16.7 % حصة السيارات الكهربائية من إجمالى مبيعات السيارات عالميا
100 % من مبيعات السيارات الجديدة فى النرويج خلال 2025 ارتفاعا من 94 % فى 2024
إعداد: شريفة عبد الرحيم
تشير التوقعات إلى نمو مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة 30 % فى 2025، لتصل إلى 15.1 مليون سيارة فى مختلف أنحاء العالم، مقارنة بـ11.6 مليون سيارة فى 2024، وهو ما يمثل زيادة فى حصة السوق من 13.2 % إلى 16.7 %.
ويأتى ذلك النمو على الرغم من تراجع بعض شركات صناعة السيارات عن خططها لإنتاج سيارات كهربائية، لصالح النماذج الهجينة، وذلك بسبب المعوقات التى تواجه الصناعة فى بعض الدول ،فى الوقت نفسه، من المتوقع انخفاض إنتاج السيارات الخفيفة بنسبة 0.4 % ليصل إلى 88.7 مليون سيارة.
فما أهم ملامح صناعة السيارات الكهربائية؟ وما أبرز معوقات نموها ؟
فى حين يواجه تبنى السيارات الكهربائية رياحا معاكسة فى مناطق معينة، يظل خبراء الصناعة متفائلين بشأن نمو القطاع على المدى الطويل. وتشير الأرقام المتوقعة إلى استمرار الطلب، حتى مع قيام الشركات المصنعة بتعديل إستراتيجياتها وسط حالة عدم اليقين فى السوق.
ترسم توقعات مبيعات السيارات الكهربائية لعام 2025 صورة متفائلة مع اختلافات إقليمية كبيرة تشكل المشهد العالمى. وفى حين تظل الصين وأوروبا لاعبين مهيمنين، فإن النمو السريع فى الهند والسوق التى تحركها السياسات فى الولايات المتحدة سوف يكون لها تأثير كبير على آفاق الصناعة.
النرويج، تعد من أهم أسواق السيارات الكهربائية فى العالم، حيث إن 94 % من مبيعات السيارات الجديدة هناك كهربائية، وذلك بفضل الحوافز التى تقدمها الحكومة، وأصبحت البلاد بصدد تحقيق هدف التوقف عن إضافة محركات الاحتراق فى 2025.
فى الهند، سوف تشهد الصناعة زيادة بنسبة 117 % على أساس سنوى، حيث تمثل السيارات الكهربائية 7.5 % من إجمالى مبيعات السيارات فى 2025. ويسلط ذلك النمو الضوء على الجهود الجارية التى تبذلها البلاد لتحسين البنية التحتية وسياسة الحوافز لتنشيط المبيعات.
فى الولايات المتحدة، من المتوقع نمو مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة 36 %، لتستحوذ على حصة سوقية تبلغ 11.2 %. ومع ذلك، يلفت المحللون إلى اعتماد آفاق الصناعة، إلى حد كبير، على سياسات الحكومة، بما فى ذلك التغييرات المحتملة فى الضرائب والتعريفات الجمركية على السيارات الكهربائية فى ظل الإدارة الجديدة.
الصين أصبحت أكبر مصدر عالمى للسيارات الكهربائية، فبعد زيادة مذهلة بلغت 13300 % فى الإنتاج بين عامى 2017 و2023، صعدت البلاد بسرعة كبيرة إلى الهيمنة على هذا القطاع.
وتظل الصين فى المقدمة، فمن المتوقع أن تشكل السيارات الكــــهربائية 29.7 % من السوق فى عام 2025. ومع ذلك، فإن وتيرة النمو تتباطأ، مع زيادة متوقعة على أساس سنوى بنسبة 20 %.
ويتوقع المحللون أن تتفوق مبيعات السيارات الكهربائية على مبيعات السيارات ذات محرك الاحتراق الداخلى فى الصين لأول مرة العام الجارى، متجاوزة بذلك أهداف الحكومة.
ووفقا لتقرير حديث، ساهمت الصين بنحو ثلثى مبيعات السيارات الكهربائية العالمية فى شهر نوفمبر الماضى.
وسجل شهر نوفمبر شهرا قياسيا آخر لمبيعات السيارات الكهربائية حيث تم بيع 1.8 مليون وحدة عالميا، وفقا للتقرير الصادر عن شركة أبحاث السيارات الكهربائية، «ره موشن».
وتجاوز شهر نوفمبر الرقم القياسى السابق المسجل فى أكتوبر 2024 بمقدار 100 ألف سيارة.
وعلى الرغم من التوقعات المتفائلة، يواجه السوق الصينى تحديات، ولاسيما فيما يتعلق بالزيادة المفرطة فى العرض والمنافسة الشرسة وحروب الأسعار التى ربما سوف تدفع العديد من العلامات التجارية المحلية الأصغر حجما على الخروج من السوق، بالإضافة إلى ذلك، تواصل شركات صناعة السيارات الأجنبية خسارة حصتها فى السوق، حيث انخفضت حصتها من 64 % فى عام 2020 إلى 37 % فقط فى عام 2024.
فى الاتحاد الأوروبى، من المتوقع ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية بنسبة 43 %، لتضمن حصة سوقية تبلغ 20.4 % فى عام 2025. وفى حين تواجه دول مثل ألمانيا تباطؤ الطلب بسبب خفض الدعم، فمن المتوقع أن تعوض أسواق أخرى فى غرب ووسط أوروبا تلك الانخفاضات.
وتواجه شركات تصنيع السيارات الأوروبية صعوبات فى مواجهة تكاليف الإنتاج المرتفعة والمنافسة المتزايدة، ما دفع بعض أكبر شركات صناعة السيارات إلى الإعلان عن خفض وظائف وإغلاق مصانع، ولاسيما فى ألمانيا. ومع ذلك، يشير النمو المستدام فى السوق الأوروبية الأوسع إلى المرونة فى مواجهة تلك التحديات.
لكن فى مواجهة تحديات المنافسة، فرض الاتحاد الأوروبى فى أكتوبر 2024، تعريفات جمركية جديدة تصل إلى 35 % على السيارات الكهربائية الصينية، بالإضافة إلى رسوم جمركية قائمة تبلغ 10 %، وقد كشف ذلك عن انقسامات كبيرة داخل الاتحاد الأوروبى.
على سبيل المثال، تدافع فرنسا عن حماية صناعة السيارات المحلية من خلال تلك الضرائب، فى حين أبدت ألمانيا -التى تمتلك حصة كبيرة من السوق الصينى- مخاوفها بشأن احتمال إصدار بكين إجراءات انتقامية. ولا تزال المفاوضات بين القوتين مستمرة فى أوروبا.
فى المملكة المتحدة، سجل السوق أداء قويا فى النصف الثانى من عام 2024، حيث نما بنسبة 17 % منذ بداية العام، مدعوما بقانون السيارات الخالية من الانبعاثات، وهى سياسة حكومية تنظم مبيعات السيارات الكهربائية وتضع أهدافا طموحة لشركات صناعة السيارات.
وبحسب جمعية مصنعى وتجار السيارات، فإن شركات السيارات الكهربائية قدمت خصومات كبيرة للتأكد من أنها تحقق أهداف خطط المبيعات، حسبما أفاد تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سي».
6 شركات صينية تحقق
مبيعات قياسية بفضل الدعم الحكومى وتخفيضات الأسعار
شركة صناعة السيارات الصينية «بى واى دى» فى طريقها للتفوق على مبيعات «هوندا» و»فورد»، لكن ربما يجد ملك السيارات الكهربائية فى الصين صعوبة فى مواصلة النمو، فشركة «بى واى دى» باعت 4.25 مليون سيارة فى العام الماضى، وهو ما قلص الفجوة مع شركة تسلا الرائدة عالميا، غير أن الرياح المعاكسة تتزايد، وسيبدأ التأثير الكامل للرسوم الجمركية الأوروبية فى الظهور بشكل كامل فى عام 2025، فى حين تظهر علامات تباطؤ الطلب على السيارات الكهربائية فى أماكن مثل جنوب شرق آسيا.
من ناحية أخرى لا يمكن لصانعى السيارات الكهربائية الصينيين التوقف عن خفض الأسعار «العدوانى» -على الرغم من الخسائر.
فخفضت شركات صناعة السيارات الصينية أسعار السيارات الكهربائية النقية بمعدل 10 % فى الشهر الماضى لتحفيز عمليات البيع وزيادة إجماليها السنوى، ما أدى إلى جولة جديدة من المنافسة السعرية التى من المرجح أن تتفوق على المزيد من اللاعبين الذين لا يحققون أداء جيدا فى عام 2025.
وبحسب الأمين العام لجمعية سيارات الركاب الصينية، انخفض متوسط سعر بيع السيارة الكهربائية النقية، التى تعمل بالبطارية، بنحو 3275 دولارا أمريكيا، ومثل ذلك الخصم الحاد نادر الحدوث فى أكبر سوق للسيارات والسيارات الكهربائية فى العالم.
وأدت الخصومات الكبيرة، بالإضافة إلى الدعم الحكومى، بقيمة 20 ألف يوان لكل سيارة، إلى زيادة مبيعات السيارات الكهربائية فى ديسمبر، حيث أعلنت ست شركات كبرى عن مبيعات قياسية، ومن بينها «بى واى دى» و»جيلى».
ومن المرجح أن تعلن الحكومة عن حوافز جديدة فى 2025، لتشجيع المواطنين على استبدال السيارات التى تستهلك كميات كبيرة من البنزين بالسيارات الكهربائية.
وبحسب بيانات جمعية مصنعى السيارات فى الصين، تم تخفيض أسعار 227 طرازا، بما فى ذلك السيارات الكهربائية والبنزين، العام الماضى، مقارنة بـ148 طرازا فى عام 2023. وفى عام 2022، تم بيع 95 سيارة فقط بخصم.
فتور الطلب
انخفضت المبيعات السنوية لسيارات «تسلا»، لأول مرة منذ أكثر من عشر سنوات، على الرغم من إجراءات التحفيز التى تم إجراؤها فى نهاية العام، والتى قفزت بعمليات التسليم إلى مستوى قياسى فى الربع الرابع من 2024. وباعت الشركة التى يقودها إيلون ماسك 1.79 مليون سيارة العام الماضى، وهو ما كان أقل قليلا عن مبيعات عام 2023، وأقل أيضا من تقديرات المحللين.
وتعكس تلك الأرقام واقعا صادما للتحديات التى تواجه صانعى السيارات الكهربائية. ويثقل الطلب الاستهلاكى الضعيف على السيارات، التى لا تحرق الوقود الأحفورى، على مبيعات السيارات الكهربائية، وهى مشكلة يمكن أن تتفاقم بسبب خطة دونالد ترامب لخفض حوافز السيارات الكهربائية.