ساعات قلائل تفصلنا عن بداية 2025 وسط تغيرات دولية وإقليمية لم يكن فى مخيلة أكبر المؤلفين ولا كاتبى السيناريو صياغة مثل هذه الحبكة الدراماتيكية لعالم يئن تحت وطأة حروب هنا وصراعات هناك وأنظمة تختفى وأخرى تولد من العدم وإقليم لا يقل اشتعالا عن هذه الحروب والصراعات واقتصاد عالمى ومحلى محمل رغم أنفه بتبعات كل ما سبق لكن يظل الأمل إكسير الحياة ونافذة يدخل منها النور إلى قلوب الحالمين بمستقبل أفضل للبشرية جمعاء ولوطننا الغالى على وجه الخصوص.
ولأن صورة العالم ليست مضيئة وزاهية الألوان فلتلتمس لنا عذرا عزيزى القارئ، فلن نسوق إليك أخبارا وردية اللون وتوقعات ناصعة البياض للعام الجديد لكننا سننقل لك صورة عن قرب لطبيعة التغيرات الجيوسياسية وتأثيراتها على الاقتصاد المحلى وخطط الحكومة والقطاع الخاص للتعامل مع هذه التبعات ومحاولة امتصاص تأثيراتها بل قد نكون متفائلين إذا ما أشرنا إلى الفرص الكامنة فى قلب التحديات والمنح التى تحملها المحن لاقتصادنا الذى نجحت القيادة السياسية والحكومات المتعاقبة خلال بضع السنوات الأخيرة فى تحصينه قدر الإمكان ضد تبعات هذه الأوبئة الاقتصادية.
وبنبرة أكثر تفاؤلا نقول إن حديث الحكومة ورسائلها خلال الفترة الاخيرة ينبئ بالخير حيث إن درجة الاستعداد للتعامل مع تبعات الأزمات تكشف عن خطط واضحة وإدراك واقعى ومدروس لكيفية إدارة «اقتصاد الحرب» كما سماه الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء فى أحد تصريحاته الأخيرة.
ولأن الاقتصاد بجناحيه الحكومى والخاص أمام تحديات جمة فى العام الجديد كان لزاما على «الاهرام الاقتصادى” من منطلق دورها الوطنى كأهم منبر تحريرى للاقتصاد الوطنى أن تستطلع آراء المسئولين بالوزارات الاقتصادية وممثلى القطاع الخاص من المستثمرين ورجال الأعمال والخبراء المعنيين بالشأن الاقتصادى حول خططهم لإدارة هذا الملف الرئيسى فى حياة المواطن المصرى وكيفية التعامل مع تبعات أزمات فرضت تداعياتها على الاقتصاد المصرى والبحث معهم عن المنح فى قلب المحن.