رئيس مجلس الإدارة
د.محمد فايز فرحات
رئيس التحرير
إيمان عراقي

ملفات

هل يمكن لمركز البيانات DeepSeek Deep-Six الحصول على تصنيفات ائتمانية؟ صدمة DeepSeek.. وانهيار أسواق التكنولوجيا

12-2-2025 | 14:41

كتب: مصطفي الدمرداش

في 27 يناير الماضي عانت الأسواق المالية العالمية من هزيمة ساحقة بسبب المخاوف المحيطة بتأثير شركة الذكاء الاصطناعي الصينية DeepSeek على هيمنة الشركات الأمريكية. باع المستثمرون أسهم التكنولوجيا وسط مخاوف من أن النموذج الجديد، الذي يبدو فعالا للغاية من حيث التكلفة، قد يقلب الطلب على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي مثل أشباه الموصلات ومراكز البيانات.

وتصاعدت الضجة المثارة حول "ديب سيك" بسبب تميزه بفعالية التكلفة وإمكانية تشغيله باستخدام رقائق أقل تقدما، مما أثار شكوكا حول التقييمات العالية للشركات مثل "نيفيديا"، التي قادت طفرة أسهم الذكاء الاصطناعي العالمية بفضل رقائقها التي تعتبر أساسية لهذه التكنولوجيا. وتراجعت أسهم الشركة التي تتخذ من سانتا كلارا في كاليفورنيا مقرا لها، بما يزيد على 10 % في تداولات ما قبل افتتاح السوق يوم الإثنين الماضي، مما قد يصبح أكبر محو للقيمة السوقية لشركة منفردة في التاريخ. وانخفضت العقود المستقبلية لمؤشر "ناسداك 100" بنسبة 5.2 % صباح الإثنين الماضي، في أكبر انخفاض خلال الجلسة لتلك العقود منذ أغسطس، بينما تراجعت العقود المستقبلية لمؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 2.4%. وفي أوروبا قادت أسهم التكنولوجيا الخسائر في السوق، حيث تراجعت أسهم شركة "ASML Holding" المصنعة لمعدات أشباه الموصلات بما يصل إلى 12%، كما ارتفع مؤشر "Cboe" الذي يقيس تقلبات الأسهم.

 

خسائر تريليونية

أكد سيرن لينج، المدير الإداري في "Union Bancaire Privée" أن "ديب سيك" يؤكد أنه من الممكن تطوير نماذج ذكاء اصطناعي قوية بتكاليف أقل، وهذا قد يؤدي إلى تقويض جدوى الاستثمار في سلسلة التوريد الكاملة للذكاء الاصطناعي، والتي تعتمد على الإنفاق المرتفع من قبل حفنة من الشركات العملاقة". جرى تداول نحو 278 ألف عقد مستقبلي لمؤشر "ناسداك 100" يوم الإثنين الماضي، وهو ما يعادل نحو 3 أضعاف متوسط التداول خلال 30 يوما لهذا الوقت من اليوم، وفقا لبيانات جمعتها بلومبرج.

 

الشركات الصينية تنتعش

في المقابل تحولت المكاسب إلي صالح أسهم الشركات الصينية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، حيث قفزت أسهم شركة "ميريت إنترأكتف" "Merit Interactive" ، وهي من أبرز المرتبطين بـ"ديب سيك" بعدما ذكرت في وثائق سابقة أنها دمجت نموذج الشركة المحلية للذكاء الاصطناعي في أنشطة التسويق الخاصة بها، وفي هونج كونج ارتفع مؤشر "هانج سينج" لأسهم التكنولوجيا بنحو 2 %.

على النقيض من ذلك تراجعت أسهم شركات الذكاء الاصطناعي في أماكن أخرى من العالم مع إعادة المستثمرين تقييمهم لافتراضات حول قدرات الحوسبة والطاقة، وانخفض سهم شركة "Siemens Energy"، إحدى الشركات القليلة المستفيدة من الذكاء الاصطناعي في أوروبا، بنسبة 22 %.

يتزامن تراجع العقود المستقبلية لمؤشر "ناسداك" مع بداية أسبوع حافل بنتائج الأرباح لشركات التكنولوجيا الكبرى، بما في ذلك "أبل" و"مايكروسوفت"، ومن المتوقع أن تتباطأ وتيرة نمو الأرباح، في حين أن التقييمات لا تزال مرتفعة، مما يثير القلق مجددا حول الارتفاع الكبير الذي شهده القطاع بسبب الذكاء الاصطناعي.

ويتداول مؤشر ناسداك 100 عند مكرر ربحية يبلغ 27 ضعفا، مقارنة بمتوسطه على مدار 3 سنوات البالغ 24 ضعفا، أما شركة "نيفيديا" فتُتداول عند 33 ضعفا، وهو ما يقل بشكل طفيف عن متوسطها على مدى 3 سنوات.

يلقي إطلاق نموذج "ديب سيك" بظلال جديدة من الشك، ويتحدى الفكرة السائدة بأن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في الصين متأخرة بسنوات عن نظيراتها الأمريكية، كما أن القيود التجارية التي فرضتها واشنطن حالت دون حصول الصين على الرقائق الأكثر تقدما، لكن نموذج "ديب سيك" تم بناؤه باستخدام تقنية مفتوحة المصدر يسهل الوصول إليها.

وارتفعت الأسهم الآسيوية جزئيا بفضل التفاؤل بشأن تطورات الذكاء الاصطناعي في الصين، متجاهلة تأثير قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بفرض رسوم جمركية على كولومبيا، وذلك قبل أن يتراجع عن القرار في وقت لاحق، والذي أدى إلى تراجع شهية المخاطرة في الأسواق الأخرى.

وسجلت الأسواق مكاسب في اليابان وهونج كونج، بينما استقرت الأسهم في الصين بعد تحقيق مكاسب مبكرة، وشهدت شركات التكنولوجيا الصينية المرتبطة بنموذج أعمال شركة "DeepSeek" ارتفاعا ملحوظا، بعد أن اكتسبت شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة زخما واسعا. في المقابل تراجعت العقود الآجلة الأمريكية في التداولات الآسيوية وسط مخاوف من أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي الصينية قد تهدد الهيمنة التكنولوجية الأميركية.

وارتفع الدولار الأمريكي إلى جانب صعود عوائد سندات الخزانة، مما يعكس حالة من الحذر بعد أن أمر ترامب بفرض رسوم جمركية على كولومبيا بسبب رفضها استقبال المهاجرين المرحلين من الولايات المتحدة. في المقابل تراجع البيزو المكسيكي.

 

التأثيرات السوقية

في حين تشعر أسواق الأسهم بالقلق إزاء التقييمات وتوقعات أشباه الموصلات إذا كان من الممكن تدريب نموذج الذكاء الاصطناعي المتطور على جزء بسيط من تقديرات التكلفة المتوقعة سابقا، فإن مستثمري ديون مراكز البيانات سيكونون مهتمين بمعرفة ما إذا كانت أساسيات الائتمان لطلب مركز البيانات وتجديد الإيجارات، والتي دعمت تصنيفات ائتمان ديون مراكز البيانات على مدار العامين الماضيين بعد ظهور OpenAI المذهل بنفس القدر في ChatGPT، تتأثر سلبا أيضا.

في حين قد يكون هناك بعض الاضطرابات قصيرة الأجل التي تؤثر على جودة الائتمان لمراكز البيانات قيد التطوير ولم يتم نشرها بعد إذا تم تأكيد قدرات DeepSeek المزعومة بشكل مستقل، فإن طريقة أكثر فعالية من حيث التكلفة لإجراء حسابات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تكون مفيدة للأساسيات الائتمانية لنظام مركز البيانات بأكمله على المدى الطويل.

وتظل القدرات الفعلية لشركة DeepSeek غير واضحة، على الرغم من أنها لم تجتذب انتباه عالم التمويل حتى الآن، فقد تابعها مجتمع الذكاء الاصطناعي منذ تأسيسها في عام 2023. ولم يكن إصدار نموذجها مفتوح المصدر غير متوقع وكان معروفا باتخاذ بعض التدابير التبسيطية مقارنة بشركات الذكاء الاصطناعي الأمريكية. ومن المهم الإشارة إلى أن القدرات الكاملة للنموذج لا تزال بحاجة إلى التحقق، و DeepSeek نفسها شفافة تماما فى اعترافها بأن تكلفة الحوسبة أعلى من نماذج الذكاء الاصطناعي الأخرى.

وعلى الرغم من الاستثمار الضخم الذي قامت به شركات الذكاء الاصطناعي الكبرى في مراكز البيانات الضخمة وأشباه الموصلات حتى الآن، فإن خدمات الذكاء الاصطناعي لا تزال لا تملك مسارا للربحية، مما يؤدي إلى مخاوف من تباطؤ الاستثمار وانفجار فقاعة الاستثمار في القطاعات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي إذا بدأت الشركات تشعر بأن استثمارها لن يعود عليها بعائد. ويمكن أن تساعد التطورات التي تسمح بنشر الذكاء الاصطناعي بشكل أكثر فعالية من حيث التكلفة في استقرار صناعة الذكاء الاصطناعي في الأمد البعيد، وهو ما يعود بالنفع على الطلب على مراكز البيانات في الأمد البعيد.

وبشكل عام نتوقع أن تظل مراكز البيانات القائمة ذات الأساسيات الائتمانية القوية ــ أي فترات الإيجار الطويلة الأجل ونقاط التجديد الطويلة الأجل ــ غير متأثرة إلى حد كبير، وأن تظل حالة التصنيف الائتماني لهذه المرافق قوية.

وهذا يتفق مع تجربة دورات الاستثمار السابقة في التكنولوجيا العالية مثل الركود الشديد في قطاع الاتصالات، الذي أعقب انهيار الإنترنت في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، حيث تم امتصاص الحماس الأولي وفائض الطاقة الاستثمارية في نهاية المطاف مع تزايد الطلب الطويل الأجل.

ولكن على الرغم من أن الصناعة ككل خضعت لتقليص قصير الأجل، فإن عدم اليقين بشأن متطلبات طاقة الكمبيوتر الفعلية في المستقبل قد يعني أن مشغلي الحوسبة الضخمة سوف يسعون إلى الحصول على فترات إيجار أقصر مع المزيد من نقاط التجديد في المرافق التي هي حاليا في خط أنابيب التطوير، من أجل الاحتفاظ بالمرونة لإدارة هذا التقلب.

 

 

اختراق DeepSeek الذكاء الاصطناعي يكشف ضعف التعريفات الجمركية

كشف الاختراق الذي حققته شركة DeepSeek في مجال الذكاء الاصطناعي عن حدود الرسوم الجمركية التي ينوى ترامب فرضها، مما يشكل تحديا لقدرة واشنطن على كبح جماح الصعود التكنولوجي للصين، وفقا لرأي نايجل جرين، الرئيس التنفيذي لشركة لمجموعة ديفير للاستشارات المالية وإدارة الأصول العالمية، فقد نجحت شركة صينية ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي في تطوير نموذج ذكاء اصطناعي فعال من حيث التكلفة يعمل على شرائح أقل تقدما، وهو ما يثبت أن الابتكار قادر على التغلب على القيود التجارية.

ولسنوات استخدمت إدارة ترامب التعريفات الجمركية كأداة لكبح تقدم بكين وحماية هيمنة الولايات المتحدة، وخاصة في الصناعات الرئيسية مثل أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي. ويشير نجاح DeepSeek إلى أن هذه الاستراتيجية تفقد ميزتها.

وقال نايجل جرين، الرئيس التنفيذي لمجموعة ديفير: إن هذا بمثابة جرس إنذار للأسواق، وإن الافتراض القائل بأن التعريفات الجمركية قد تحتوي على طموحات الصين التكنولوجية قد بدأ يتلاشى في الوقت الفعلي. وأشار جرين إلى إن الاختراق الذي حققته شركة DeepSeek هو دليل على أن الابتكار سيجد دائما طريقا للمضي قدما، بغض النظر عن الحواجز الاقتصادية.

فبدلا من أن تتعرض الصين للعجز بسبب العقوبات الأمريكية عملت بكين على تنمية نماذج الذكاء الاصطناعي التي تتطلب قوة حوسبة أقل بكثير، مما قلل من اعتمادها على التكنولوجيا الأمريكية وتآكل نفوذ الولايات المتحدة على سلاسل التوريد العالمية.

ولقد بدأت الأسواق تتفاعل بالفعل، حيث تتعرض أسهم أشباه الموصلات في الولايات المتحدة لضغوط، حيث يحاول المستثمرون استيعاب تداعيات المستقبل، فقد يضعف الطلب على الرقائق عالية الجودة، كما تتراجع أسهم التكنولوجيا الأوروبية، مما يعكس حالة عدم اليقين الأوسع نطاقا حول ما إذا كانت وادي السيليكون قادرة على الحفاظ على قبضتها على مستقبل الذكاء الاصطناعي.

ويشير جرين إلى أنه يجب على المستثمرين أن ينتبهوا إلى هذا التحول، وإذا لم تعد شركات الذكاء الاصطناعي الصينية بحاجة إلى الرقائق الأمريكية المتطورة، فإن أحد الركائز الأساسية لاستراتيجية واشنطن سوف ينهار.

ويثير الاختراق الذي حققته شركة DeepSeek تساؤلات حول ما إذا كانت مثل هذه التدابير ستكون فعالة في عالم يتفوق فيه التقدم التكنولوجي بشكل متزايد على القيود الاقتصادية.

وبالنسبة لصناع السياسات في الولايات المتحدة، تتطلب هذه اللحظة إعادة تقييم، فإذا كانت الرسوم الجمركية بمثابة أداة غير دقيقة لفرض أولويات التجارة، لكن فعاليتها ضئيلة، وإذا تمكنت الصين من الاستمرار في تطوير قدرات الذكاء الاصطناعي المتقدمة دون الوصول إلى أشباه الموصلات الأمريكية المتطورة، فإن ترسانة واشنطن الاقتصادية ستبدو قديمة بشكل متزايد، كما يقول الرئيس التنفيذي لمجموعة ديفير.

إن التحدي لم يعد يقتصر على احتواء الصين فحسب، بل يتلخص أيضا في ضمان بقاء أمريكا في طليعة الابتكار العالمي، وهذا يتطلب الاستثمار في البحوث، واستراتيجية صناعية أكثر قوة، وسياسات تحفز الاختراقات المحلية بدلا من الاعتماد على التدابير العقابية ضد المنافسين. ويختتم جرين قوله: إن صعود DeepSeek ليس مجرد علامة فارقة بالنسبة للصين، بل إنه بمثابة تحذير للولايات المتحدة.

وربما كانت الرسوم الجمركية ناجحة في حقبة سابقة، ولكن في عالم اليوم، تتحدد القوة الاقتصادية من خلال من يبتكر بشكل سريع، وإذا استمرت واشنطن في الاعتماد على القيود بدلا من المضي قدما في الداخل، فإنها تخاطر بالتخلف عن الركب.

 

DeepSeek يتفوق على ChatGPT بزيادة 50 ضعفا في محرك جوجل خلال أسبوع

كشفت الأبحاث التي أجرتها شركة Finbold أنه في الأسبوع المنتهى يوم الإثنين 27 يناير، ارتفعت النتيجة العالمية لمحرك البحث DeepSeek في مؤشرات جوجل خمسين ضعفا، لتصل إلى 100، وهو أعلى رقم ممكن لمنطقة وإطار زمني محددين، وعلى الرغم من أن النتيجة كانت الأعلى في الصين حتى الآن، إلا أن النموذج الجديد ارتفع أيضا فوقChatGPT في الولايات المتحدة.

وشهدت هونج كونج أيضا اهتماما استثنائيا واحتلت المركز الثاني، في حين تشمل البلدان التي تم البحث فيها أيضا عن DeepSeek بشكل كبير، بترتيب تنازلي، سنغافورة وتونس والمغرب ونيبال والجزائر وإثيوبيا والأردن وكينيا.

على وجه التحديد بلغت درجة نموذج الذكاء الاصطناعي في Google Trends 100 في الصين، و22 في هونج كونج، و16 في سنغافورة، و6 في الولايات المتحدة. وكان الارتفاع في الاهتمام واضحا أيضا على متجر Google Play، حيث احتل تطبيق DeepSeek المركز الأول، مما أدى إلى حجم كاف- وربما هجوم إلكتروني- لضمان تقييد الوصول للمستخدمين الذين لديهم رقم هاتف صيني.

وأدى ظهور لاعب رئيسي جديد في صناعة الذكاء الاصطناعي إلى حمام دم في سوق الأوراق المالية، حيث تضررت شركة أشباه الموصلات العملاقة "NVDA" بشكل خاص، وخسرت ما يقرب من 600 مليار دولار من قيمتها السوقية، وهو أكبر انخفاض في تقييم شركة واحدة في يوم واحد.

ومع ذلك، وكما أشار أندريا ستويانوفيتش، أحد المشاركين في تأليف البحث، كانت هناك بعض الفوائد المباشرة: كان لتقديم منافسة جديدة وقوية تأثير إيجابي فوري على المستهلكين، حيث وعد سام ألتمان من Open AI بميزات إضافية لمستخدمي Chat GPT الدافعين.

 

اخر اصدار