بقلم:
إيمان عراقى
رئيس التحرير
شهد الأسبوع الماضى زيارات مثمرة من الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى دولتى قطر والكويت، وتمثل هذه الزيارات التى تستهدف التعاون المشترك بين مصر والدول العريبة نقاط تواصل مهمة تعزز من موقف الدول العريبة فى مساندة الوضع الراهن الذى تتضافر فيه الجهود من أجل تهدئة الصراعات الإقليمى.
وقد التقى الرئيس عبد الفتاح السيسى فى الديوان الأميرى بالعاصمة القطرية الدوحة، بالأمير تميم بن حمد آل ثانى، أمير دولة قطر، وذلك فى إطار زيارة الرئيس إلى الدوحة.
ودارت المباحثات بين الجانبين فى جو تسوده الأخوة والتفاهم عكست عمق العلاقات الثنائية، وما تتميز به من رسوخ وثقة متبادلة، حيث تناولت سبل تطوير التعاون فى العديد من المجالات بما يعزز المصالح المشتركة ويفتح آفاقا جديدة للتكامل والشراكة.
وشدد الطرفان على أهمية تعزيز التعاون الاقتصادى بين البلدين، وتم التوافق على استمرار العمل المشترك نحو تعزيز مجالات الاستثمار والتبادل الاقتصادى بما يعكس الإرادة السياسية بين البلدين ويسهم فى دعم التنمية الاقتصادية المستدامة التى تخدم تطلعات الشعبين الشقيقين.

7.5 مليار دولار شراكة استثمارية قطرية
تعكس الجوانب الاقتصادية مدى التعاون المشترك بين مصر والدول العريبة وقد أكد الجانبان التزامهما بدعم الشراكة الاقتصادية بين البلدين، حيث جرى التوافق على العمل نحو حزمة من الاستثمارات القطرية المباشرة بقيمة إجمالية تصل إلى 7.5 مليار دولار أمريكى، تنفذ خلال المرحلة المقبلة، بما يعكس متانة العلاقة بين البلدين ويسهم فى تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة التى تخدم مصالح الشعبين الشقيقين.
وشدد الجانبان على مركزية القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب الأولى، وأكدا موقفهما الثابت والداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، وفى مقدمتها حقه فى إقاقة دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لمبادرات السلام والقرارات الدولية ذات الصلة.
وأكد الجانبان دعمهما لجهود تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، وضرورة توحيد الصف، بما يضمن تفعيل مؤسسات الدولة الفلسطينية وتحقيق تطلعات الشعب الفلسطينى الشقيق. وجدد الطرفان دعمهما الكامل لخطة إعادة إعمار قطاع غزة، وأعربا عن تطلعهما إلى انعقاد مؤتمر دولى بهذا الشأن تستضيفه فى القاهرة، بالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لتنسيق الجهود الإنسانية والتنموية بما يضمن تحسين الظروف المعيشية للشعب الفلسطينى فى القطاع.
غزة هم مشترك
لا يخلو حديث عربى من القضية الفلسطنية التى تمثل هما مشتركا بين كل البدول العريبة وقد أعرب الجانبان قلقهما البالغ إزاء استمرار التصعيد فى قطاع غزة، وأكدا أهمية مواصلة الجهود المشتركة من أجل التوصل إلى وقف فورى ومستدام لإطلاق النار، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى المدنيين، والعمل على دعم جهود إعادة الإعمار وتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطينى الشقيق.
الأمر نفسه حدث مع زيارة الرئيس لدولة الكويت حيث تناول الاجتماع أيضا تطورات الأوضاع الإقليمية، حيث استعرض الرئيس السيسى الجهود المصرية المبذولة لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة، والتى ثمنها ولى عهد الكويت، وأكد الرئيس وولى عهد الكويت ضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار وتبادل إطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، والنفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية، والبدء فى إعادة إعمار قطاع غزة وفقا للخطة العربية، مشددين على رفضهما لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، ومؤكدين أهمية استمرار الجهود الدولية الرامية لإعادة إحياء عملية سياسية جادة، تفضى إلى إقاقة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد الجانبان أهمية تمكين الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى التهدئة والحلول السلمية وعلى رأسها جهود الوساطة التى يقودها البلدان بالشراكة مع الولايات المتحدة الأمريكية، للوصول لوقف إطلاق النار ونهاية للحرب فى قطاع غزة، مستنكرين كل محاولات تقويض المسارات التفاوضية أو استهداف الوسطاء والتى لا تهدف إلا إلى تخريب جهود الوساطة.كما عبر الجانبان عن ارتياحهما لما تحقق من تقدم فى العلاقات الثنائية خلال الفترة الماضية، وأكدا على أهمية البناء على ما تم إنجازه، والدفع بالعلاقات إلى مستويات أرحب، فى إطار من الاحترام المتبادل والرؤية المشتركة لمستقبل يسوده الأمن والاستقرار والازدهار.
كما عبر الجانبان عن بالغ القلق إزاء استمرار النزاع المسلح فى السودان، وأكدا أهمية الوقف الفورى للعمليات العسكرية، والعودة إلى مسار الحوار الوطنى الشامل، بما يحفظ وحدة السودان وسيادته، ويضع حدا لمعاناة شعبه الشقيق. وأكد الطرفان دعمهما الكامل لكل المبادرات الإقليمية والدولية الهادفة إلى إنهاء النزاع.
ورحب الجانبان باستمرار المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأكدا دعمهما لأى مساع سلمية تهدف إلى خفض التوتر فى المنطقة، وتعزيز الأمن والاستقرار فيها. كما ثمنا الجهود الدبلوماسية التى تبذلها سلطنة عمان الشقيقة فى هذا الإطار.

الكويت تعاون مستمر
توقيت تأتى زيارة الرئيس لدولة الكويت بالغ الأهمية، بالنظر إلى التطورات المتسارعة التى تمر بها المنطقة، خاصة ما يتعرض له الشعب الفلسطينى من عدوان غاشم وممارسات تهجير قسرى على يد قوات الاحتلال الإسرائيلى.
وتعكس الزيارة حرص القيادة السياسية المصرية على تنسيق المواقف مع الأشقاء العرب، ومواصلة دعم القضية الفلسطينية فى وجه محاولات فرض حلول قسرية تهدد الهوية الوطنية الفلسطينية، لافتا إلى أن مصر كانت، وستظل، حائط الصد الأول فى الدفاع عن الحقوق العربية المشروعة، مشددا على أن الموقف المصرى الداعم للرفض العربى القاطع لسياسة التهجير القسرى واضح وثابت، ولا يقبل أى مساومة.
تأتى زيارة الرئيس السيسى أيضا ضمن إطار تعزيز أواصر العلاقات الثنائية بين القاهرة والكويت، والتى تتميز بخصوصية تاريخية ورؤية مشتركة إزاء قضايا المنطقة، وقد شهد التعاون المصرى الكويتى طفرة كبيرة خلال السنوات الماضية، سواء فى المجال الاقتصادى أو الاستثمارى أو التنموى، ووهذه الزيارة ستدفع بالعلاقات إلى آفاق أرحب، بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين.
رسالة مهمة
توقيت الزيارة يحمل رسالة بالغة الأهمية مفادها أن الأمة العربية تقف صفا واحدا فى مواجهة الضغوط الخارجية التى تمارس على بعض دول المنطقة لقبول سياسات الأمر الواقع، مؤكدا أن التنسيق المستمر بين مصر والكويت يشكل ركيزة أساسية للحفاظ على الأمن القومى العربى.
كما تعزز الزيارة وحدة الصف العربى، وتبعث برسالة قوية للمجتمع الدولى مفادها أن العرب موحدون خلف القضية الفلسطينية، ويرفضون كل أشكال الانتهاكات والمخططات الرامية إلى تصفية حقوق الشعب الفلسطينى.
ويتطلع الرئيس إلى تعزيز التعاون مع دولة الكويت الشقيقة تحت قيادة الأمير مشعل الأحمد الجابر الصباح، فى جميع المجالات، خاصة الاقتصادية والاستثمارية، كما أشاد الرئيس بالجهود الكويتية لتطوير الاقتصاد وفق رؤية 2035، معربا عن أمله فى زيادة حجم التبادل التجارى والاستثمارى بين البلدين.

خالد عنانى مرشح اليونسكو
أعربت دولة قطر عن دعمها لترشيح الدكتور خالد العنانى، مرشح جمهورية مصر العربية، لمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، تقديرا لمسيرته الأكاديمية والثقافية، وثقة فى قدرته على الإسهام الإيجابى فى عمل المنظمة.