص في جميع أنحاء العالم.

 

عصر جديد

ويمكن القول إنه فى حالة نجاح تجربة هذه الهواتف، والتى تجرى تجارب تشغيلها تمهيدا لتشغيلها جماهيريا فى الهند وجنوب إفريقيا، فإن هذه التقنية الجديدة ستدشن عصرا جديدا من الاتصال بأسعار معقولة وفرصا هائلة للنمو والابتكار لشركات الاتصالات ومصنعي الهواتف وموفري المحتوى، وستتيح الانتقال من عصر الجيل الثانى للاتصالات إلى الجيلين الرابع والخامس، وما بعدهما.

وقد ظهرت هواتف Cloud Phone لأول مرة في الهند العام الماضي من خلال مشروع تجريبي بالتعاون مع شركة تصنيع الهواتف المحمولة HMD (المنتجة لهواتف نوكيا). ومن المتوقع أن تتوافر هذه الهواتف السحابية في فيتنام، وبنجلاديش، والفلبين، وباكستان أيضا. ويوضح شين: يتضح أنه كلما كانت الدولة أفقر، كانت هواتف Cloud Phone أكثر جاذبية. وربما تكون جنوب إفريقيا أكثر ثراء بعض الشيء، ولكن لا يزال هناك جمهور كبير هناك يحتاج للهواتف السحابية.

 

هاتف افتراضى

وفيما يتعلق بالهاتف نفسه وما يمكن أن يحمله من ميزات مقارنة بأحد أحدث هواتف iPhone التي تصممها Apple، فإن الهواتف الجديدة تحمل اسما جذابا ومثيرا للدهشة. ولكن إذا أردنا المزيد من الدقة فيمكن وصف الهاتف الجديد بأنه هاتف ذكى افتراضى يعمل على الخوادم السحابية. حيث يتم استخدام الهاتفك العادى ببساطة للوصول إلى جميع الوظائف المتقدمة، ليتحول بذلك إلى هاتف ذكى افتراضي مزود بميزات أكثر قوة، حيث تكون وحدة المعالجة المركزية سريعة، والشبكة سريعة، ولا يوجد قيود على سعة التخزين. مما يمكن أن يتيح للهاتف الافتراضي قوة معالجة أقوى بمقدار 100 مرة من قوة المعالجة المتاحة على الهاتف التقليدي.

وربما يحمل مستقبل هذه التقنية مفاجآت أكثر، فالشركة المنتجة للهاتف السحابي تفكر فى تطويره وتزويده بشاشة تعمل باللمس. وعندما يقوم المستخدم بالتعامل مع شاشة كبيرة تعمل باللمس فربما لن يشعر بأى فارق بين هاتفه ذي الإمكانيات المتواضة وبين أفضل الهواتف الذكية المتاحة فى السوق.

ويقل سعر الهاتف السحابي الجديد عن سعر 20 دولارا (أقل من 1000 جنيه) وهو أقل من سعر شاحن هاتف آىفون، والسبب أنه لا يحمل بداخله تقنيات معقدة بل يعتمد كليا على الوظائف والتطبيقات الموجودة فى السحابة.

وهذا السعر بحد ذاته سيكون مشجعا ومحفزا للكثيرين على اقتناء الهاتف، خصوصا وأنه بفضل التقنية التى سيعمل بها سيمحو  أى فوارق بينه وبين أى هاتف ذكى متقدم مرتفع السعر.

 

المواصفات التقنية

سيتميز الهاتف السحابي حال إطلاقه للتشغيل الجماهيري بما يلى:

  • أداء عالٍ: على الرغم من المواصفات البسيطة للجهاز، إلا أن الأداء سيتمتع بأداء عالٍ بفضل قوة الخوادم السحابية التي تقوم بمعالجة البيانات نيابة عنه.
  • تحديثات مستمرة: سيتم تحديث نظام التشغيل والتطبيقات في الهاتف السحابي تلقائيا دون تحميل المستخدم أعباء، مما يضمن حصول المستخدم على أحدث الميزات والتحسينات فور إتاحتها.
  • تخزين سحابي غير محدود: يمكن للمستخدم تخزين كمية كبيرة من البيانات على السحابة الإلكترونية دون قلق بشأن مساحة التخزين المحدودة في الجهاز.
  • استهلاك طاقة أقل: نظرا لأن معظم الوظائف كالمعالجة والتخزين تتم في السحابة، فإن الهاتف السحابي يستهلك طاقة أقل بكثير من الهواتف الذكية التقليدية.

 

العيوب

  • الاعتماد على الإنترنت: سيعتمد الهاتف السحابي بشكل كامل على جودة الاتصال بالإنترنت، وفي حالة انقطاع الاتصال أو بطء سرعة الإنترنت أو سوء تغطية الشبكة فلن يعمل الجهاز بكفاءة.
  • التأخر في الاستجابة: قد يحدث تأخير طفيف في الاستجابة للأوامر، خاصة في حالة ضعف الاتصال بالإنترنت.
  • خصوصية البيانات: يتخوف البعض بشأن خصوصية البيانات الخاصة بالهاتف والمستخدم صاحب الهاتف، لأن جميع البيانات ستكون مخزنة على السحابة الإلكترونية.

 

مستقبل واعد

يعتبر الهاتف السحابي تقنية واعدة. ومن المتوقع أن يشهد نموا كبيرا في السنوات المقبلة. ويمكن أن يساهم هذا النوع من الهواتف في زيادة انتشار الهواتف الذكية في الدول النامية، حيث يمكن للأشخاص ذوي الدخل المحدود الحصول على نفس الخدمات التى يقدمها الجهاز الذكي بأسعار معقولة.

 

اخر اصدار