رئيس مجلس الإدارة
د.محمد فايز فرحات
رئيس التحرير
إيمان عراقي

بورصة

«السبعينى» يقود البورصة للاستقرار فى مواجهة التوترات العالمية

7-5-2025 | 14:10

«السبعينى» يقود البورصة للاستقرار فى مواجهة التوترات العالمية

 

كتبت: منال فايز

 

ساد الترقب بين مستثمرى البورصة خلال تعاملات الأسبوع الماضى، انتظارا لما سيفسر عنه اجتماع لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزى يوم الخميس الماضى -الذى مثل آخرجلسات التداول بالبورصة- من قرارات تخص أسعار الفائدة، التى كان من المرجح بدء تخفيضها مع تحسن المؤشرات الاقتصادية المحلية وتراجع معدل التضخم إلى 10 % فى فبراير الماضى.

 

 

وعلى جانب آخرمازالت السياسات الاقتصادية العالمية التى فرضها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، تسبب حالة من القلق لدى المستثمرين الأجانب، رغم قرار الرئيس الأمريكى بتأجيل تطبيق التعريفات الجمركية على عدد من الدول، وهو ما أثر على سعر الدولار محليا، وبالتالى على تعاملات المستثمرين الأجانب فى البورصة المصرية، خاصة على الأسهم التى تنتمى للمؤشر الرئيسىegx30 الذى يجتذب المستثمرين العرب والأجانب. بصفة عامة اتسم أداء مؤشرات البورصة بالارتفاع خلال جلسات الأسبوع الماضى بدعم من المؤشر السبعينى الذى يتضمن الأسهم الصغيرة والمتوسطة التى تجتذب تعاملات المستثمرين المصريين.

يقول عيسى فتحى الخبير الاقتصادى إنه من الناحية النظرية فإن تخفيض سعر الفائدة يكون له تأثير إيجابى على سوق الأسهم، لكن فى حالة البورصة المصرية فإن تأثير تغير سعر الفائدة لم يعد بالقوة نفسها على قرارات المستثمرين، أو قد يكون تأثيرا بسيطا يستمر خلال عدة أيام، ثم يعود المستثمرين للتركيز على أوضاع الأسهم نفسها، بعيدا عن أمور مؤشرات الاقتصاد الكلى التى تأتى من السياسة النقدية أو السياسة المالية، وهو ما نلمسه من حركة تعاملات سوق الأوراق المالية، مشيرا إلى أنه خلال الأسبوعين الماضيين شهدت حركة التداول التركيز على الأسهم الصغيرة والمتوسطة التى تمثل ما يقرب من 50 % من قيمة التداول، بينما التعامل أقل على أسهم المؤشر الثلاثينى.

 

وأضاف فتحى أن السبب فى ذلك هو الأسهم التى يتضمنها المؤشر الثلاثينى يتعامل فيها فئات المستثمرين من العرب والأجانب، بشكل أكبر من تعاملات المصريين، وبالتالى التوترات التى تشهدها الساحة الاقتصادية العالمية، تؤثر على قراراتهم الاستثمارية، وتجعل هذه الأسهم عرضة للاهتزاز بين لحظة وأخرى. أما أسهم المؤشرات الأخرى بحكم أن الغالبية الساحقة فى التعاملات عليها من المستثمرين المصريين نجد أنها تتمتع بتحقيق ارتفاعات متتالية وأكثر استقرارا.

 

أداء جيد ونشاط المؤشر EGX70

 

وحول أداء البورصة خلال جلسات تداول الأسبوع الماضى يقول أحمد ثابت خبير سوق المال إن أداء المؤشر الرئيسىEGX30 كان جيدا إلى حد كبير مقارنة بأداء الأسبوع الأسبق بعد التأثر السلبى وهبوط السوق لقرب مستويات 29950 نقطة متأثرا بالتراجعات الحادة فى الأسواق العالمية بسبب الحرب التجارية بين أكبر قطبين اقتصاديين. وتراوحت حركة المؤشر الرئيسى بين مستويات 30750 نقطة و31350 نقطة. واتسمت أحجام وقيم تداولات بمستوى متوسط مع نشاط ملحوظ على الأسهم داخل مؤشر الشركات الصغيرة والمتوسطة EGX70 (السبعينى).

 

ولم يختلف أداء مؤشر الشركات الصغيرة والمتوسطة EGX70 كثيرا عن المؤشر الرئيسى، الذى استهل تعاملات الأسبوع بجلسة الأحد الماضى بالقرب من مستويات 8770 نقطة وواصل أداؤه الإيجابى وصولا لمستويات 9055 نقطة ليقترب من أعلى مستوى له الذى كان بالقرب من 9103 نقطة.

 

كان أبرز القطاعات الأسبوع قطاع البنوك والخدمات المالية الذى استمر فى الارتفاع مع زيادة ملحوظة فى أحجام التداول، يليه قطاع الموارد الأساسية الذى بدأت تظهر عليه معدلات سيولة أعلى من متوسط الأسابيع السابقة، والذى يُتوقع معها مزيد من الارتفاعات لأسعار أسهمه الفترة القادمة، خاصة أنه مازال فى مستويات سعرية مقبولة وبعيدا عن قيمها العادلة. وأخيرا قطاع الإسكان الذى استهل الأسبوع على أداء إيجابى متأثرا بتحليلات وتوقعات عن تأثر القطاع إيجابيا باحتمالية خفض الفائدة نهاية الأسبوع.

 

وعلى الرغم من وجود مقاومة فى المؤشر الرئيسى بالقرب من مستويات 32000 نقطة، التى ربما تشهدها بعض القوى البيعية مع أى ارتفاع، إلا أن التوقعات على المدى المتوسط والطويل ربما تكون إيجابية إلى حد كبير لعدة عوامل، أبرزها انخفاض التضخم والذى كان ملحوظا فى بيانات شهر مارس الماضى، أيضا الزيارة الناجحة لرئيس الجمهورية لكل من قطر والكويت التى أسفرت عن الاتفاق على استثمارات مباشرة تتعدى عشرة مليارات دولار.

 

أداء إيجابى لقطاع البنوك

 

وعن القطاعات المنتظر منها تعاملات إيجابية خلال الأسبوع القادم، فمازال قطاع البنوك فى مستويات سعرية جيدة جدا قادرة على مواصلة الأداء الإيجابى على المديين المتوسط والقصير. أيضا قطاع البتروكيماويات الذى متوقع له دخول سيولة جيدة قريبا مع ظهور مؤشرات إيجابية جيدة جدا على الرسوم البيانية تبشر ببداية حركة صاعدة جيدة، وأخيرا قطاع العقارات الذى مازال يتداول تحت قيمته العادلة بنسبة كبيرة، خصوصا مع التقييمات الجديدة لأصول هذه الشركات مع وجود الدولار بين مستويات 50 و52 جنيها.

 

وعلى الرغم من اقتراب المؤشر لمستويات المقاومة بالقرب من 32000 نقطة للمرة الثانية، فإن الرؤية الإيجابية على المدى المتوسط مازالت سارية وان مستويات 30000 و29800 تمثل مستويات جيدة لوقف أى انخفاض قد يحدث فى فترة قريبة، وإن أى اختراق لمستويات 32000 نقطة الذى من المتوقع أن يحدث قريبا يدفع المؤشر لمزيد من الإيجابية بالقرب من مستويات 33500 إلى 34000 نقطة. التى تعد أهم منطقة فاصلة فى المؤشر الرئيسى على المدى القصير والمتوسط.

 

اخر اصدار