إعداد: أحمد حازم
بما أننا على أعتاب امتحانات الثانوية العامة في مصر والتي تمثل محطة حاسمة في حياة كل طالب إذ تحدد بدرجة كبيرة مستقبله الجامعي والمهني. ومع كل عام دراسي تتكرر الشكاوى من صعوبة بعض الأسئلة أو عدم شمولها للمناهج أو اختلافها عن نمط التوقعات. وفي ظل هذه التحديات المزمنة يطل الذكاء الاصطناعي كأمل جديد يَعدُ بثورة حقيقية في آليات وضع الامتحانات وتقييم أداء الطلاب.
ولقد بات من الممكن اليوم الاعتماد على تقنيات متقدمة لتحليل أداء الطلاب وصياغة أسئلة أكثر عدلًا ودقة بل وتكييفها لحظيًا مع قدرات الطالب بدلاً من الاعتماد على نماذج ثابتة ومحدودة. فالذكاء الاصطناعي لا يقدم فقط “آلة لصنع الأسئلة” بل يمثل تحولًا شاملًا في مفهوم الامتحانات من مجرد اختبارات لحظية إلى أدوات تفاعلية تدعم التعلم الحقيقي وتنمّي المهارات.
وتفتح هذه التقنيات الباب أمام تصميم اختبارات متنوعة تشمل التفكير النقدي وحل المشكلات والإبداع إلى جانب المعرفة النظرية مما يجعل عملية التقييم أكثر شمولًا وإنصافًا، كما توفر مراجعات فورية بعد الامتحان وتمكّن المعلمين من متابعة تطور الطلاب لحظة بلحظة.
وهذا التحول الرقمي لا يستهدف فقط تطوير أدوات القياس بل يسعى لبناء بيئة تعليمية متوازنة تدعم كل طالب حسب مستواه واحتياجاته بما يحقق مبدأ تكافؤ الفرص ويعزز جودة التعليم بشكل عام.
فكيف يعمل الذكاء الاصطناعي على تحقيق هذا الهدف؟ وما أبرز تطبيقاته في امتحانات الثانوية العامة؟ هذا ما سنكتشفه في السطور التالية.

- أسئلة تناسب كل مستويات الطلاب .. لحظة بلحظة
من خلال التعلم الآلي يستطيع الذكاء الاصطناعي توليد أسئلة تتغير تلقائيًا وفق مستوى الطالب أثناء الامتحان. فإذا أجاب الطالب بشكل جيد تظهر له أسئلة أصعب والعكس صحيح وهو ما يمنح كل طالب تحديًا يتناسب مع قدراته ويجعل التقييم أكثر عدلًا ودقة.

- تحليل ذكي للبيانات لصياغة أسئلة دقيقة
الذكاء الاصطناعي لا يصمم الأسئلة فقط بل يحلل أداء ملايين الطلاب عبر السنوات، ويقارن ذلك بالمناهج وأسلوب التدريس ليكتشف الثغرات ويقدم اقتراحات لتحسين جودة المحتوى ويضمن أن الأسئلة تغطي الجوانب الأساسية للمادة دون تعقيد زائد.
- مراجعة فورية بعد كل اختبار
ميزة مبتكرة يقدمها الذكاء الاصطناعي هي المراجعة التلقائية بعد انتهاء كل امتحان خصوصًا في اختبارات منتصف الفصل. هذه المراجعة تُمكّن الطالب من معرفة أخطائه على الفور مما يسهم في تعزيز الفهم وتحسين الأداء مع مرور الوقت.
- التفكير النقدى وحل المشكلات
أصبح من الممكن الآن إنشاء أسئلة تقيّم مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات والابتكار بدلاً من الاقتصار على التلقين. فبدلًا من سؤال مباشر يمكن أن يُطلب من الطالب تطبيق معرفته في موقف جديد مما يساعده على الاستعداد للحياة العملية.
- تجارب افتراضية تُحاكي الواقع
يتيح الذكاء الاصطناعي بيئات محاكاة تعليمية خاصة في المواد العلمية حيث يمكن للطلاب أداء تجارب افتراضية تفاعلية تطبّق المفاهيم النظرية في بيئة آمنة تجعل التعلم ممتعًا وفعالًا.
- تقييم ومتابعة مستمرة
لا يقف دور الذكاء الاصطناعي عند وضع الأسئلة بل يمتد إلى تحليل أداء الطلاب بشكل مستمر وتقديم تقارير دقيقة للمعلمين والإداريين مما يساعد على التدخل السريع لحل مشكلات التعليم وتحسين أساليب الشرح.
تحديات المواجهة
رغم كل الفوائد التى أشرنا إليها، يبقى التحدي في ضمان أن تكون الأسئلة المنتجة متوافقة مع أهداف المناهج الدراسية وأن تكون عمليات التقييم شفافة وعادلة للجميع. كما يجب تدريب المعلمين على استخدام هذه التكنولوجيا بشكل فعّال.
لذلك فمن الممكن ان تتعاقد وزارة التربية والتعليم مع إحدى الشركات العالمية الكبرى في مجال إنشاء تطبيقات مخصصة لامتحانات الثانوية العامه أو لجميع المراحل والتي تعتمد علي الذكاء الاصطناعي وطرحه للطلاب بالمجان لتطوير العملية التعليمية والقضاء علي مشكلات امتحانات الثانوية العامه والتي تحدث بشكل مستمر كل عام .
إن تطور تطبيقات الذكاء الاصطناعي لا يلغي دور المعلم لكنه يمنحه أدوات أقوى لتقديم تعليم أذكى، ومع إدماجه بشكل مدروس في امتحانات الثانوية العامة يمكن أن ننتقل إلى مرحلة جديدة من التعليم المصري تُركز على المهارات والفهم لا على الحفظ فقط.