منظمة الفاو بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعى وحياة كريمة يصنعون المستقبل فى محافظة المنيا
كتبت: نهلة أبو العز
لو أن لنا أن نحكى قصة الجهد والعمل والمثابرة فإن قرية منشأة المغالقة مركز ملوى فى محافظة المنيا سوف تكون النموذج الأكبر لتلك القصة، القرية الفقيرة لا تتهاون فى ترويض الفقر والتحايل على المعيشة القاسية التى أخذت منها أشياء كثيرة إلا الفلاحة وزراعة الأرض وكفاح سيداتها ورجالها، فعبر مشروع ممول من حكومة مملكة النرويج بتمويل يوازى 3 ملايين دولار وتمتد فترة تنفيذه إلى 3 سنوات، بدأت فى ديسمبر 2023 وتنتهى فى نوفمبر 2025 ويقوم بتنفيذ المشروع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة فى القاهرة وتعتبر وزارة التضامن الاجتماعى هى الشريك الحكومى الرئيسى فى التنفيذ، وبدعم من وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى والمجلس القومى للمرأة.
2000 أسرة فى 10 قرى
يعمل المشروع على تحسين الدخول والتوظيف والحالة التغذوية لنحو 2000 أسرة ريفية فى المجتمعات الريفية المستهدفة فى 10 قرى مختارة من مبادرة حياة كريمة فى محافظة المنيا، ومن المتوقع أن يخلق المشروع 2000 فرصة عمل مباشرعمل حر بدوام كامل و2000 فرصة عمل موسمية بدوام جزئى غير مباشر للنساء والشباب والأشخاص ذوى الإعاقة والرجال الأكثر احتياجا، وذلك من خلال المخرجات التالية:
إجراء دراسات أساسية اجتماعية واقتصادية قائمة على النوع الاجتماعى، وتقييم الاحتياجات المعيشية للأسر الريفية، ووضع إستراتيجية لتنفيذ المشاريع متناهية الصغر واختيار 10 قرى و2000 مستفيد (بمشاركة كاملة من مجموعات من النساء المحليات) وقد تم إنجاز هذا المخرج فى شهر أكتوبر 2024.
تحسين إنتاجية المحاصيل والثروة الحيوانية الصغيرة بنسبة 10 % على الأقل من قبل 1000 من المزارعين والمزارعات أصحاب الحيازات الصغيرة الأكثر احتياجا (من خلال 40 مدرسة من مدارس المزارعين الحقلية)، وذلك من خلال اعتماد تقنيات وممارسات مبتكرة ومحسنة للزراعة الذكية مناخيا وإدارة ما بعد الحصاد ومبادئ الممارسات الزراعية الجيدة، وستشكل النساء 60 % على الأقل من المستفيدين.
تعزيز توليد الدخل بنسبة 10 % على الأقل لصالح 1000 شخص (فى 50 مدرسة لريادة الأعمال الزراعية) من النساء والشباب والأشخاص ذوى الإعاقة فى الريف الذين لا يملكون أرضا أو الباحثين عن العمل أو العاملين موسميا، من خلال إنشاء 550 مشروعات متناهية الصغر (500 منها مشروعات فردية و50 مشروعات جماعية) قائمة على المنزل ومشروعات تجهيز الأغذية الزراعية القائمة على مجموعات العمل لتحقيق قيمة مضافة، وستمثل الإناث ما لا يقل عن 90 % من المستفيدين من الأعمال التجارية الزراعية.
زيادة الوعى فيما يخص النوع الاجتماعى والنظم الغذائية الصحية لصالح 2000 أسرة فى القرى المستهدفة ويتم تنفيذ ذلك لأسر المستفيدين المشاركين فى مدارس المزارعين الحقلية ومدارس ريادة الأعمال الزراعية.
قرية منشأة المغالقة فى مركز ملوى جنوب المنيا قام فيها فريق عمل منظمة الأغذية والزراعة بتنفيذ مدارس مزارعين حقلية شملت محصول الكرنب والكنتالوب ومدرسة ريادة أعمال زراعية لإنتاج شتلات قصب السكر التى تستهدف ذوى الاحتياجات الخاصة (الصم والبكم) وقد شهدت القرية زيارة ميدانية شملت كلا من اللواء عماد الكدوانى محافظ المنيا وكذلك عبد الحميد الطحاوى وكيل وزارة التضامن الاجتماعى والمهندس محمد عبد الرحمن وكيل وزارة الزراعة ومن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة فى القاهرة حضرالدكتور محمد يعقوب مدير البرامج وأستاذ الإرشاد الزراعى وكذلك الدكتور عماد إسماعيل مدير المشروع ومؤمن جيلانى خبير المدارس الحقلية ومنسقى وميسرى المشروع بالقرية وفريق عمل جمعية المودة لرعاية ذوى الاحتياجات الخاصة.
أسمدة بديلة
وقد عبر المزارعون عن بداية المدرسة الحقلية بتحديد التحديات التى تواجه صغار المزراعين التى من بينها ارتفاع أسعار الأسمدة المعدنية وعدم القدرة على شرائها ما يترتب عليه انخفاض المحصول وخسارة المزارعين وقد قام المزارعون مع الميسر الذى دربته منظمة الأغذية والزراعة بتجريب الأسمدة الحيوية البديلة ومقارنتها بالأسمدة المعدنية وذلك من خلال النهج التشاركى والتجريب الحقلى عبر جلسات مدارس المزارعين الحقلية التى استمرت طول مدة المحصول، ما يسهم فى زيادة قدرة المزارعين على التفكير والتحليل واتخاذ القرار وبالمثل قد شهدت القرية تنظيم حفل التخرج لمدرسة المزارعين الحقلية للكرنب وقد تم توزيع «بلانتر» يدوى ليساعد المزارعين على زراعة المحاصيل بشكل أفضل عن طريق التوفير فى الوقت وكمية التقاوى اللازمة للزراعة ويساعد على زراعة الحيازات الصغيرة لدى الفئة المستهدفة بالمشروع (المستهدفين ببرنامج تكافل وكرامة الذين يزرعون مساحات تقل عن نصف فدان).
شتلات الخير
استهدف المشروع مدرسة ريادة الأعمال الزراعية لإنتاج شتلات قصب السكر لمصلحة مجموعة من ذوى الاحتياجات الخاصة (الصم والبكم) وتم تتبع المراحل المختلفة لإنتاج الشتلات بدءا من اختيار التقاوى وتجهيز التربة ثم تجهيز وتقطيع البراعم النشطة ونقلها للتربة فى أكياس صغيرة ومن ثم تحضينها فى أتفاق بلاستيكية لحين إتمام عملية الإنبات ثم نقلها للصوبة تمهيدا لبيعها لمزارعى قصب السكر فى المناطق المحيطة، وقد تم تدريب المجموعة كذلك على بعض الموضوعات التى تندرج تحت ريادة الأعمال الزراعية حتى يتسنى الدخول للمرحلة التالية التى تهدف إلى تأسيس مشروع متكامل لإنتاج شتلات قصب السكر بطاقة إنتاجية تبلغ نصف مليون شتلة فى العام الواحد فى الأشهر القلية القادمة.
ويستهدف فريق عمل منظمة الأغذية والزراعة استكمال أنشطة المشروع بالقرية وباقى القرى المستهدفة فى المواسم الزراعية التالية ليتحقق الهدف المنشود من المشروع وهو زيادة الدخل وزيادة الإنتاجية لدى الفئات الأكثر احتياجا.
دعم صغار المزارعين
من جانبه، أوضح المهندس عماد إسماعيل، مدير المشروع فى منظمة الفاو، أن المشروع يهدف إلى المساهمة فى الحد من الفقر، وتعزيز الأمن الغذائى والتغذية، وتحسين سبل العيش للفئات الريفية الأشد فقرا، مع إعادة تأهيل سلاسل الإمداد الغذائى والزراعى، بالإضافة إلى دعم صغار المزارعين عبر تحسين كفاءة الإنتاج، وخاصة الإنتاج الزراعى الحيوانى، لمواجهة الأزمات العالمية مثل جائحة كورونا والصراعات الدولية وتأثيرها على الأمن الغذائى.
وأضاف، أن المبادرة تستهدف أكثر من 2000 مستفيد غير مباشر، إلى جانب 1000 مستفيد مباشر من الأنشطة التدريبية وبرامج التعليم الزراعى، التى تُنفذ من خلال مدارس المزارعين الحقلية.
إطلاق 50 مدرسة للأعمال الزراعية
وأوضح، أن المشروع يهدف إلى إطلاق 50 مدرسة للأعمال الزراعية، تعمل على تطوير مهارات الفلاحين وتدريبهم على أحدث الأساليب الزراعية، بما يساهم فى إنتاج محاصيل عالية الجودة وبتكلفة أقل مقارنة بالأساليب التقليدية، مع تقديم بدائل فعالة للإرشاد الزراعى التقليدى.
وأكد محمد عبد الرحمن، وكيل وزارة الزراعة بمحافظة المنيا، خلال الحفل، أن مشروع تمكين المجتمعات الريفية بالمحافظة يسير بخطى ثابتة نحو دعم الفلاح وتمكينه من إنتاج محاصيل عالية الجودة بتكلفة أقل، مشيرا إلى أنه من المستهدف إنشاء 206 حقول إرشادية تشمل محاصيل القمح، وشتلات قصب السكر، والكرنب، والكانتلوب.
وأوضح عبد الرحمن، خلال حفل تخرج دفعة جديدة من «مدرسة المزارعين الحقلية»، أن المدرسة الحقلية أصبحت أداة فعالة لتعويض دور المرشد الزراعى، خاصة مع تناقص أعداد المرشدين، مؤكدا أن الوزارة تستهدف إنشاء 206 حقول إرشادية تشمل محاصيل القمح، وشتلات قصب السكر، والكرنب، والكانتلوب.
وأكد وكيل وزارة الزراعة أن المبادرة تسهم فى تحقيق تنمية ريفية حقيقية، وتعزز من قدرة الفلاح على اتخاذ قرارات زراعية مدروسة مبنية على المعرفة والتجربة المباشرة داخل الحقل.
وشارك اللواء عماد كدوانى، محافظ المنيا، فى حفل تخرج مدارس المزارعين الحقلية، الذى أقيم فى إحدى قرى المحافظة ضمن أنشطة مشروع «تمكين المجتمعات الريفية»، الذى تنفذه منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو).
وأشار إلى أن هذه المدارس تهدف إلى تبادل ونقل الخبرات بين المزارعين والخبراء الزراعيين، ما يعزز من كفاءة الإنتاج ويرفع من جودة المحاصيل، لافتا إلى أن محافظة المنيا تستحوذ على نحو 18 % من صادرات العنب المصرية، كما تتوسع حاليا فى زراعة الكنتالوب كأحد المحاصيل التصديرية الواعدة.
وأكد اللواء عماد كدوانى محافظ المنيا على أهمية حماية الرقعة الزراعية والحفاظ على المساحات الخضراء، محذرا من خطورة البناء على الأراضى الزراعية وتأثيره السلبى على الأمن الغذائى والبيئى، مشيرا إلى أن الدولة تولى اهتماما كبيرا بدعم صغار المزارعين وتحقيق تنمية مستدامة فى الريف المصرى.
توقيع 10 إتفاقيات بقيمة 15 مليون جنيه بين منظمات المجتمع المدني ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة من أجل دعم 2000 من صغار المزارعين و السيدات و ذوي الاحتياجات في 10 قري من قري حياة كريمة و المستهدفة بأنشطة مشروع "تمكين المجتمعات الريفية الريفية الضعيفة بمحافظة المنيا" و الممول من حكومة مملكة النرويج.