70 دولارا سعر برميل النفط المتوقع فى 2025
3000 دولار سعر أوقية الذهب بحلول منتصف 2026
إعداد: شريفة عبد الرحيم
عادة ما يتم تحديد توقعات وول ستريت للعام الجديد من خلال توقعات مؤشرات النمو والتضخم وغيرها من المؤشرات الاقتصادية الرئيسية، والجديرة بالاهتمام، بالنسبة لعام 2025، فإن جميع المؤشرات تطغى عليها شخصية واحدة.. دونالد ترامب.
للترحيب بعام 2025، جمعت بلومبرج نيوز آراء أكثر من 700 شخصية رئيسية من أكثر من 50 مؤسسة مالية رائدة فى وول ستريت، وفيما يلى أبرز توقعات وول ستريت لعام 2025.
تهيمن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض على حصاد العام من التوقعات التى نشرتها البنوك والمستشارون ومديرو الأصول الرئيسيون فى العالم. بشكل عام، تعمل سياساته المؤيدة للأعمال التجارية المتوقعة على تعزيز شعور بالتفاؤل، وخاصة فيما يتعلق بالشركات الأمريكية والأصول الأمريكية. ومع ذلك، فإن حديثه الصارم بشأن التجارة العالمية يخلق أيضا حالة من التوتر، فى حين أن عدم القدرة على التنبؤ به بشكل عام يجعل العديد من التوقعات على حافة الهاوية.
من المتوقع أن يتقدم الاقتصاد والأصول الأمريكية بقوة مرة أخرى، بفضل الزخم الجديد من ترامب، والاستفادة من الافتقار النسبى لجاذبية الأسواق الرئيسية الأخرى، والتى قد تتأثر العديد منها برسومه الجمركية.
ويقول محللو جى بى مورجان تشيس: سيكون عاما استثنائيا للولايات المتحدة. من غير المرجح أن ينخفض التضخم إلى المستوى المستهدف، مع قيام ترامب بإقامة حواجز تجارية واتخاذ موقف صارم بشأن ملف الهجرة.
ويرى محللو شركة «أبولو جلوبال مانجمنت» أن الأمر سوف يستغرق وقتا أطول حتى يصل مجلس الاحتياطى الفيدرالى إلى هدف التضخم.
الجدير بالذكر أن الحكومة الأمريكية أصدرت سندات بنحو 119 مليار دولار الأسبوع الماضى، وهناك مخاوف متزايدة من أن الجمهوريين سوف يزيدون الإنفاق ويوسعون العجز فى الميزانية. وحث ترامب الكونجرس على التحرك بسرعة بشأن مشروع قانون لتمديد التخفيضات الضريبية لعام 2017.
وتحذر جميع المؤسسات تقريبا المستثمرين من توقع عام آخر من عائدات الأسهم التى تتجاوز 20 %، تماما كما حدث قبل عام.
لكن نسبة ضئيلة من المستثمرين على استعداد لوضع حد لطفرة الأسهم التى تغذيها الذكاء الاصطناعى. وتعتقد شركة نيويورك للأبحاث أن «دور الذكاء الاصطناعى فى العالم سوف يتجاوز دور التقنيات الأخرى التى دفعت فترات سابقة من التغيير الهائل». وفى حين لا يضاهى أى شىء آخر هذا التفاؤل، يتوقع كثيرون أن تتسع المكاسب مع انتشار تبنى التكنولوجيا.
وبصفة عامة، لم يعد «جولدمان ساكس» يتوقع أن يصل الذهب إلى 3000 دولار للأوقية بحلول نهاية عام 2025، ما يدفع التوقعات إلى منتصف عام 2026، وذلك على أمل فى أن يقوم مجلس الاحتياطى الفيدرالى بإجراء تخفيضات أقل فى أسعار الفائدة. ومع ذلك، يرى المستثمرون الكثير من الأسباب للبقاء متفائلين بعد ارتفاع بنسبة 27 % العام الماضى.
وستكون الأسهم الأمريكية والدولار أكبر المستفيدين من النمو الاقتصادى الأمريكي، الذى من المقرر أن تعززه سياسات ترامب، وفقا لأحدث استطلاع أجرته «بلومبرج ماركتس».
أمريكا أولا (مرة أخرى):
انخفاض أسعار الفائدة والسياسات الداعمة للنمو من شأنه أن يدعم التوسع العالمى المتواضع، مع قيادة الولايات المتحدة للاقتصاد العالمى بشكل كبير. فى الوقت نفسه، تتعدد المخاطر -ولاسيما فيما يتعلق بعدم القدرة على التنبؤ بتصرفات الإدارة الأمريكية الجديدة- ولكن العائدات القوية، وليس الاستثنائية، تشكل الحالة الأساسية بالنسبة لمعظم خبراء وول ستريت. فيما يعد تفاؤلا حذرا.
الولايات المتحدة فى مواجهة العالم:
من المتوقع أن تؤدى حملة ترامب الانتخابية إلى إطلاق عصر موات للبزنس وخال من القيود التنظيمية، وهو ما يعطى الشركات الأمريكية دفعة قوية. وتستهدف إدارة ترامب تحقيق نمو اقتصادى مستدام بنسبة 3 %، وهو هدف صعب ولكنه سوف يحدث تغييرات كبيرة، بما فى ذلك تحفيز الاستثمار التجارى، وإصلاح الهجرة، والتخفيف من آثار تغير المناخ، مع التحذير من أن التعريفات الجمركية والعجز فى الميزانية قد يعوقان التقدم.
لكن على الجانب الآخر من الأطلنطى تبدو الثقة بتعافى أوروبا منخفضة، فى حين تكافح الصين للتخلص من التباطؤ المستمر.
انحسار التضخم، وليس إنهاءه:
يعتقد الخبراء أن الحواجز المحتملة التى يفرضها ترامب على التجارة والنهج العدوانى فى التعامل مع الهجرة ستكون الوقود الجديد لإشعال التضخم، مع كفاح مجلس الاحتياطى الفيدرالى لخفض ارتفاع الأسعار إلى المستوى المستهدف. ومع ذلك، من المتوقع انحسار التضخم عموما سواء فى الولايات المتحدة أو خارجها، مقارنة بالسنوات الأخيرة.
السياسة النقدية وتخفيضات أقل فى الولايات المتحدة:
ربما تحد سياسات ترامب التضخمية المحتملة من مساحة المناورة المتاحة لمجلس الاحتياطى الفيدرالي، ما يؤدى إلى تخفيضات أقل فى أسعار الفائدة مما كان متوقعا ومعدل فائدة نهائى أعلى من المتوقع.
ويواجه بنك إنجلترا صعوبات مماثلة. ومن المتوقع أن تميل أوروبا إلى إجراء تخفيضات متعددة. واليابان هى البنك الرئيسى الوحيد الذى يرفع أسعار الفائدة فى 2025.
السياسة المالية وخفض الضرائب والقيود:
تعد استدامة الإنفاق الحكومى فى مختلف أنحاء العالم مصدر قلق رئيسيا، ولكن لا أحد يتوقع من الدول أن تكبح جماحه. وأى مخاوف بشأن التخفيضات الضريبية التى يقودها ترامب فى الولايات المتحدة تتلاشى أمام التفاؤل بشأن تعزيزها المحتمل للنمو.
الرسوم الجمركية:
فى حين يتفق الجميع على أن الرسوم الجمركية الجديدة فى الطريق، فإن البعض يعتبرون حديث ترامب الصارم تكتيكا تفاوضيا، ويتوقعون أن تكون الحواجز التجارية الفعلية مستهدفة للغاية وأقل عدوانية من أسوأ السيناريوهات. وسوف تتحمل الصين العبء الأكبر.
الأسهم:
تتطلع وول ستريت إلى استمرار موجة ارتفاع الأسهم التى تقودها شركات التكنولوجيا العملاقة. وذلك يعنى تعزيز الأسهم المتوسطة والصغيرة فى الولايات المتحدة، والتى تظل السوق المفضلة لدى معظم الشركات، حتى لو لم تضاه العائدات الكبيرة الأخيرة. وربما تقدم الشركات الدولية الرخيصة صفقات جيدة.
السندات:
تعد محفظة مختلطة، مع توقع المزيد من تقلبات الأسعار واحتمال ارتفاع عوائد سندات الخزانة. ومع ذلك، ترى وول ستريت الدخل الثابت كمصدر رئيسى للدخل، مع عائدات جذابة نسبيا. ويكاد الجميع يقولون ابتعد عن «الكاش».
الائتمان:
فى 2025، تميل المخاطر إلى الجانب السلبى. لكن العائدات قوية، والبنوك المركزية تخفض أسعار الفائدة ومخاطر التخلف عن السداد تعد منخفضة نسبيا. وتفضل العديد من الشركات الائتمان على السندات الحكومية كمصدر للدخل.
السلع الأساسية والذهب فى المقدمة:
تنقسم آراء وول ستريت بخصوص استمرار صعود أسعار الذهب، على الرغم من اعتقاد الجميع بأنه أفضل تحوط جيدا فى مواجهة الأحداث غير المتوقعة. ومن المتوقع أيضا ارتفاع أسعاره إلى مستويات قياسية جديدة.
فى الوقت نفسه، تحسن النمو وبناء البنية التحتية للتكنولوجيا -مراكز البيانات ومحطات الطاقة- من شأنه أن يعزز الطلب على المعادن الأساسية. أما فيما يتعلق بآفاق النفط فلا توجد مؤشرات قوية على صعود أسعاره.
العملات والدولار المهيمن:
يبدو الدولار باهظ الثمن، ولكن فى المجمل، ترى وول ستريت المزيد من القوة للدولار فى الأمد القريب مع دخول سياسات ترامب حيز التنفيذ. وتتوقع العديد من المؤسسات التكافؤ مع اليورو.
الأصول البديلة:
فى عصر انخفاض الأسعار، وتقييمات الأصول العامة المرتفعة، والتقلبات المتزايدة فى الأداء، تروج وول ستريت لكل من الأسواق الخاصة وصناديق التحوط كمصدر محتمل للتنويع والعائدات.
الأصول المتعددة:
التفاؤل بكل ما يتعلق بالولايات المتحدة يلتقى بالأصول ذات الأسعار المرتفعة وعصر جديد لا يمكن التنبؤ به. لا مفر من خطورة الأصول الأمريكية، لكن وول ستريت تبحث أيضا عن التنوع، وتراقب التحوطات وتبحث بحذر عن الفرص فى الخارج.
ثورة الذكاء الاصطناعى:
الذكاء الاصطناعى هو محرك مزدوج محتمل للعائدات، حيث يؤدى تبنى التكنولوجيا إلى مكاسب بزيادة الإنتاجية. ومن المتوقع استثمار الشركات والحكومات بكثافة فى البنية الأساسية اللازمة للاستفادة من ثورة الذكاء الاصطناعى.
مخاطر الحرب التجارية الثانية:
انفجار فقاعة الذكاء الاصطناعى وفقدان مستثمرى السندات صبرهم مع الحكومات المسرفة من بين المخاوف الكبيرة التى تواجه وول ستريت. لكن أكبرها على الإطلاق هو أن يذهب ترامب إلى أبعد مما كان متوقعا فى فرض التعريفات الجمركية، ما يؤدى إلى إثارة إجراءات انتقامية، بما يلحق أضرارا بالنمو العالمى.
انخفاض أسعار السلع الأساسية فى 2025
من المتوقع إلى حد كبير أن تنخفض أسعار السلع الأساسية العالمية فى عام 2025، بسبب التوقعات الاقتصادية العالمية الضعيفة والدولار القوى، ولكن من المرجح أن تشهد بعض السلع مثل الذهب والغاز ارتفاعا فى الأسعار، وفقا لخبراء الصناعة.
وسيراقب المشاركون فى السوق المزيد من التحفيز الصيني، على امل أن يؤدى ذلك إلى تعافى الطلب على السلع الاساسية فى ثانى أكبر اقتصاد فى العالم.
أما فيما يتعلق بالنفط، ففى نوفمبر الماضى، رسمت وكالة الطاقة الدولية صورة هبوطية لسوق النفط فى عام 2025، وتوقعت نمو الطلب العالمى على النفط بما يقل عن مليون برميل يوميا. وذلك مقارنة بزيادة قدرها مليونا برميل يوميا فى عام 2023.
ويتوقع بنك الكومنولث الأسترالى انخفاض أسعار خام برنت إلى 70 دولارا للبرميل هذا العام، وسط توقعات بزيادة المعروض من النفط من الدول غير الأعضاء فى أوبك+ وهو ما سيطغى على ارتفاع استهلاك النفط العالمى.
وتتوقع شركة «بى إم آي» ارتفاع أسعار الغاز بنحو 40 % فى عام 2025، إلى 3.4 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، مقارنة بمتوسط 2.4 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية فى عام 2024، مدفوعة بالطلب المتزايد من قطاع الغاز الطبيعى المسال وارتفاع صافى صادرات خطوط الأنابيب.
وربما تنخفض أسعار خام الحديد أيضا على خلفية العرض الزائد الناتج عن السياسات الصينية والجيوسياسية.
وقال محللو جولدمان ساكس إن الرسوم الجمركية المتوقعة من جانب الولايات المتحدة على الصين، والطبيعة المتغيرة للتحفيز الصينى والإمدادات الجديدة منخفضة التكلفة ستدفع السوق إلى المزيد من الفائض، متوقعا أن تنخفض الأسعار إلى 95 دولارا للطن فى عام 2025 .