محللون: إعلان نتائج الأعمال وتوزيعات الأرباح دفعت مؤشرات البورصة للارتفاع
كتبت: منال فايز
على الرغم من الأداء السلبى للمؤشرات العالمية والخليجية لأسواق الأوراق المالية، تأثرا بالأزمة الناتجة عن التصريحات المتلاحقة للرئيس الأمريكى دونالد ترامب سواء فيما يتعلق بفرض الرسوم الجمركية عالية القيمة على العديد من الدول مثل كندا والمكسيك والصين، أو تصريحات تقليص الإنفاق وغيرها بما يزيد التوقعات بدخول الاقتصاد الأمريكى فى موجة ركود جديدة، وهو بلاشك ينعكس على أداء الأسواق المالية، فإن البورصة المصرية اتخذت اتجاها آخر يميل للارتفاع، رغم تباين حركة المؤشرات.
وقد قادت البورصة الأمريكية “وول ستريت” معظم بورصات الأوراق المالية العربية لحالة من الهبوط وفقدان اليقين، بعدما سجلت البورصة الأمريكية تراجعا تاريخيا خلال الأسبوع الماضى، حيث أدت المخاوف من التباطؤ الاقتصادى إلى موجة بيع واسعة بالبورصة الأمريكية “وول ستريت” أسفرت عن خسائر قدرها 4 تريليونات دولار لمؤشر S&P 500.
وعادة ما تنتقل عدوى الهبوط بين بورصات الأوراق المالية سريعا، حتى بين تلك البورصات التى لا ترتبط بتعاملات مباشرة فيما بينها، وهو ما شهدته البورصات فى كثير من الدول الأجنبية والعربية خلال تداولات الأسبوع الماضى.

وتقول حنان رمسيس خبيرة سوق المال إن البورصة المصرية اتخذت اتجاها مغايرا نوعا ما، حيث يتزامن خلال الفترة الحالية إعلان نتائج الأعمال وتوزيعات الأرباح سواء كانت محتجزات نقدية أو عينية.
وخلال تعاملات الأسبوع الماضى، على الرغم من أن أداء مؤشرات السوق كان متباينا، فإنها اتسمت بالقوة وتحقيق ارتفاعات مقبولة إذا ما قورنت بالفترة الماضية. فمن المعروف أن مستويات الدعم والمقاومة لمؤشرات البورصة تتغير من فترة لأخرى حسب الظروف السائدة. ففى خلال الشهر الماضى كانت قيم المؤشر الرئيسىegx30 تتحرك فى مستويات 29800 نقطة هبوطا، و30200 نقطة صعودا، حاليا تغيرت هذه المستويات لتصبح 30800 نقطة هى مستوى الدعم و31300 هى نقطة المقاومة. وهذه التغيرات تعود إلى ارتفاع أسعار عدد من الأسهم ذات الوزن النسبى المرتفع، فعلى سبيل المثال وليس الحصر سهم العربية للأسمنت كان الحد الأقصى لقيمة السهم الذى يطمح إليه المستثمر هو 20.5 جنيه، بينما يتداول حاليا السهم بقيمة تتراوح بين 23.99 و24 جنيها، وعندما تهبط القيمة السوقية للسهم إلى مستوى 22.5 جنيه، تعتبر نقطة شراء جيدة. قياسا على هذا الأداء سهم أوراسكوم للتنمية والعديد من الأسهم التى تتضمنها المؤشرات وحققت هذه الطفرات فى القيمة السوقية. كما شهدت الفترة الأخيرة نتائج أعمال قوية جدا للعديد من الشركات المقيدة منها أسهم قطاع العقارات وعلى رأسها طلعت مصطفى الذى حقق أرباحا قياسية تفوق 600 %، وإن كانت توزيعات الأرباح التى أقرتها الشركة 30 قرشا فقط للسهم موزعة على قسطين؛ ما يجعل المتعامل يلجأ للمضاربة على السهم وليس التعامل بغرض الاحتفاظ به.
كما أن المؤشر السبعينى egx70 لديه نقاط قوة تتعلق ببعض أسهمه، أبرزها صفقة استحواذ العرجانى على 26.25 % من أسهم شركة مصر الوطنية للصلب “عتاقة” بقيمة 1.9 مليار جنيه، الذى بدأ يحقق عنصر جذب بعد خروج سهم حديد عز من البورصة، وأدت الاتفاقية عن صفقة الاستحواذ إلى ارتفاع السهم بنسبة 13.2 % فى جلسة واحدة ليسجل سعر 7.460 جنيه.
مشتريات مصرية
وبذلك استطاعت البورصة المصرية الصمود أمام ما يحدث فى البورصة الأمريكية من انخفاض حاد فى المؤشرات، حيث تحركت مؤشرات البورصة المصرية بين نقاط الدعم ونقاط المقاومة طوال الأسبوع الماضى، وفى معظم الجلسات تركزت المشتريات فى جانب المتعاملين المصريين، مقابل عمليات بيع من قبل العرب والأجانب.
وإن كانت البورصة سجلت خسائر رأسمالية قدرت بحوالى 15 مليار جنيه، بسبب تباين أداء المؤشرات، مع ملاحظة أن التباين هو الصفة السائدة حاليا. وبالطبع مع وجود أزمات فى المؤشرات العالمية، أول البائعين هم المستثمرون الأجانب يليهم العرب، ومع تفاقم الأزمة يلجأ المستثمرون المصريون أيضا للبيع. ولكن فى كثير من الأحوال نجد أن المستثمر المصرى أصبح أكثر وعيا، وبدأ التداول على أوراق المؤشر الرئيسى بأقل قدر مع توجيه التعاملات الأكبر لأوراق المؤشر السبعينى الذى يتسم أداؤه فى الفترة الحالية بالاتزان وتدور قيمته حول 8450 نقطة ويصعد إلى أعلى مستوى 8600 نقطة، مع ملاحظة أن مستهدفات المؤشر السبعينى هى 9000 نقطة على المدى القصير.
تراجع الفائدة
وتشير رمسيس إلى أنه من المتوقع أن تشهد الفترة القادمة قيام البنك المركزى المصرى بخفض أسعار الفائدة مع الإعلان عن تحسن التضخم بنسبة 10 %، وسوف ينعكس ذلك على انتعاش أسعار الأسهم، فمن المعروف أن خفض أسعار الفائدة يفيد التداولات فى البورصة لأنه يؤدى إلى خفض تكلفة التمويل، وهو ما يؤثر بالإيجاب على نتائج الشركات التى تستخدم رافعة مالية مثل قطاعى الأغذية والمشروبات والعقارات، لذا من المتوقع خلال الفترة القادمة أن ينفصل أداء البورصة المصرية عن أداء البورصات العالمية والبورصات الخليجية، حيث فيما مضى كانت البورصة المصرية لا تتأثر بصعود البورصات العالمية لعدم وجود ارتباط فعلى بينهما، إنما تتأثر فقط فى حالات الهبوط. أما حاليا فالوضع اختلف، وأصبح المتعامل أكثر وعيا وأصبحت حركة كل سهم هى المؤشر الأساسى للمتعامل.
وحول أداء البورصة خلال الأسبوع الثانى من شهر رمضان المبارك أشارت حنان رمسيس إلى أنه على الرغم من استمرار تباين أداء المؤشرات، فإن أسعار الأسهم متماسكة بل إن بعض الأسهم يظهر فيها قوة شرائية متأثرة بالإعلانات المتوالية عن نتائج الأعمال للعديد من الشركات المقيدة؛ ما جعل فى الكثير من الأحيان أداء المؤشرات فى جانب وأداء الأسهم فى جانب آخر. وقد تصدر قطاع المواد الأساسية والخامات الصدارة فى القطاعات الأكثر تداولا تلاه قطاع العقارات ثم الأغذية والمشروبات.
وقد افتتح المؤشر الرئيسى للبورصة جلسات الأسبوع بارتفاع قدره 0.59 % ليسجل 31130 نقطة، كما ارتفع المؤشر السبعينى بنسبة 0.86 % ليسجل 8623 نقطة. وسيستمر أداء المؤشرات مرتبط بتوالى إعلانات نتائج الأعمال والتى جاء العديد ليفوق توقعات المتعاملين.