كتبت: نسرين فوزى اللواتى
برعاية الرئيس “عبد الفتاح السيسى”، انطلقت فعاليات النسخة السابعة من “أسبوع القاهرة للمياه” فى أكتوبر الماضى، تحت عنوان “المياه والمناخ: بناء مجتمعات مرنة”.. وقد جاء هذا الحدث بالتزامن مع استضافة مصر لفعاليات “أسبوع المياه الإفريقى”، بوصفها الرئيس الحالى لمجلس وزراء المياه الأفارقة “أمكاو”. وقد استضاف أسبوع القاهرة للمياه خبراء مختصين من مختلف أنحاء العالم، لمناقشة القضايا التى تتعلق بإدارة المياه والتغيرات المناخية، حيث تم تناول خمسة موضوعات رئيسية: حوكمة المياه المشتركة، إدارة الموارد المائية لتعزيز مرونة المجتمعات، الابتكار فى تمويل حلول الأمن المائى، العمل على تكيف المياه والمناخ مع المرونة، وبناء المجتمعات الذكية مناخيا من حيث التخطيط والتشريعات.
وقد تشرف الحفل بكلمة افتتاحية للرئيس عبد الفتاح السيسى، والتى أكد خلالها النقاط التالية:
“مصر تضع المياه على رأس أولوياتها، حيث يعد نهر النيل تحديدا، قضية ترتبط بحياة الشعب المصرى وبقائه، كونه يشكل المصدر الرئيسى للمياه فى البلاد.. ولذلك فإن الحفاظ على هذا المورد الحيوى هو مسألة وجود، وتتطلب التزاما سياسيا دءوبا وجهودا دبلوماسية، وتعاونا مع الدول الشقيقة لضمان تحقيق الأهداف المشتركة”.
“حرص مصر على تنظيم هذا الحدث فى موعده، على الرغم من التحديات الجمة التى يشهدها العالم، نظرا لأهمية التباحث فى موضوعات إدارة وتنمية الموارد المائية، خاصة فى ظل تصاعد أزمة الشح المائى وندرة المياه.. لأسباب وعوامل طبيعية وبشرية.. بالإضافة إلى المشروعات العملاقة التى تقام لاستغلال الأنهار الدولية بشكل غير مدروس، ودون مراعاة لأهميـــة الحفـاظ على سلامة واستدامة الموارد المائية الدولية، وفقا لمبادئ القانون الدولى للمياه.. وما تؤكده من ضرورة الإخطار المسبق وتبادل المعلومات والتشاور وإجراء الدراسات اللازمة وضمان الاحتياجات الأساسية للإنسان وعدم الإضرار”.
“فى ضوء التزام مصر بهويتها الإفريقية.. تبنت مصر العديد من المبادرات والبرامج القارية ذات الصلة بالمياه.. كما تأتى رئاسة مصر الحالية لمجلس وزراء المياه الأفارقة، لتؤكد مجددا هذا الالتزام، حيث تسعى إلى تعزيز التعاون الإقليمى فى مجال المياه، ودعم جهود الدول الأعضاء لتحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالمياه”. وعلاوة على ذلك “تقوم مصر بتعزيز أواصر التعاون الثنائى فى مجال المياه، مع العديد من الدول الإفريقية، وخاصة دول حوض النيل.. حيث تقوم بتنفيذ المشروعات المختلفة.. بتمويل مصرى خالص، مثل حفر الآبار وإزالة الحشائش فى المجارى المائية، وإنشاء مراكز للتنبؤ بالأمطار، وتأهيل الموانئ، وبناء سدود حصاد الأمطار”.
وفى هذا السياق، دعا المجتمعَ الدولى إلى زيادة دعمه لجهود الدول الإفريقية فى مجال الموارد المائية، وتوفير التمويل والتكنولوجيا اللازمة لتنفيذ المشرعات والبرامج، التى تهدف إلى تحقيق الأمن المائى المصرى والتنمية ونشر السلام فى القارة الإفريقية.
تشكل قضية ندرة المياه تحديا كبيرا للعالم أجمع، خاصة فى ظل تغير المناخ الذى تتفاقم حدته يوما بعد يوم، فضلا عن الثورة الصناعية التى أدت بدورها إلى استهلاك الموارد المائية (بكل أشكالها) بطريقة غير مسئولة، ما نتج عنه حدوث فقر مائى شديد فى مختلف أنحاء العالم، وعدم القدرة على توفير حصة مناسبة للفرد من المياه العذبة.. بالإضافة إلى نشوب بعض الصراعات الدولية على الموارد المائية. ومن هذا المنطلق.