إعداد: شريفة عبد الرحيم
يعد تفاقم الديون أكبر تهديد للاستقرار المالى العالمى، بحسب بنك التسويات الدولية. وبرأى كبير خبراء البنك كلاوديو بوريو أن إصلاح المالية العامة يجب أن يكون له الأولوية قبل انتشار الذعر فى الأسواق بين مستثمرى السندات.
فى تقرير المؤسسة التى تتخذ من بازل مقرا لها، حذر المسئولون الحكومات من مخاطر ظهور مؤشرات تحذيرية فى الولايات المتحدة، حيث إن التاثير العالمى أكبر.
وقال بنك التسويات الدولية: إن الاقتراض الحكومى بات يشكل أكبر خطر على الاستقرار الاقتصادى العالمى، وينبغى أن تكون التحولات الأخيرة فى معنويات السوق بمثابة تحذير، ففى الأشهر الثلاثة الماضية، بلغت عائدات الخزانة المتوسط الذى كانت عليه بين عامى 2007 و2008، وذلك وقت اشتعال الأزمة المالية العالمية. وارتفعت فروق مقايضات الائتمان السيادية الأمريكية قبل الانتخابات الرئاسية، قبل انخفاضها مرة أخرى بعد إعلان النتيجة بشكل حاسم.
وقال بوريو: إن هناك استثناء للولايات المتحدة، بسبب مكانة الدولار ودوره فى النظام المالى العالمى. وربما يستغرق ظهور علامات التحذير وقتا أطول، ولكن بمجرد ظهورها يكون التأثير على الاقتصاد العالمى أكبر.
كان بنك التسويات الدولية حذر مرارا وتكرارا من مخاطر تفاقم الدين العام فى جميع أنحاء العالم. وفى يونيو الماضى بدأ تفاقم الخطر الذى ربما تواجهه الدول حال حدوث فقدان مفاجئ لثقة المستثمرين، فمنذ ذلك الحين واجهت فرنسا ارتفاعا حادا فى عائدات السندات السيادية وسط مأزقها السياسى بشأن ميزانية عام 2025، وواجهت المملكة المتحدة اضطرابات بشأن خططها المالية الخاصة.
كما لاحظ بنك التسويات الدولية ظهور علامات على فائض المعروض من السندات الحكومية.
توقعات
مع عودة دونالد ترامب، الذى لا يمكن التنبؤ بتصرفاته، إلى البيت الأبيض بعد أسابيع قليلة، فلا عجب أن المزيد من البنوك والشركات الاستشارية ترافق توقعاتها الرئيسية بتحليلات لما قد يحدث بشكل مختلف أو خاطئ. ويطلق فريق دويتشه بنك على هذه التوقعات اسم «الكرات المنحنية».
ومن أبرز توقعاتهم للعام الجديد ما يلي:
- ارتفاع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بأكثر من 20% للعام الثالث أو لا.
- اتفاق الولايات المتحدة والصين على صفقة تجارية رائعة.
- هبوط الدولار.
- انتهاء الأمر برفع أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياط الفيدرالى، وعودة التضخم إلى الظهور و/أو خوف المسئولين أخيرا من حجم العجز فى الميزانية الأمريكية.
- فرض ترامب تعريفات جمركية بنسبة 100%، وتعيين ظل لرئيس الاحتياط الفيدرالى جيروم باول، وأزمة غاز فى أوروبا، واليابان تدعو إلى انتخابات أخرى.
وأخيرا، يشارك إريك روبرتسن من «ستاندرد تشارترد» بمزيد من السيناريوهات التى يعتقد أنها أقل من قيمتها الحقيقية من قبل الأسواق. ومن بينها ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى 5.5%، والركود الحاد فى منطقة اليورو، الذى يضطر البنك المركزى الأوروبى لخفض أسعار الفائدة إلى ما دون 1%، وارتفاع سعر برميل النفط برنت إلى 100 دولار، وفوز ترامب بجائزة نوبل للسلام.
والدرس المستفاد من السنوات الماضية هو عدم استبعاد أى شيء. وقال ريد وهنرى ألين من «دويتشه بنك» إن الأمر الأكثر إثارة للدهشة فى الواقع هو عدم حدوث مفاجآت.