رئيس مجلس الإدارة
د.محمد فايز فرحات
رئيس التحرير
إيمان عراقي

تحقيقات

حدودنا خط أحمر ودماء الشهداء تحفظها عبر الأجيال

19-3-2025 | 21:11

خبراء إستراتيجيون: تنمية سيناء أكبر رد على أضغاث أحلال الطامعين

 

الطفرة التنموية لأرض الفيروز فى عهد الرئيس السيسى حصن منيع لسيناء

 

اللواء سمير فرج: أنفاق القناة والمطابع والمزارع ضاعفت معدلات التنمية على أرض الفيروز

 

اللواء دكتور هشام الحلبى: سيناء مؤمنة بقوات مسلحة قوية ومحترفة ومعدلات تنمية متزايدة

 

تحقيق: عبد الناصر منصور

 

 

دائما ما كانت سيناء محل أطماع الغزاة المحتلين ليس فى الوقت الراهن فقط، بل منذ مئات السنين، إلا أن الطفرة التنموية الملحوظة لسيناء خلال السنوات العشر الأخيرة، منذ أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة فى عام 2014، المشروع القومى المتكامل لحماية وتنمية سيناء على جميع المستويات؛ يؤكد أنها فى قلب ووجدان كل المصريين وأنها لا تمثل رقعة جغرافية عادية داخل الوطن، إذ ارتوت أرضها بدماء خيرة شباب مصر على مدى التاريخ دفاعا عن ترابها.

 

 كما أن تنمية سيناء هى الضمانة الأساسية لحمايتها من الأطماع التى كانت تظهر على استحياء إلى أن بدأت تخرج إلى العلانية سواء من إسرائيل أو القوى الدولية الداعمة لها، فى إطار مخطط تصفية القضية الفلسطينية.

 

تحتفل مصر في هذه الأيام بذكرى يوم الشهيد الذي يوكب يوم ٩ مارس من كل عام، كما تحتفل بذكرى انتصارات العاشر من رمضان الذي حقق الجيش المصري أعظم انتصاراته، وفي هذا التحقيق نلقي الضوء علي ما تم من تنمية في سيناء وحمايتها بالقوات المسلحة والتنمية من أي اطماع خارجية.

 

ويقول اللواء دكتور سمير فرج الخبير الإستراتيجى ومدير الشئون المعنوية الأسبق، إن تأمين سيناء بالتنمية ولذلك عملنا أنفاق قناة السويس وأنشئنا 3 مصانع أسمنت، بالإضافة إلى مجمع مصانع الجفجافة المتخصصة فى الرخام حيث تقوم بتقطيع وتصنيع الرخام وتصديره للخارج وكذلك مصانع الأغذية فى شمال العريش لعمل معلبات عصائر ومربات من التين والفراولة وغيرها للسوق المحلى والتصدير للخارج.

 

وأضاف فرج أنه تم تطوير بحيرة البردويل وعمل مصنع ثلج ومصنع فوم لتعبئة الأسماك والتصدير من المطار الموجود هناك حيث تم تطويرة والتصدير منه لأوروبا وتم إنشاء مدرسة ثانوية سمكية لتعليم أبناء سيناء للعمل فى مجال صيد الاسماك والعمل فى مصانع تعبئتها.

 

وقال نزرع نصف مليون فدان وفقدنا ميناء العريش الجديد وأنشأنا وطورنا كميات كبيرة من الطرق الرئيسية والفرعية فكل ذلك فى صالح التنمية.

 

وأكد قائلا أصبح لدينا نصف مليون مواطن يزرعون الأراضى الموجودة، مؤكدا لن نترك سيناء مطمعا وستكون الفترة القادمة مزيدا من التعمير والتنمية، ومخطط توطين 8 ملايين نسمة فى سيناء حتى 2050.

وقال اللواء طيار دكتور هشام الحلبى مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والإستراتيجية، إن تأمين سيناء يأتى بمسارين مهمين، المسار الأول وهو قوات مسلحة قوية محترفة قادرة على التأمين وهذا موجود.

 

أما المسار الثانى فهو التنمية فى سيناء بشكل واضح وتنمية مستدامة وهذا أمر مهم وقد انتهجت الدولة المصرية هذا النهج منذ فترة طويلة من بعد تحرير سيناء لكن وتيرة التنمية غير متسارعة، لكن بعد 30/6/2013 ومكافحة الارهاب كانت هناك رؤية قوية جدا أن يتم تسريع وتيرة التنمية فى سيناء وأن تكون تنمية متعددة المسارات.

 

وأكد الحلبى أنه حصل متغيران هما الإسراع فى مشروعات التنمية وأن تكون تنمية مستدامة، موضحا أن التنمية المستدامة تراعى حق الأجيال الموجودة والأجيال القادمة.

 

وأوضح أن التنمية المستدامة بأن تكون مشروعات التنمية تخدم مشروعات تنمية قادمة لأجيال متعددة ومثال ذلك الأنفاق التى تم إنشاؤها تحت قناة السويس والتى تخدم الأجيال الحالية والقادمة وما بعدها.

 

بالإضافة إلى شبكة الطرق التى تم إنشاؤها فى سيناء وهى شبكة حديثة وهى أيضا ستخدم الأجيال الحالية والقادمة، بالإضافة إلى تطوير المطارات فى سيناء وتطوير الموانى البحرية ووصول السكة الحديد إلى سيناء، فكلها تنمية مستدامة تحقق وتؤسس للتنمية لأجيال قادمة.

 

وقال الحلبى إن التنمية فى بعدها الاقتصادى موجودة لأن هناك مشروعات تنمية اقتصادية فى سيناء ومنها على سبيل المثال تطوير منطقة التجلى الأعظم وتطوير بنية أساسية تؤسس لوجود فنادق وخدمات تساهم فى جذب سياحى عال فى أعظم منطقة من مناطق العالم وبالتالى فإن السياحة الدينية موجودة بالإضافة إلى تطوير السياحة الشاطئية والعلاجية فهى أمور مهمة جدا فى التنمية متعددة المسارات.

 

وقال إن التنمية المتعددة المسارات لها مسار اقتصادى وآخر اجتماعى حيث إن البعد التعليمى حاضر وبقوة، حيث تم إنشاء عدد كبير من المدارس داخل التجمعات البدوية بحيث تخفف على أهالى سيناء مشقة انتقال أبنائهم لمسافات كبيرة لدخول المدارس، حيث إن التعليم مهم جدا وهو أمن قومى.

 

وأشار إلى التعليم الجامعى حيث تم إنشاء جامعات حكومية وخاصة بمعايير عالمية مثل جامعة الملك سلمان وجامعة العريش، وترجع أهمية هذه الجامعات توفير أماكن تعليم جامعى لأبناء سيناء فهو يعزز فرص التعليم الجامعى خاصة للإناث بعدما كان عدد كبير منهم لا يكمل تعليمة الجامعى لعدم إرسالهم إلى أماكن بعيدة، فالتعليم الجامعى يساعد أبناء سيناء فى التوعية لما يدور فى مصر والمنطقة.

 

وقال من بين عمليات التنمية هى تطوير التجمعات البدوية وإنشاء تجمعات جديدة لها الطابع نفسه الذى يناسب أهالينا فى سيناء، والمساعدة فى تجهيز هذه التجمعات من أساس وأدوات منزلية حيث شارك عدد من منظمات المجتمع المدنى فى هذا الأمر، كما ساعدت القوات المسلحة بعض الشركات فى الإسراع فى مشروعات التنمية، فالبعد الاجتماعى فى التنمية كان حاضرا وبقوة.

 

وأكد الحلبى أن التنمية المستدامة والبعد الاجتماعى سيسرع من انتقال المواطنين المصريين من أماكن كثيرة فى مصر إلى داخل سيناء مع توافر فرص عمل فى المشروعات السياحية والصناعية والزراعية وغيرها ويشجع المواطنين فى باقى محافظات مصر للانتقال إلى سيناء، مثلا لاحظنا انتقال العديد من المواطنين إلى شرم الشيخ للعمل هناك وهذا يزيد من نسبة السكان فى سيناء وهذا أمن قومى.

 

وأشار إلى البعد الاجتماعى وهو التنمية بالمشاركة مثل مشروع مضمار الهجن الخاص بسباق الهجن فى جنوب سيناء، حيث إن أهالينا فى سيناء مهتمون باقتناء الإبل حيث إنه مهم بالنسبة لهم فهو نوع من الاقتصاد والعادات والتقاليد.

 

وأوضح أن محافظة جنوب سيناء أنشأت مضمار الهجن بمواصفات عالمية وتم عمل مسابقة دولية بمشاركة دول الخليج العربى، وأصبح الإبل التى يمتلكها أهالينا فى سيناء ارتفع سعرها وأيضا يشاركون فيها بالسباقات وأصبح فيه دخل ومهرجانات عالمى وأصبح أهالينا فى سيناء مشاركين بما لديهم من الإبل فى مشروع مهم جدا وهو سباق الهجن وهو مثال التنمية بالمشاركة.

 

وأكد أن هذه الأمور تؤمن سيناء وبشكل متسارع مؤكدا أن الأمن يتحقق فى سيناء فى مسارين الأول جاهزية القوات المسلحة وأيضا التنمية المستدامة متعددة المسارات.

تنمية سيناء فى مختلف القطاعات

 

وقد أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تقريرا حول جهود الدولة المصرية لتنمية سيناء، سلط من خلاله الضوء على الجهود الشاملة المتواصلة للدولة فى هذا الصدد، وذلك من خلال التركيز على ثلاثة قطاعات رئيسة تم العمل على تطويرها فى سيناء خلال السنوات الماضية، ويشمل القطاع الأول البنية التحتية، ويضم خدمات النقل، والطاقة والغاز الطبيعى، والكهرباء، والطاقة المتجددة، فضلا عن خدمات المياه والصرف الصحى، والقطاع الثانى ويتمثل فى الصناعة والاستثمار، والقطاع الثالث يسلط الضوء على المشروعات الاجتماعية، فى قطاعات التعليم، والصحة، والإسكان، والحماية الاجتماعية، والخدمات الحكومية المميكنة.

 

واشتملت عملية تنمية سيناء على تطهيرها من الإرهاب، وإنشاء المدن الجديدة وتنفيذ مشروعات تنموية متنوعة فى القطاعات الصناعية والزراعية والتجارية، بالإضافة إلى مد جسور التنمية عبر ربط سيناء بالدلتا وباقى محافظات القاهرة، وتطوير البنية التحتية والخدمات الأساسية فى مدن القناة وسيناء، وجذب الاستثمارات عبر الاستفادة من المقومات الطبيعية، وكذلك تحقيق التنمية السياحية، عبر تعظيم الاستفادة من المقومات السياحية للمنطقة.

 

 قطاع النقل

 

 وذكر التقرير أن عملية تنمية سيناء ومدن القناة شهدت عددا من مشروعات التطوير لطرق النقل والمتمثلة فى 5000 كم من الطرق والأنفاق تم تنفيذها ورفع كفاءتها حتى نهاية عام 2022، ومن بينها 231كم لطريق النفق/ طابا، و210 كم لمحور 30 يونيه، و8 موان بحرية تم إنشاؤها وتطويرها ومنها؛ ميناء نويبع بتكلفة 475 مليون جنيه، وميناء شرق بورسعيد بتكلفة 10 مليارات جنيه، وميناء السخنة بتكلفة 45 مليار جنيه، كما تم تطوير 3 منافذ برية فى طابا ورفح والعوجة بتكلفة نحو 200 مليون جنيه، وأيضا تم إنشاء 7 كبارى عائمة أعلى القناة بتكلفة 990 مليون جنيه، وتم إنشاء 5 أنفاق أسفل القناة لربط سيناء بمدن القناة بتكلفة 35 مليار جنيه، ليزيد عددها إلى 6 أنفاق عام 2023، مقارنة بنفق واحد عام 2014.

 

مشروعات السكك الحديدية

 

أشار التقرير أنه جار تدشين خط السكة الحديد (الفردان -بئر العبد- العريش- رفح) بطول 226 كم، حيث يتم تنفيذ المرحلة الأولى من الفردان حتى بئر العبد بطول 99كم، ووصلة شرق التفريعة بطول 24 كم.

 

وفى قطاع الطاقة والغاز الطبيعي؛ زادت عدد المنشآت التى تم توصيل الغاز الطبيعى لها من 1056 إلى 4423 بنسبة 318.8 %، وزاد عدد محطات تموين السيارات بالغاز الطبيعى من 24 إلى 77 محطة بنسبة 220.8 %، وازدادت مراكز تحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعى من 10 إلى 17 مركزا بنسبة 70 %، وارتفع عدد الوحدات السكنية التى تم توصيل الغاز الطبيعى لها من 383.7 ألف وحدة إلى 625.8 ألف وحدة بنسبة 63.1 %، وذلك خلال الفترة من يونيه 2014 إلى مارس 2023، وجار استكمال تنمية حقول شمال سيناء (المرحلة الثالثة)، وتصل تكلفة المشروع إلى 87 مليون دولار، كما تبلغ الطاقة الإنتاجية المستهدفة 45 مليون قدم مكعب غاز يوميا، كما تمت زيادة عدد المشتركين الذين تم توصيل التغذية الكهربائية لهم إلى 2.4 مليون مشترك عام 2023، مقارنة بـ 1.15 مليون مشترك عام 2014، بنسبة زيادة 108.7 %، وبلغت استثمارات وتكلفة مشروعات توزيع الكهرباء نحو 7.3 مليارات جنيه حتى أبريل 2023.

 

وفى مشروعات إنتاج الكهرباء: أكد التقرير أنه تم إنشاء محطة كهرباء الشباب الجديدة (الإسماعيلية الجديدة) بقدرة اسمية 1500 ميجاوات، وبتكلفة إجمالية 212.6 مليون دولار، وإنشاء محطة كهرباء العين السخنة، التى بلغت قدرتها الاسمية 1300 ميجاوات، وبإجمالى تكلفة 1.3 مليون دولار، وتوسعة محطة كهرباء شرم الشيخ، والتى تبلغ قدرتها الاسمية 288 ميجاوات، وتكلفتها 213.4 مليون دولار، وتنفيذ 3 محطات محولات لتأمين التغذية الكهربائية بسيناء بتكلفة 1.2 مليار جنيه، فيما بلغ إجمالى استثمارات المرحلة الأولى للتغذية الكهربائية المطلوبة لسيناء نحو 1.6 مليار جنيه.

 

وفى مشروعات الطاقة المتجددة فى سيناء ومدن القناة: تم إنشاء محطة الطاقة الشمسية “أبو غراقد” بأبو رديس بتكلفة 5 ملايين جنيه، وتنفيذ محطات “جبل الزيت” لطاقة الرياح بقدرة 580 ميجاوات وبتكلفة نحو 12 مليار جنيه، وتنفيذ محطة لطاقة الرياح بقدرة 250 ميجاوات بالسويس وبقيمة عقد تنفيذ بلغت نحو 4.3 مليار جنيه.

 

أما مشروعات مياه الشرب والصرف الصحى: فبلغت نسبة زيادة تغطية مياه الشرب فى سيناء ومدن القناة 89.3 % عام 2023، مقابل 84.4 % عام 2014، وتم تنفيذ 45 مشروعا لمياه الشرب بطاقة 478 ألف متر مكعب/ يوم، وتبلغ نسبة التغطية بشبكات الصرف الصحى فى سيناء ومدن القناة 77.1 % عام 2023، مقابل 17.3 % عام 2014، كما تم تنفيذ 79 مشروعا للصرف الصحى بطاقة 565 ألف متر مكعب/يوم، كما بلغ عدد إجمالى محطات تحلية مياه البحر 45 محطة عام 2023، مقابل 15 محطة عام 2014.

 

وأشار التقرير إلى محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر -التى تعد أكبر محطة لمعالجة مياه الصرف الزراعى فى العالم والأضخم من نوعها- حيث أشار إلى أن تكلفتها الاستثمارية بلغت 1 مليار دولار بإجمالى طاقة إنتاجية 5.6 مليون متر مكعب يوميا، وستسهم المحطة فى استصلاح 456 ألف فدان من خلال إعادة تدوير وتشغيل مياه الصرف الصحى والزراعى والصناعى

 

 

 

المشروعات الاستثمارية

 

وأشار التقرير إلى المشروعات الاستثمارية؛ حيث بلغ حجم الاستثمارات العامة التى تم ضخها لتنفيذ المشروعات القومية فى سيناء 73.3 مليار جنيه خلال عام 2022 /2023، وذلك بزيادة بلغت أكثر من 15 ضعفا مقارنة بـ4.8 مليار جنيه عام 2013/ 2014، كما بلغت تكلفة افتتاح 3 مراكز لخدمة المستثمرين 215.5 مليون جنيه، تقوم بخدمة أكثر من 10.5 آلاف شركة، بالإضافة إلى توفير 332 فرصة استثمارية على خريطة الاستثمار.

 

كما تتوافر نحو 139 فرصة صناعية فى منطقة سيناء ومدن القناة، وبلغ عدد المناطق والمجمعات الصناعية لتى تم إطلاقها على خريطة الاستثمار الصناعى فى منطقة سيناء ومدن القناة نحو 8 مناطق، وتم توفير 80 ألف فرصة عمل فى المشروعات المنفذة فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بنطاق سيناء ومدن القناة، كما تم تنفيذ 6362 مشروعا قوميا فى سيناء ومدن القناة خلال الفترة من 2014 /2015 إلى 2021/ 2022.

 

قطاع التعليم

 

وفى قطاع التعليم: تم إنشاء 7 مدارس يابانية لأول مرة فى سيناء ومدن القناة، كما تم إنشاء 4 مدارس تكنولوجية تطبيقية، وذلك فى إطار منظومة التعليم الجديدة، وعلى صعيد التعليم العالى؛ تم إنشاء 4 جامعات أهلية بسيناء ومدن القناة وهى: “جامعة الملك سلمان الدولية، وجامعة الجلالة، وجامعة شرق بورسعيد الأهلية، وجامعة قناة السويس الأهلية”، كما تم إنشاء 6 جامعات حكومية وخاصة عام 2022/ 2023، مقابل 4 جامعات حكومية وخاصة عام 2013/ 2014 ومن أبرز هذه الجامعات: “جامعة العريش الحكومية، وجامعة شرم الشيخ الخاصة، والجامعة التكنولوجية بمدينة السلام شرق بورسعيد”.

 

قطاع الصحة

 

وفى قطاع الصحة: تم إنشاء وتطوير عدد من المستشفيات والمراكز والوحدات الصحية فى سيناء ومدن القناة، وذلك كالتالى: 50 مستشفى، و154 مركزا ووحدة صحية، كما تم إجراء الكشف على 750.6 ألف مواطن من خلال القوافل الطبية، وتم أيضا إنشاء مخزن إستراتيجى للأدوية فى الريسة بالعريش.

 

وفيما يتعلق بالخدمات الصحية المقدمة لأهالى شمال سيناء فى إطار حملة 100 مليون صحة وفقا لتقرير رئاسة الجمهورية بشأن محور تنمية سيناء والمدن الجديدة خلال الفترة من (2014- 2021) فقد تضمنت ما يلى: تم فحص 217.6 ألف مواطن ضمن المبادرة الرئاسية للكشف عن فيروس سى والأمراض السارية، وتم فحص 70.5 ألف امرأة ضمن المبادرة الرئاسية لدعم صحة المرأة المصرية، كما تم فحص 159.3 ألف مواطن ضمن المبادرة الرئاسية لمتابعة وعلاج الأمراض المزمنة والكشف المبكر عن الاعتلال الكلوى، وتم إجراء 1297 عملية جراحية ضمن المبادرة الرئاسية للقضاء على قوائم الانتظار للتدخلات الحرجة.

 

قطاع الإسكان

 

أما فى قطاع الإسكان: فتم إنشاء 10 آلاف وحدة سكنية فى مدينة رفح الجديدة، وتم إنشاء 16.6 ألف وحدة سكنية فى مدينة بئر العبد الجديدة، كما أصبحت سيناء ومدن القناة خالية تماما من المناطق العشوائية غير الآمنة، حيث تم تنفيذ: 131.6 ألف وحدة إسكان اجتماعى بتكلفة 23.26 مليار جنيه، وتم بناء 54.5 ألف وحدة سكنية لتطوير العشوائيات مع إنشاء 4338 بيتا بدويا، وأيضا 18 تجمعا تنمويا بمحافظتى شمال وجنوب سيناء و17 أخرى جار إنشاؤها.

 

خدمات الحماية الاجتماعية

 

أما فى خدمات الحماية الاجتماعية: فبلغ عدد المستفيدين من برامج الدعم النقدى (الضمان الاجتماعى وتكافل وكرامة) 121.5 ألف مستفيد خلال عام 2022 /2023، مقارنة بـ 101.6 ألف مستفيد عام 2014 /2015، بنسبة زيادة 19.6 %، وبلغت تكلفة الدعم الموجه للمستفيدين من تلك البرامج 2 مليار جنيه عام 2022 /2023، مقابل 0.24 مليار جنيه عام 2014/ 2015، و1.25 مليار جنيه خلال الفترة (يناير 2015 – سبتمبر 2021)، وتم تسليم 31 ألف بطاقة خدمات متكاملة لذوى الإعاقة منذ يونيه 2019 حتى مارس 2023، وتخصيص 21 مكتبا لتأهيل ذوى الإعاقة حتى مارس 2023، كما يستفيد 2.5 مليون مواطن من نقاط صرف الخبز والدقيق عام 2023، وتم إنشاء وتطوير 26 مركزا تموينيا رقميا بسيناء ومدن القناة، ويستفيد أيضا 2.1 مليون مواطن من البطاقات التموينية عام 2023.

 

أما بالنسبة للخدمات الحكومية المميكنة؛ فقد شهدت سيناء ومدن القناة الانتهاء من ميكنة ما يلى: 902 مكتب سجل تجارى، 21 نيابة مرور، و15 وحدة مرور، و17 فرع توثيق ثابت منها 9 مكاتب تعمل بنظام الشباك الواحد، و6 مكاتب طب شرعى مميكنة.

 

« يوم الشهيد »

 

تحتفل مصر يوم 9 مارس من كل عام بذكرى يوم الشهيد، وذلك إحياء لذكرى استشهاد الفريق عبد المنعم رياض، خلال حرب الاستنزاف، ويوم الشهيد الذي نحييه اليوم ليس مناسبة لتجديد الأحزان، وإنما لتكريم الأبناء المخلصين، الذين ضحوا من أجل هذا الوطن الخالد دون انتظار لمقابل أو عائد، حيث قدموا تضحيات جسيمة لا يدرك حجمها الهائل ، إلا كل مصرى وطنى مخلص وخاصة من قدموا لمصر شهداء ومصابين ،ليستمر الوطن نابضا بالحياة، ومثمرا بالخير والسلام والنماء للمواطنين كافة ومن أجل حياة أفضل .

 

ويواكب هذا اليوم ذكرى استشهاد الفريق أول عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة على الجبهة عام 1969م؛ حيث ذهب القائد إلى أقرب نقطة للعدو يدير تنفيذ العمليات الهجومية على العدو، ورغم أن تاريخ مصر مليء بعلامات البطولة والفداء على مر التاريخ، لكن يوم 9 مارس 1969م كان يومًا حاسمًا في العسكرية المصرية خاصة بالنسبة للصراع العربي الإسرائيلي بداية من أعوام 1948، 1956، 1967م وحرب الاستنزاف وحتى نصر أكتوبر العظيم عام 1973م، الذي أعاد للأمة العربية كرامتها وثقتها؛ إذ أثبت للعالم إن مصر الصامدة لا تُهزم أبدًا، فكان الفريق أول عبدالمنعم رياض ـ رحمه الله عليه ـ في الصفوف الأولى على الجبهة المصرية بين جنوده، وأثناء تبادل إطلاق النيران نال الشهادة وهو يستحقها؛ فقد كان مثالًا للقائد الشامل المٌضحي؛ لذلك أُختير هذا اليوم لتتذكر فيه مصر والقوات المسلحة من ضحوا في سبيلها.

 

وتحيي مصر يوم الشهيد الذى يوافق التاسع من شهر مارس من كل عام اعترافًا بجميل وفضل شهدائنا الأبرار، ، وهو ذكرى استشهاد الفريق أول عبدالمنعم رياض فى عام 1969، حينما توجه للجبهة فى اليوم الثانى لحرب الاستنزاف ليتابع بنفسه نتائج قتال اليوم السابق، وليكون بين أبناء قواته المسلحة فى فترة جديدة تتسم بطابع قتالى عنيف ومستمر لاستنزاف العدو، وأثناء مروره على القوات فى الخطوط الأمامية شمال الإسماعيلية، أصيب الفريق رياض إصابة قاتلة بنيران مدفعية العدو أثناء الاشتباك بالنيران وفارق الحياة خلال نقلة إلى مستشفى الإسماعيلية، وخرج الشعب بجميع طوائفه فى وداعه مشيعين جثمانه بإجلال واحترام ممزوجين بالحزن العميق.

 

وتبقى الشهادة أسمى درجات الفداء من أجل مصر التى ستظل بمكانها ومكانتها نقطة الالتقاء لكل روافد الحضارة الإنسانية ومصدرًا لصوت الحكمة والعقل ونموذجًا فريدًا للوسطية والاعتدال تخاطب ضمير الإنسان وتقهر الجهل والتشدد والإرهاب.

 

ويظل الوطن الحصن الذى تجتمع قلوبنا جميعًا دفاعًا عنه، أما التضحية فهى رمز الفداء لتظل رايته خفاقة عاليةواعترافًا بجميل وفضل شهدائنا الأبرار، وشهداء مصر لا يعدون ولا يحصون عبر التاريخ ، فمنذ فجر التاريخ قدم أبناؤها أرواحهم فداء لها ودفاعا عنها ضد الهكسوس، والتتار والمغول، فهى دائما وأبدا مقبرة الغزاة ودرع حماية المنطقة بأكملها، وقدمت خيرة شبابها ورجالها إبان الحملة الفرنسية وطيلة فترة الاحتلال الإنجليزي من أجل جلاء المستعمر، وكان المصريون فى مقدمة المدافعين عن فلسطين في حرب 48، وتجلت بطولة أبنائها أثناء العدوان الثلاثي الغادر على بورسعيد، وخلال حرب الاستنزاف التى أعقبت النكسة، وفى حرب اكتوبر المجيدة التي ثأرت فيها مصر لكرامتها محطمة اسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يهزم .

 

وتحيي مصر يوم الشهيد في وقت يكثر فيه شهداء الإرهاب الأسود الغاشم وضحاياه الذي يحصدخيرة أبنائها من الضباط والمدنيين، لذا فإن القوات المسلحة حريصة على إحياء هذه الذكرى بالإجلال والإكبار، والعرفان لهؤلاء الشهداء الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فكانوا أوفياء ليمين الولاء للوطن وافتدوه بأغلى ما يملكون مضحين بأرواحهم ودمائهم الذكية فداء للوطن وصونا لقدسية ترابه، تاركين وراءهم الزوجة المترملة والأم الثكلى والأب الحزين والأبناء والأخوة ، تزايد أعداد الشهداء لا يزيد زملاءهم إلا عزما وإصرارا على استكمال المسيرة حتى ينالوا الشهادة ويلحقوا بزملائهم ، وخير دليل على عقيدة الجندي المصري حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فتح الله عليكم مصر، فاتخذوا فيها جندا كثيفا، فذلك الجند خير أجناد الأرض, وإنهم في رباط إلى يوم القيامة، فالمصري منذ طفولته يتغنى باسم مصر، مرددا منذ الصغر “نموت وتحيا مصر”، فالمصري لديه عقيدة الوطن، والإيمان بكرامته وحريته.

 

اخر اصدار