رئيس مجلس الإدارة
د.محمد فايز فرحات
رئيس التحرير
إيمان عراقي

مقالات

الطماع فريسة النصاب

18-3-2025 | 21:16

“مستريح”‭ ‬أونلاين‭ ‬يحصد‭ ‬6‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬ويهرب‭ ‬

بقلم‭: ‬إيمان‭ ‬عراقي‭ - ‬رئيس‭ ‬التحرير

يقول‭ ‬المثل‭ ‬“عدة‭ ‬النصاب‭ ‬طماع”،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬ويتكرر‭ ‬بشكل‭ ‬دورى‭ ‬فى‭ ‬مصر،‭ ‬وكأن‭ ‬ما‭ ‬فات‭ ‬قد‭ ‬مات،‭ ‬لدينا‭ ‬سِجل‭ ‬أسود‭ ‬لتوظيف‭ ‬الأموال‭ ‬انتهى‭ ‬نهاية‭ ‬درامية‭ ‬بفقد‭ ‬المودعين‭ ‬أموالهم‭ ‬وسجن‭ ‬المحتال‭ ‬أو‭ ‬هروبه‭ ‬خارج‭ ‬مصر،‭ ‬وفى‭ ‬الحقيقة‭ ‬تنتابنى‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الدهشة‭ ‬والاستنكار‭ ‬عند‭ ‬تكرار‭ ‬حالات‭ ‬النصب‭ ‬والاحتيال،‭ ‬فما‭ ‬الذى‭ ‬يدفع‭ ‬شخص‭ ‬إلى‭ ‬ترك‭ ‬ماله‭ ‬الذى‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أنه‭ ‬تعب‭ ‬فى‭ ‬الحصول‭ ‬عليه‭ ‬لشخص‭ ‬آخر‭ ‬بحجة‭ ‬الاستثمار،‭ ‬فى‭ ‬الوقت‭ ‬الذى‭ ‬تمنح‭ ‬فيه‭ ‬شهادات‭ ‬البنوك‭ ‬عائدا‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬27‭ ‬%؟‭ ‬حاولت‭ ‬أن‭ ‬أضع‭ ‬نفسى‭ ‬مكانه‭ ‬ولم‭ ‬أجد‭ ‬مبررا‭ ‬واضحا‭ ‬ولم‭ ‬أجد‭ ‬سببا،‭ ‬والأصعب‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬تحدث‭ ‬حادثة‭ ‬أخيرة‭ ‬النصاب‭ ‬فيها‭ ‬منصة‭ ‬إلكترونية،‭ ‬فإذا‭ ‬كان‭ ‬الأشخاص‭ ‬لديهم‭ ‬رصيد‭ ‬من‭ ‬الثقة‭ ‬وخاصة‭ ‬فى‭ ‬القرى‭ ‬والأرياف‭ ‬التى‭ ‬تحرم‭ ‬فوائد‭ ‬البنوك،‭ ‬فما‭ ‬الذى‭ ‬يدفع‭ ‬شخصا‭ ‬للثقة‭ ‬بمنصة‭ ‬قد‭ ‬تغلق‭ ‬أبوابها‭ ‬فى‭ ‬لحظة‭ ‬وتهرب،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬حدث؟

نصب‭ ‬إلكترونى

تعرض‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليون‭ ‬شخص،‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬مصريون،‭ ‬لعملية‭ ‬احتيال‭ ‬كبرى‭ ‬نفذتها‭ ‬منصة‮ ‬FBC‮ ‬الإلكترونية،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬خسائر‭ ‬مالية‭ ‬تجاوزت‭ ‬6‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭. ‬وتسببت‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬فى‭ ‬تكبيد‭ ‬أعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المستثمرين‭ ‬على‭ ‬المنصة‭ ‬خسائر‭ ‬كبيرة،‭ ‬إذ‭ ‬وقعوا‭ ‬ضحية‭ ‬لوعود‭ ‬كاذبة‭ ‬بالثراء‭ ‬السريع،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استخدام‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعى‭.‬

وظهرت‭ ‬منصة‮ ‬FBC‮ ‬كمنصة‭ ‬استثمارية‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت،‭ ‬مدعية‭ ‬تقديم‭ ‬فرص‭ ‬ربحية‭ ‬مغرية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تنفيذ‭ ‬مهام‭ ‬يومية‭ ‬بسيطة‭ ‬مقابل‭ ‬عوائد‭ ‬مالية‭ ‬مرتفعة‭. ‬تم‭ ‬إطلاق‭ ‬التطبيق‭ ‬على‭ ‬متجرى‭ ‬جوجل‭ ‬وأبل‭ ‬فى‭ ‬فبراير‭ ‬الجارى‭ ‬واستقطب‭ ‬نحو‭ ‬15‭ ‬ألف‭ ‬مستخدم‭ ‬قاموا‭ ‬بتنزيله،‭ ‬حيث‭ ‬اعتمدت‭ ‬المنصة‭ ‬على‭ ‬نظام‭ ‬اشتراكات،‭ ‬يختار‭ ‬المستخدم‭ ‬فيها‭ ‬باقة‭ ‬استثمارية‭ ‬معينة،‭ ‬منها‭ ‬باقة‭ ‬للمشتركين‭ ‬المصريين‭ ‬بقيمة‭ ‬11‭,‬200‭ ‬جنيه‭ ‬مصرى‭ ‬تتيح‭ ‬للمستثمر‭ ‬ربح‭ ‬490‭ ‬جنيها‭ ‬يوميا‭ ‬ومكافأة‭ ‬قدرها‭ ‬5‭,‬000‭ ‬جنيه،‭ ‬مع‭ ‬إمكانية‭ ‬تنفيذ‭ ‬35‭ ‬مهمة‭ ‬يوميا‭.‬

اعتمد‭ ‬المحتالون‭ ‬على‭ ‬استراتيجيات‭ ‬تسويقية‭ ‬جذابة،‭ ‬مستخدمين‭ ‬مؤثرين‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعى‭ ‬للترويج‭ ‬للمنصة،‭ ‬ما‭ ‬أكسبها‭ ‬مصداقية‭ ‬خادعة‭. ‬وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬استغلوا‭ ‬رغبة‭ ‬الكثيرين‭ ‬فى‭ ‬تحسين‭ ‬أوضاعهم‭ ‬المالية‭ ‬بسرعة،‭ ‬ما‭ ‬جعلهم‭ ‬فريسة‭ ‬سهلة‭ ‬لهذه‭ ‬العملية‭ ‬الاحتيالية‭.‬

وخلال‭ ‬الأسبوعين‭ ‬الأخيرين،‭ ‬حذرت‭ ‬تقارير‭ ‬على‭ ‬شبكات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعى‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬منصة‮ ‬FBC‮ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬استمرارا‭ ‬لمنصات‭ ‬احتيالية‭ ‬سابقة،‭ ‬مثل‮ ‬PHD،‭ ‬التى‭ ‬احتالت‭ ‬على‭ ‬مستثمرين‭ ‬فى‭ ‬الأردن‭ ‬بملايين‭ ‬الدنانير‭. ‬وفضلا‭ ‬عن‭ ‬ذلك،‭ ‬أشار‭ ‬موقع‮ ‬BrokerChooser‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬شركة‮ ‬Different Choice Fbc Inc،‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالمنصة،‭ ‬غير‭ ‬منظمة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬هيئات‭ ‬مالية‭ ‬ذات‭ ‬معايير‭ ‬صارمة،‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬مخاطر‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭.‬

وبعدما‭ ‬خدعت‭ ‬منصة‮ ‬FBC‮ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬واستولت‭ ‬على‭ ‬أموالهم،‭ ‬تقدم‭ ‬المئات‭ ‬من‭ ‬الضحايا‭ ‬فى‭ ‬عدة‭ ‬محافظات‭ ‬مصرية‭ ‬ببلاغات‭ ‬رسمية‭ ‬ضد‭ ‬إدارة‭ ‬المنصة،‭ ‬متهمين‭ ‬إياها‭ ‬بالاحتيال‭ ‬والاستيلاء‭ ‬على‭ ‬أموالهم‭. ‬وأفاد‭ ‬بعض‭ ‬الضحايا‭ ‬بأنهم‭ ‬باعوا‭ ‬ممتلكاتهم‭ ‬واستدانوا‭ ‬للاستثمار‭ ‬فى‭ ‬المنصة،‭ ‬على‭ ‬أمل‭ ‬فى‭ ‬تحقيق‭ ‬أرباح‭ ‬سريعة‭. ‬وأوضح‭ ‬أحد‭ ‬الضحايا،‭ ‬على‭ ‬منصة‭ ‬“إكس”،‭ ‬أنه‭ ‬استثمر‭ ‬مبلغا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬المال‭ ‬بعد‭ ‬مشاهدة‭ ‬إعلانات‭ ‬مغرية‭ ‬تعد‭ ‬بعوائد‭ ‬مرتفعة،‭ ‬لكنه‭ ‬فوجئ‭ ‬بإغلاق‭ ‬المنصة‭ ‬واختفاء‭ ‬أمواله،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تدهور‭ ‬حالته‭ ‬المالية‭ ‬والنفسية‭.‬

تاريخ‭ ‬أسود

التاريخ‭ ‬الأسود‭ ‬لشركات‭ ‬توظيف‭ ‬الأموال‭ ‬بدأ‭ ‬منذ‭ ‬مطلع‭ ‬الثمانينيات،‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬شهد‭ ‬ظهور‭ ‬هذا‭ ‬النشاط‭ ‬بقوة،‭ ‬لما‭ ‬اتسم‭ ‬به‭ ‬هذا‭ ‬العقد‭ ‬من‭ ‬انخفاض‭ ‬أسعار‭ ‬الفائدة‭ ‬بالجهاز‭ ‬المصرفى،‭ ‬وارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬الذهب‭ ‬وركود‭ ‬السوق‭ ‬العقارى،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الركود‭ ‬الاقتصادى‭ ‬بصفة‭ ‬عامة،‭ ‬لضعف‭ ‬أوجه‭ ‬الاستثمار،‭ ‬وقد‭ ‬كانت‭ ‬تلك‭ ‬الظروف‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الصعبة‭ ‬مناخا‭ ‬مناسبا‭ ‬لظهور‭ ‬هذا‭ ‬النشاط‭ ‬الذى‭ ‬اجتذب‭ ‬السواد‭ ‬الأعظم‭ ‬من‭ ‬رءوس‭ ‬الأموال‭ ‬المتوسطة‭ ‬والصغيرة‭ ‬نظير‭ ‬عائد‭ ‬شهرى‭ ‬أو‭ ‬سنوى‭ ‬تجاوز‭ ‬أحيانا‭ ‬3‭ % ‬شهريا،‭ ‬وقد‭ ‬استظل‭ ‬القائمون‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النشاط‭ ‬تحت‭ ‬عباءة‭ ‬الدين‭ ‬والأرباح‭ ‬الإسلامية،‭ ‬واستطاعوا‭ ‬اجتذاب‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬المودعين‭ ‬والاستيلاء‭ ‬على‭ ‬مئات‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬أموالهم،‭ ‬والتى‭ ‬بلغت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليار‭ ‬و600‭ ‬ألف‭ ‬دولار،‭ ‬وتمكنوا‭ ‬من‭ ‬النفاذ‭ ‬إلى‭ ‬شخصيات‭ ‬سياسية‭ ‬ودينية‭ ‬واقتصادية،‭ ‬كما‭ ‬وجدوا‭ ‬دعما‭ ‬حكوميا‭ ‬آنذاك‭ ‬من‭ ‬وزراء‭ ‬عملوا‭ ‬مستشارين‭ ‬قانونيين‭ ‬لديهم،‭ ‬وحصلوا‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬فتاوى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشايخ‭ ‬الذين‭ ‬لهم‭ ‬مكانتهم‭ ‬وتأثيرهم‭ ‬فى‭ ‬المجتمع‭.‬

ومن‭ ‬أشهر‭ ‬قضايا‭ ‬توظيف‭ ‬الأموال‭ ‬قضية‭ ‬الريان‭ ‬التى‭ ‬بدأت‭ ‬حين‭ ‬اكتشفت‭ ‬الحكومة‭ ‬أن‭ ‬أموال‭ ‬المودعين‭ ‬التى‭ ‬حصل‭ ‬عليها‭ ‬الريان‭ ‬وأسرته‭ ‬ضاربوا‭ ‬فى‭ ‬البورصات‭ ‬العالمية،‭ ‬وحولوا‭ ‬جزءا‭ ‬كبيرا‭ ‬منها‭ ‬إلى‭ ‬بنوك‭ ‬فى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ودول‭ ‬أوروبا،‭ ‬وبلغ‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬تحويله‭ ‬طبقا‭ ‬للأرقام‭ ‬المعلنة‭ ‬رسميا‭ ‬والتى‭ ‬كشف‭ ‬عنها‭ ‬المدعى‭ ‬العام‭ ‬الاشتراكى‭ ‬وقتها‭ ‬3‭ ‬مليارات‭ ‬و280‭ ‬مليون‭ ‬جنيه،‭ ‬وظلت‭ ‬مشكلة‭ ‬المودعين‭ ‬دون‭ ‬حل‭ ‬ولم‭ ‬يحصل‭ ‬أغلبهم‭ ‬إلا‭ ‬على‭ ‬5ـ‭% ‬فقط‭ ‬من‭ ‬مستحقاتهم‭ ‬دون‭ ‬فوائد‭.‬

أيضا‭ ‬أشرف‭ ‬السعد‭ ‬وهو‭ ‬رجل‭ ‬أعمال‭ ‬مصرى‭ ‬مقيم‭ ‬فى‭ ‬لندن،‭ ‬وكانت‭ ‬الحكومة‭ ‬المصرية‭ ‬قد‭ ‬فرضت‭ ‬الحراسة‭ ‬على‭ ‬ممتلكاته‭ ‬لمدة‭ ‬15‭ ‬سنة،‭ ‬وهو‭ ‬رئيس‭ ‬مجموعة‭ ‬السعد‭ ‬للاستثمار‭ ‬وصاحب‭ ‬إحدى‭ ‬أكبر‭ ‬شركات‭ ‬توظيف‭ ‬الأموال،‭ ‬وقد‭ ‬وصلت‭ ‬قيمة‭ ‬الأموال‭ ‬التى‭ ‬يديرها‭ ‬إلى‭ ‬نحو‭ ‬23‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭. ‬من‭ ‬الريان‭ ‬والسعد‭ ‬إلى‭ ‬الشريف‭ ‬والهدى‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬شركات‭ ‬توظيف‭ ‬الأموال‭ ‬التى‭ ‬استطاعت‭ ‬نهب‭ ‬أموال‭ ‬البسطاء‭ ‬والطامحين‭ ‬إلى‭ ‬مستقبل‭ ‬أفضل‭ ‬بدعوى‭ ‬توظيفها‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬الدين،‭ ‬وقد‭ ‬راح‭ ‬ضحية‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬الكثير‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬الأبرياء‭.‬

ضحايا‭ ‬أم‭ ‬شركاء‭  ‬

يمكننى‭ ‬تقدير‭ ‬موقف‭ ‬من‭ ‬تم‭ ‬التلاعب‭ ‬بأموالهم‭ ‬فى‭ ‬الثمانينيات وفى‭ ‬ظل‭ ‬ثقة‭ ‬عمياء‭ ‬لأشخاص‭ ‬تستروا‭ ‬بالدين‭ ‬والحرام‭ ‬والحلال‭ ‬وربما‭ ‬نجحوا‭ ‬فى‭ ‬تحقيق‭ ‬أرباح‭ ‬قوية‭ ‬وقتها،‭ ‬وفى‭ ‬ظل‭ ‬صمت‭ ‬الحكومة‭ ‬وتركهم‭ ‬حتى‭ ‬حدثت‭ ‬كوارث‭ ‬النصب‭ ‬واكتملت‭ ‬أركان‭ ‬الجريمة،‭ ‬أما‭ ‬الآن‭ ‬ونحن‭ ‬فى‭ ‬عام‭ ‬2025‭ ‬لا‭ ‬أجد‭ ‬أى‭ ‬مبرر‭ ‬مقبول‭ ‬لمثل‭ ‬هؤلاء،‭ ‬وقنوات‭ ‬الاستثمار‭ ‬كثيرة‭ ‬ومتعددة،‭ ‬منها‭ ‬الذهب‭ ‬والفضة‭ ‬والاستثمار‭ ‬فى‭ ‬البورصة‭ ‬والاستثمار‭ ‬فى‭ ‬منتجات‭ ‬البنوك‭ ‬الكثيرة،‭ ‬وهنا‭ ‬يصعب‭ ‬على‭ ‬أى‭ ‬نصاب‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬أموال،‭ ‬لأن‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬سوابق‭ ‬تجعل‭ ‬الثقة‭ ‬بأى‭ ‬شخص‭ ‬أو‭ ‬منصة‭ ‬أمرا‭ ‬ساذجا‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬تبريره،‭ ‬لأن‭ ‬السبب‭ ‬الوحيد‭ ‬فى‭ ‬الجرى‭ ‬خلف‭ ‬هذه‭ ‬المصادر‭ ‬هو‭ ‬الطمع‭ ‬فقط‭.‬

فى‭ ‬مقابل‭ ‬العائد‭ ‬المالى‭ ‬يتم‭ ‬إخفاء‭ ‬الموضوع‭ ‬كله،‭ ‬ولا‭ ‬يبلغون‭ ‬عنهم‭ ‬إلا‭ ‬حينما‭ ‬تقع‭ ‬المصيبة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬هروب‭ ‬النصاب،‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬إمكانية‭ ‬الوفاء‭ ‬بتلك‭ ‬الفائدة‭ ‬لعدم‭ ‬وجود‭ ‬مشروعات‭ ‬حقيقية‭ ‬تعود‭ ‬بتلك‭ ‬الفائدة‭ ‬المرتفعة،‭ ‬لأنه‭ ‬غالبا‭ ‬ما‭ ‬يدعى‭ ‬أنه‭ ‬يعمل‭ ‬بالأشياء‭ ‬الهامشية‭ ‬التى‭ ‬تحقق‭ ‬ربحا‭ ‬سريعا‭ ‬مثل‭ ‬التليفونات‭ ‬المحمولة‭ ‬وكروت‭ ‬الشحن‭ ‬وتجارة‭ ‬الأغذية‭ ‬المحفوظة‭ ‬وأعمال‭ ‬البورصة‭ ‬وتجارة‭ ‬الأراضى‭ ‬والمضاربة‭ ‬فيها،‭ ‬ويصدقه‭ ‬أصحاب‭ ‬الأموال‭ ‬الذين‭ ‬يرغبون‭ ‬فى‭ ‬الربح‭ ‬السريع‭ ‬دون‭ ‬مجهود‭ ‬من‭ ‬ناحيتهم‭.‬

كلام‭ ‬القانون

فى‭ ‬ظل‭ ‬تزايد‭ ‬جرائم‭ ‬الاحتيال‭ ‬الإلكترونى،‭ ‬سعى‭ ‬المشرع‭ ‬المصرى‭ ‬إلى‭ ‬تشديد‭ ‬العقوبات‭ ‬على‭ ‬مرتكبى‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم،‭ ‬حيث‭ ‬أقرَّ‭ ‬قانون‭ ‬مكافحة‭ ‬جرائم‭ ‬الإنترنت‭ ‬عقوبات‭ ‬لمرتكبى‭ ‬جرائم‭ ‬الاحتيال‭ ‬الإلكترونى‭ ‬وسرقة‭ ‬أموال‭ ‬المواطنين‭ ‬فى‭ ‬الفضاء‭ ‬الإلكترونى‭. ‬وينص‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يُعاقب‭ ‬بالحبس‭ ‬مدة‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر،‭ ‬وبغرامة‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬ثلاثين‭ ‬ألف‭ ‬جنيه،‭ ‬ولا‭ ‬تتجاوز‭ ‬خمسين‭ ‬ألف‭ ‬جنيه،‭ ‬أو‭ ‬بإحدى‭ ‬هاتين‭ ‬العقوبتين،‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬استخدم‭ ‬الشبكة‭ ‬المعلوماتية‭ ‬أو‭ ‬إحدى‭ ‬وسائل‭ ‬تقنية‭ ‬المعلومات‭ ‬فى‭ ‬الوصول‭ ‬دون‭ ‬وجه‭ ‬حق‭ ‬إلى‭ ‬أرقام‭ ‬أو‭ ‬بيانات‭ ‬أو‭ ‬بطاقات‭ ‬البنوك‭ ‬والخدمات‭ ‬أو‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬أدوات‭ ‬الدفع‭ ‬الإلكترونية‭.‬

ووفقا‭ ‬لتعديلات‭ ‬مقترحة‭ ‬على‭ ‬قانون‭ ‬مكافحة‭ ‬جرائم‭ ‬تقنية‭ ‬المعلومات،‭ ‬تم‭ ‬مناقشتها‭ ‬فى‭ ‬أواخر‭ ‬عام‭ ‬2024‭ ‬بمجلس‭ ‬النواب‭ ‬المصرى،‭ ‬يُعاقب‭ ‬بالسجن‭ ‬مدة‭ ‬لا‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬ارتكب‭ ‬جريمة‭ ‬النصب‭ ‬باستخدام‭ ‬وسائل‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬والاتصال‭ ‬عبر‭ ‬شبكة‭ ‬الإنترنت‭. ‬وفى‭ ‬حال‭ ‬توجيه‭ ‬الطرق‭ ‬الاحتيالية‭ ‬إلى‭ ‬الجمهور‭ ‬دون‭ ‬تمييز،‭ ‬ما‭ ‬يترتب‭ ‬عليه‭ ‬استيلاء‭ ‬الجانى‭ ‬على‭ ‬مبالغ‭ ‬مالية‭ ‬كبيرة‭ ‬أو‭ ‬وقوع‭ ‬الجريمة‭ ‬على‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأشخاص،‭ ‬تكون‭ ‬العقوبة‭ ‬السجن‭ ‬المشدد‭. ‬وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬يُعاقب‭ ‬بالحبس‭ ‬مدة‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬عن‭ ‬سنة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬شرع‭ ‬فى‭ ‬ارتكاب‭ ‬جريمة‭ ‬النصب‭ ‬الإلكترونى‭.‬

اخر اصدار