رئيس مجلس الإدارة
د.محمد فايز فرحات
رئيس التحرير
إيمان عراقي

دولي

مليار شخص يعانون منها بحلول 2030.. العام يحارب «السمنة»

27-4-2025 | 13:47

4‭ ‬تريليونات‭ ‬دولار‭ ‬حجم‭ ‬الخسائر‭ ‬الاقتصادية‭ ‬بحلول‭ ‬2035‭.. ‬وشركات‭ ‬الدواء‭ ‬أكبر‭ ‬المستفيدين

200 ‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬حجم‭ ‬سوق‭ ‬أدوية‭ ‬إنقاص‭ ‬الوزن‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2031

160.3 مليار‭ ‬دولار‭ ‬خسائر‭ ‬الإنتاجية‭ ‬فى‭ ‬الشركات‭ ‬الأمريكية‭ ‬بسبب‭ ‬مشكلة‭ ‬‮«‬السمنة‮»‬‭ ‬فى‭ ‬2023

 

‭   ‬إعداد‭: ‬شريفة‭ ‬عبد‭ ‬الرحيم‭ ‬

 

تشير‭ ‬دراسات‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬معدلات‭ ‬زيادة‭ ‬الوزن‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬70‭ % ‬من‭ ‬السكان‭ ‬فى‭ ‬غضون‭ ‬سنوات،‭ ‬فهل‭ ‬تتحول‭ ‬السمنة‭ ‬إلى‭ ‬وباء؟

فى‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬شركات‭ ‬الأغذية‭ ‬والسوبر‭ ‬ماركت،‭ ‬شركات‭ ‬أدوية‭ ‬‮«‬إنقاص‭ ‬الوزن‮»‬،‭ ‬مراكز‭ ‬وعيادات‭ ‬‮«‬التخسيس‮»‬،‭ ‬أكاديميات‭ ‬الرياضة‭ ‬والصالات‭ ‬الرياضية،‭ ‬شركات‭ ‬الأغذية‭ ‬العضوية،‭ ‬وغيرها‭ ‬تمثل‭ ‬صناعة‭ ‬واعدة‭. ‬

‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬تخطط‭ ‬شركات‭ ‬أغذية‭ ‬عملاقة‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬نستله‮»‬‭ ‬لمستقبل‭ ‬تضعف‭ ‬فيه‭ ‬الأدوية‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬الوجبات‭ ‬الخفيفة‭ ‬السكرية‭. ‬

فهل‭ ‬‮«‬السمنة‮»‬‭ ‬وباء‭ ‬أو‭ ‬بزنس؟

باستثناء‭ ‬الحالات‭ ‬النادرة‭ ‬التى‭ ‬تكون‭ ‬فيها‭ ‬السمنة‭ ‬وراثية،‭ ‬فهى‭ ‬عادة‭ ‬نتيجة‭ ‬لنظام‭ ‬غذائى‭ ‬يشجع‭ ‬بشدة‭ ‬على‭ ‬تناول‭ ‬الطعام‭ ‬غير‭ ‬الصحى‭. ‬وبالتالى‭ ‬اذا‭ ‬كانت‭ ‬السمنة‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬نظاما‭ ‬منظما‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬شركات‭ ‬وليست‭ ‬وباء،‭ ‬فربما‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬تغيير‭ ‬ذلك‭ ‬النظام‭. ‬

العديد‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬دقت‭ ‬ناقوس‭ ‬خطر‭ ‬بخصوص‭ ‬التداعيات‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬السمنة‭ ‬صحيا‭ ‬واقتصاديا‭. ‬

وفقا‭ ‬لدراسة‭ ‬أجراها‭ ‬معهد‭ ‬“ساينسانو”‭ ‬للصحة‭ ‬العامة‭ ‬الأوروبى،‭ ‬تملأ‭ ‬محال‭ ‬السوبر‭ ‬ماركت‭ ‬75‭ % ‬من‭ ‬رفوفها‭ ‬بأطعمة‭ ‬غير‭ ‬صحية،‭ ‬ما‭ ‬يمثل‭ ‬مشكلة‭ ‬كبيرة‭ ‬لأن‭ ‬المستهلكين‭ ‬يشترون‭ ‬85‭ % ‬من‭ ‬طعامهم‭ ‬من‭ ‬محال‭ ‬السوبر‭ ‬ماركت‭. ‬فى‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬تشجع‭ ‬منتجات‭ ‬محال‭ ‬السوبر‭ ‬ماركت‭ ‬على‭ ‬الاستهلاك‭ ‬المفرط‭ ‬للسكريات‭ ‬والدهون،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عروضها‭ ‬الترويجية‭ ‬وبيئة‭ ‬التسوق‭ ‬الخاصة‭ ‬بها‭. ‬

‭ ‬لكن‭ ‬وراء‭ ‬تلك‭ ‬البيئة‭ ‬الغذائية‭ ‬السامة‭ ‬تكمن‭ ‬ديناميكية‭ ‬اقتصادية‭ ‬منهجية‭. ‬ففى‭ ‬النهاية،‭ ‬تشكل‭ ‬الوجبات‭ ‬السريعة‭ ‬المسببة‭ ‬للإدمان‭ ‬نموذجا‭ ‬تجاريا‭ ‬مثيرا‭ ‬للاهتمام،‭ ‬فالأطعمة‭ ‬فائقة‭ ‬المعالجة‭ ‬تصنع‭ ‬حصريا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬شركات‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬الربح،‭ ‬وهى‭ ‬أكثر‭ ‬ربحية‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬الأطعمة‭. ‬

ومن‭ ‬ثم،‭ ‬فهناك‭ ‬المستفيدون‭ ‬من‭ ‬تفشى‭ ‬السمنة،‭ ‬مثل‭ ‬محال‭ ‬السوبر‭ ‬ماركت‭ ‬وشركات‭ ‬الأغذية‭ ‬الكبرى،‭ ‬بينما‭ ‬يتحمل‭ ‬نظام‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬ومجموعة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬الأفراد،‭ ‬ومعظمهم‭ ‬من‭ ‬ذوى‭ ‬الموارد‭ ‬المالية‭ ‬المحدودة،‭ ‬التكلفة‭. ‬

يوما‭ ‬بعد‭ ‬يوم،‭ ‬تتفاقم‭ ‬‮«‬مشكلة‭ ‬السمنة‮»‬،‭ ‬فبحلول‭ ‬عام‭ ‬‮٢٠٣٠‬،‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تعانى‭ ‬امرأة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬خمس‭ ‬نساء‭ ‬ورجل‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬سبعة‭ ‬رجال‭ ‬من‭ ‬السمنة،‭ ‬بما‭ ‬يعادل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليار‭ ‬شخص‭ ‬حول‭ ‬العالم‭. ‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬التقدم‭ ‬الطبى‭ ‬والعلمى‭ ‬والتكنولوجى،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬صحة‭ ‬المجتمعات‭ ‬تعانى‭. ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬تواجه‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تحديا‭ ‬هائلا،‭ ‬فوفقا‭ ‬لبيانات‭ ‬مراكز‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬الأمراض‭ ‬والوقاية‭ ‬منها،‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬بلوغ‭ ‬معدلات‭ ‬السمنة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬42‭ % ‬من‭ ‬السكان‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2030‭. ‬

ولا‭ ‬تقتصر‭ ‬السمنة‭ ‬والمشاكل‭ ‬الصحية‭ ‬المزمنة‭ ‬على‭ ‬كونها‭ ‬مشاكل‭ ‬شخصية‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬لها‭ ‬آثار‭ ‬اجتماعية‭ ‬واقتصادية‭ ‬واسعة‭ ‬النطاق‭. ‬فمع‭ ‬استمرار‭ ‬اتجاهات‭ ‬انتشار‭ ‬السمنة،‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬ارتفاع‭ ‬التكاليف‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العالمية‭ ‬للوزن‭ ‬الزائد‭ ‬والسمنة‭ ‬من‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬2‭ ‬تريليون‭ ‬دولار‭ ‬أمريكى‭ ‬فى‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬3‭ ‬تريليونات‭ ‬دولار‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2030،‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬18‭ ‬تريليون‭ ‬دولار‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2060‭ -‬جميعها‭ ‬بأسعار‭ ‬عام‭ ‬2019‭. ‬

فى‭ ‬السياق‭ ‬نفسه،‭ ‬رسم‭ ‬تقرير‭ ‬حديث‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬الاتحاد‭ ‬العالمى‭ ‬للسمنة‭ ‬صورة‭ ‬مقلقة،‭ ‬محذرا‭ ‬أنه‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2035،‭ ‬سوف‭ ‬يعانى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬سكان‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬زيادة‭ ‬الوزن‭ ‬أو‭ ‬السمنة،‭ ‬مع‭ ‬تجاوز‭ ‬الخسائر‭ ‬الاقتصادية‭ ‬4‭ ‬تريليونات‭ ‬دولار،‭ ‬أى‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬3‭ % ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلى‭ ‬الإجمالى‭ ‬العالمى‭. ‬

وتؤكد‭ ‬تلك‭ ‬الأرقام‭ ‬الحاجة‭ ‬الملحة‭ ‬إلى‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬حاسمة‭. ‬

فى‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬وحده،‭ ‬بلغت‭ ‬خسائر‭ ‬الشركات‭ ‬وأصحاب‭ ‬العمل‭ ‬فى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬بسبب‭ ‬السمنة‭ ‬نحو‭ ‬425‭. ‬5‭ ‬مليار‭ ‬دولار،‭ ‬وفقا‭ ‬لتقرير‭ ‬جلوبال‭ ‬داتا،‭ ‬‮«‬تقييم‭ ‬الأثر‭ ‬الاقتصادى‭ ‬للسمنة‭ ‬على‭ ‬الشركات‭: ‬تحديد‭ ‬اتجاهات‭ ‬نحو‭ ‬صحة‭ ‬القوى‭ ‬العاملة‭ ‬ورفاهيتها‮»‬‭. ‬

الجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬جزءا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الخسائر‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬التكاليف‭ ‬الطبية‭ ‬المباشرة،‭ ‬وتكاليف‭ ‬الإعاقة،‭ ‬وتعويضات‭ ‬العمال‭. ‬بل‭ ‬من‭ ‬الحضور‭ ‬غير‭ ‬الرسمى،‭ ‬أو‭ ‬انخفاض‭ ‬الإنتاجية‭ ‬الذى‭ ‬بلغت‭ ‬تكلفته‭ ‬160‭. ‬3‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭. ‬وذلك‭ ‬فى‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬التغيب‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬كبد‭ ‬الشركات‭ ‬82‭. ‬3‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭. ‬

كما‭ ‬بلغت‭ ‬التكلفة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬السنوية‭ ‬لكل‭ ‬عامل‭ ‬بدين‭ ‬6472‭ ‬دولارا،‭ ‬وللعامل‭ ‬الذى‭ ‬يعانى‭ ‬من‭ ‬زيادة‭ ‬الوزن‭ ‬1244‭ ‬دولارا‭. ‬وتكشف‭ ‬دراسات‭ ‬أن‭ ‬لكل‭ ‬10‭ ‬آلاف‭ ‬موظف،‭ ‬تتراوح‭ ‬تكلفة‭ ‬السمنة‭ ‬والوزن‭ ‬الزائد‭ ‬على‭ ‬أصحاب‭ ‬العمل‭ ‬بين‭ ‬19‭. ‬4‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬فى‭ ‬قطاع‭ ‬الخدمات‭ ‬المهنية‭ ‬والتجارية‭ ‬و36‭. ‬7‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬فى‭ ‬القطاع‭ ‬الحكومى‭. ‬

غالبا‭ ‬ما‭ ‬يفشل‭ ‬النهج‭ ‬التقليدى‭ ‬لمعالجة‭ ‬السمنة‭ ‬والمشاكل‭ ‬الصحية‭ ‬المرتبطة‭ ‬بها‭ ‬فى‭ ‬مكان‭ ‬العمل‭ ‬بسبب‭ ‬تركيزه‭ ‬الضيق‭ ‬على‭ ‬السلوكيات‭ ‬الفردية‭. ‬وينصح‭ ‬خبراء‭ ‬بضرورة‭ ‬تبنى‭ ‬الرؤساء‭ ‬التنفيذيين‭ ‬وصانعى‭ ‬القرار‭ ‬عقلية‭ ‬منهجية‭ ‬لإحداث‭ ‬تغيير‭ ‬هادف،‭ ‬مع‭ ‬مراعاة‭ ‬العوامل‭ ‬المتعددة‭ ‬والمترابطة‭ ‬التى‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬الموظفين‭. ‬

على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬هناك‭ ‬ارتباط‭ ‬وثيق‭ ‬بين‭ ‬ضغوط‭ ‬العمل‭ ‬والصحة‭ ‬النفسية‭ ‬والرفاهية‭ ‬المالية‭. ‬ووفقا‭ ‬لدراسة‭ ‬أجرتها‭ ‬جامعة‭ ‬‮«‬بيردو‮»‬‭ ‬الأمريكية،‭ ‬كانت‭ ‬الموارد‭ ‬المالية‭ ‬السبب‭ ‬الرئيسى‭ ‬للتوتر‭ ‬والقلق‭ ‬لدى‭ ‬الموظفين‭ ‬بنسبة‭ ‬73‭ %‬،‭ ‬مقارنة‭ ‬بالعمل‭ ‬نفسه‭ ‬بنسبة‭ ‬49‭ %. ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬يؤثر‭ ‬التوتر‭ ‬المزمن‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬أجهزة‭ ‬الجسم،‭ ‬بما‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬جهاز‭ ‬المناعة‭ ‬وزيادة‭ ‬خطر‭ ‬الإصابة‭ ‬بأمراض‭ ‬القلب‭ ‬التاجية‭. ‬

ومن‭ ‬ثم‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬أهمية‭ ‬لتوفير‭ ‬موارد‭ ‬لإدارة‭ ‬التوتر،‭ ‬والتثقيف‭ ‬الصحى‭ ‬المالى،‭ ‬وأدوات‭ ‬ودعم‭ ‬متنوعة‭ ‬للصحة‭ ‬النفسية،‭ ‬وإزالة‭ ‬العوائق‭ ‬أمام‭ ‬رعاية‭ ‬صحية‭ ‬عالية‭ ‬الجودة‭ ‬لإدارة‭ ‬الوزن،‭ ‬وتوفير‭ ‬بيئات‭ ‬مواتية‭ ‬لاختيارات‭ ‬صحية‭. ‬

وحتى‭ ‬التحسينات‭ ‬الطفيفة‭ ‬فى‭ ‬صحة‭ ‬الموظفين‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تحقق‭ ‬فوائد‭ ‬كبيرة‭. ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬وكما‭ ‬ورد‭ ‬فى‭ ‬تقرير‭ ‬جلوبال‭ ‬داتا،‭ ‬فإن‭ ‬فقدان‭ ‬5‭ % ‬فقط‭ ‬من‭ ‬الوزن‭ ‬ربما‭ ‬يؤدى‭ ‬إلى‭ ‬علاج‭ ‬22‭ % ‬من‭ ‬العمال‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬السمنة‭. ‬

حرب‭ ‬شركات‭ ‬أدوية‭ ‬إنقاص‭ ‬الوزن

من‭ ‬المتوقع‭ ‬نمو‭ ‬سوق‭ ‬أدوية‭ ‬مكافحة‭ ‬السمنة‭ ‬العالمى‭ ‬من‭ ‬12‭. ‬8‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬فى‭ ‬عام‭ ‬2024‭ ‬إلى‭ ‬104‭. ‬9‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2035،‭ ‬بمعدل‭ ‬نمو‭ ‬سنوى‭ ‬مركب‭ ‬قدره‭ ‬21‭. ‬1‭ %‬،‭ ‬وربما‭ ‬يبلغ‭ ‬200‭ ‬مليار‭ ‬وفقا‭ ‬لأكثر‭ ‬التوقعات‭ ‬تفاؤلا‭.  ‬ومع‭ ‬استمرار‭ ‬الصراع‭ ‬على‭ ‬سوق‭ ‬أدوية‭ ‬السمنة‭ ‬التى‭ ‬تقدر‭ ‬بمليارات‭ ‬الدولارات،‭ ‬ساعد‭ ‬حماس‭ ‬وول‭ ‬ستريت‭ ‬لأدوية‭ ‬إنقاص‭ ‬الوزن‭ ‬فى‭ ‬جعل‭ ‬شركتين‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬الشركات‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬القيمة‭ ‬السوقية،‭ ‬وهما‭ ‬‮«‬نوفو‭ ‬نورديسك‮»‬‭ ‬و»إيلى‭ ‬ليلى”‭ ‬شركتا‭ ‬الأدوية‭ ‬اللتان‭ ‬تصنعان‭ ‬الأدوية‭ ‬الشائعة‭ ‬لعلاج‭ ‬مرض‭ ‬السكرى‭ ‬والسمنة،‭ ‬واللتان‭ ‬تسيطران‭ ‬مجتمعتين‭ ‬على‭ ‬68‭ % ‬من‭ ‬السوق‭. ‬وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬سجلت‭ ‬‮«‬إيلى‭ ‬ليلى‭ ‬‮«‬‭ ‬نموا‭ ‬45‭ % ‬فى‭ ‬أرباحها‭ ‬عن‭ ‬الربع‭ ‬الأخير‭ ‬من‭ ‬2024،‭ ‬وحققت‭ ‬‮«‬نوفو‮»‬‭ ‬25‭ % ‬فى‭ ‬أرباحها‭ ‬السنوية‭ ‬عن‭ ‬العام،‭ ‬وذلك‭ ‬بفضل‭ ‬زيادة‭ ‬مبيعات‭ ‬أدوية‭ ‬التخسيس‭. ‬

‭ ‬غير‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أن‭ ‬يتحدى‭ ‬الوافدون‭ ‬الجدد‭ ‬حصتهما‭ ‬فى‭ ‬السوق،‭ ‬وفقا‭ ‬لتقرير‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬‮«‬مورنينج‭ ‬ستار‮»‬‭ ‬الأمريكية‭ ‬لاستشارات‭ ‬الخدمات‭ ‬المالية‭. ‬

ويتسابق‭ ‬المنافسون‭ ‬الذين‭ ‬لديهم‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأدوية‭ ‬التجريبية،‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬فايزر‮»‬‭ ‬و‮»‬‭ ‬فايكينج‭ ‬ثيرابيوتكس‭ ‬انك‮»‬‭ ‬و‮»‬‭ ‬أمجين‭ ‬انك‮»‬‭ ‬فى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬و‮»‬‭ ‬أسترازينيكا‮»‬‭ ‬‮«‬و»روش‭ ‬القابضة‮»‬‭ ‬و‮»‬‭ ‬زيلاند‭ ‬فارما‭ ‬أ‭/‬س‮»‬‭ ‬فى‭ ‬أوروبا،‭ ‬على‭ ‬محاكاة‭ ‬نجاح‭ ‬‮«‬نوفو‭ ‬نورديسك‮»‬‭ ‬و»إيلى‭ ‬ليلى”،‭ ‬وتطوير‭ ‬أدوية‭ ‬خاصة‭ ‬بالسمنة،‭ ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬طرح‭ ‬16‭ ‬دواء‭ ‬جديدا‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2029،‭ ‬وفقا‭ ‬للتقرير‭. ‬

ونتيجة‭ ‬لذلك،‭ ‬تشير‭ ‬تقديرات‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬سوق‭ ‬أدوية‭ ‬علاج‭ ‬السمنة‭ ‬ستصل‭ ‬إلى‭ ‬نحو‭ ‬200‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2031‭. ‬

وحفاظا‭ ‬على‭ ‬هيمنتهما‭ ‬الحالية‭ ‬فى‭ ‬سوق‭ ‬السمنة‭ ‬المحمومة،‭ ‬تركز‭ ‬الشركتان‭ ‬‮«‬‭ ‬نوفو‭ ‬نورديسك‮»‬‭ ‬و»إيلى‭ ‬ليلى”‭ ‬على‭ ‬إحراز‭ ‬تقدم‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬الجيل‭ ‬الثانى‭ ‬من‭ ‬أدوية‭ ‬السمنة‭. ‬

وتتنافس‭ ‬شركات‭ ‬تركيب‭ ‬الأدوية‭ ‬والصيادلة‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬يصنع‭ ‬أدوية‭ ‬السمنة‭. ‬وتشهد‭ ‬أدوية‭ ‬علاج‭ ‬داء‭ ‬السكرى‭ ‬من‭ ‬النوع‭ ‬الثانى‭ ‬وفقدان‭ ‬الوزن‭ ‬طلبا‭ ‬كبيرا؛‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬الشركات‭ ‬الكبرى‭ ‬تواجه‭ ‬صعوبة‭ ‬فى‭ ‬مواكبة‭ ‬ذلك‭ ‬الطلب،‭ ‬لذا‭ ‬تدخل‭ ‬صيادلة‭ ‬وشركات‭ ‬تركيب‭ ‬لسد‭ ‬النقص،‭ ‬حيث‭ ‬أنتجت‭ ‬بدائل‭ ‬خاصة‭ ‬بها‭ ‬لتلك‭ ‬الأدوية‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬عامين،‭ ‬وحظيت‭ ‬بشعبية‭ ‬خاصة‭ ‬كبدائل‭ ‬أرخص‭ ‬لمن‭ ‬لا‭ ‬يغطيهم‭ ‬تأمينهم‭ ‬الصحى‭. ‬

لكن‭ ‬الآن،‭ ‬تجبر‭ ‬الشركتان‭ ‬ذات‭ ‬العلامات‭ ‬التجارية‭ ‬الشركات‭ ‬الأخرى‭ ‬على‭ ‬التوقف‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭. ‬

فتتجه‭ ‬شركتا‭ ‬‮«‬نوفو‭ ‬نورديسك‮»‬‭ ‬و»إيلى‭ ‬ليلى”‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬تركيب‭ ‬أدوية‭ ‬بديلة‭ ‬نهائيا‭. ‬وقالت‭ ‬إنه‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬هناك‭ ‬نقص‭ ‬فيهما‭ -‬وهو‭ ‬شرط‭ ‬أساسى‭ ‬للتركيب‭ ‬القانونى‭ ‬فى‭ ‬تلك‭ ‬الحالة‭. ‬

وكان‭ ‬الصراع‭ ‬على‭ ‬تركيب‭ ‬الأدوية‭ ‬احتدم‭ ‬فى‭ ‬الأشهر‭ ‬الأخيرة‭. ‬وخلال‭ ‬الصيف،‭ ‬أعلنت‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬إيلى‭ ‬ليلى”‭ ‬أن‭ ‬أدوية‭ ‬التخسيس‭ ‬‮«‬زيباوند‮»‬‭ ‬و»مونجارو‮»‬‭ ‬متوفران؛‭ ‬ما‭ ‬يعنى‭ ‬أنهما‭ ‬لم‭ ‬يعودا‭ ‬يعانيان‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬فيهما‭. ‬وفى‭ ‬2‭ ‬أكتوبر،‭ ‬أزالتهما‭ ‬إدارة‭ ‬الغذاء‭ ‬والدواء‭ ‬الأمريكية‭ ‬رسميا‭ ‬من‭ ‬قائمة‭ ‬الأدوية‭ ‬التى‭ ‬تعانى‭ ‬من‭ ‬نقص‭. ‬

وذلك‭ ‬معناه‭ ‬أن‭ ‬الشركات‭ ‬التى‭ ‬ستقوم‭ ‬بتركيب‭ ‬تلك‭ ‬الأدوية‭ ‬تخالف‭ ‬القانون‭.‬فوفقا‭ ‬لقواعد‭ ‬إدارة‭ ‬الغذاء‭ ‬والدواء‭ ‬الأمريكية،‭ ‬لا‭ ‬يسمح‭ ‬لصيدليات‭ ‬التركيب‭ ‬الصغيرة‭ ‬بنسخ‭ ‬الأدوية‭ ‬ذات‭ ‬العلامات‭ ‬التجارية‭ ‬المتوافرة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أربع‭ ‬مرات‭ ‬شهريا‭. ‬ولا‭ ‬يُسمح‭ ‬لشركات‭ ‬تركيب‭ ‬الأدوية‭ ‬بكميات‭ ‬كبيرة،‭ ‬الذين‭ ‬يطلق‭ ‬عليهم‭ ‬اسم‭ ‬‮«‬مرافق‭ ‬التعهيد‭ ‬الخارجى”،‭ ‬بتلبية‭ ‬الطلبات‭ ‬بعد‭ ‬60‭ ‬يوما‭ ‬من‭ ‬انتهاء‭ ‬النقص‭.‬

اخر اصدار