شريف سلامة: المنصات الإلكترونية جذبت المشاهدين على حساب الشاشة الصغيرة
حوار- بوسي عبد الجواد
نجحت المنصات الإلكترونية في إثبات نفسها كنافذة مهمة لعرض الأعمال الدرامية مع الفضائيات، إذ استقطبت ملايين المشاهدات لأعمالها التي تنافس بها في الماراثون الرمضاني الحالي، وكان منها مسلسل "كامل العدد" للفنانة دينا الشربيني، والفنان شريف سلامة، الذي لقي إشادات واسعة ونجح في حصد مشاهدات عالية في ظل الزخم الدرامي الذي يشهده الموسم.
لا يمكننا اختصار التطور التكنولوجي في المنصات الإلكترونية فحسب، إذ كان لها عظيم الأثر على شكل الصورة وجودتها، التي تساعد المشاهد على معايشة أجواء العمل.
"لغة العصر" التقت بالفنان شريف سلامة، ليطلعنا على التطورات التكنولوجية في مجال الدراما، وكيف تم تطويعها لزيادة التفاعل بين المشاهد والأعمال الدرامية، وعن مستقبل المنصات الإلكترونية. وإلى نص الحوار:
بداية.. كيف ترى نجاح مسلسل "كامل العدد" رغم عرضه على منصة إلكترونية؟
المنصات الإلكترونية باتت واقعا، وأصبحت نافذة مهمة لعرض أهم الأعمال الدرامية، ونجحت في استحواذ إعجاب ملايين من المشاهدين، نظرا لمزاياها التي تتمتع بها في عرض المحتوي الدرامي، حيثُ تمكن المشاهدين من مشاهدة المسلسل أينما شاءوا بدون فواصل إعلانية التي تفسد المتعة على المشاهد، إلى جانب أن المنصات نجحت في إتاحة محتوي درامي مناسب لجميع الفئات العمرية. وهذا ما وجدته في مسلسل "كامل العدد" وتحمست على تقديمه والمنافسة به في الماراثون الرمضاني، وسعيد بردود الأفعال التي تلقيتها عنه.
وما سر انجذاب المشاهد العربي للمنصات الإلكترونية على حساب الشاشة الصغيرة؟
لأن المنصات لها مزايا عديدة منحت لهم مزيدا من التحكم للاستمتاع بالمحتوى حسب الطلب في ضوء ما يناسبهم، وبإمكان المشاهد الاطلاع على حلقات متعددة من المسلسل خلال جلسة واحدة، فضلا عن سهولة الوصول إلى المحتوى الدرامي وقلة الإعلانات تحفز المشاهد على قضاء المزيد من الوقت في المشاهدة.
هل المنصات الرقمية تهدد بإنهاء عصر التلفاز؟
المنصات هي لغة السوق حاليا بعدما نجحت في خلق فرص عديدة وجديدة أمام المنتجين لخوض غمار المنافسة على مدار العام، بعدما كان موسم "دراما رمضان" هو الأبرز والأعلى مشاهدة والأكثر تأثيرا، لكن هذا لا يعني أن المنصات لا تلغي شاشة التلفزيون أو دور العرض السينمائية، سيظل لهما مذاقهما الخاص.
برأيك ما سر نجاح المنصات الإلكترونية وقدرتها على منافسة الشاشة الصغيرة؟
المنصات نجحت في جذب أكبر عدد من الجمهور عن طريق زيادة مخزون محتواها، فلا تعتمد فقط علي المخزون الأرشيفي السابق عرضه بل تعمل علي الإنتاج المستمر والعروض الحصرية. المنصات ساهمت في انتعاش الدراما، وظهور جيل جديد من المنتجين و المخرجين والممثلين.
يتميز أرشيفك الفني بالتنوع والثراء وشاركت في أعمال درامية هامة منها "السهام المارقة" الذي يتناول مجموعة من القضايا الساخنة، التي من أهمها مشكلة الإرهاب، وتنظيم داعش، واستعراض كل ما يدور داخل هذه الدولة الإرهابية، هل للتكنولوجيا دور في تقديم هذه النوعية من الأعمال السياسية؟
التطور التكنولوجي سمح أن يكون هناك دراما تفاعلية يشارك فيها الجمهور من خلال التكنولوجيا الحديثة التي تضع الجمهور في قلب الأحداث، وساعدتنا على تنفيذ الدراما السياسية من خلال بناء ديكور افتراضي وضبط الاضاءة لمعايشة المشاهد أجواء القصة الدرامية.
هل يمكن منافسة الدراما العالمية، وخاصة في هوليوود الأمريكية وبوليود الهندية المستفيد الأول من التكنولوجيا؟
الدراما المصرية بإمكانها منافسة أي دراما أخرى، نحن نمتلك أمهر المهندسين القادرين على التعامل مع التطور التكنولوجي الذي نشهده يوما بعد آخر، وصناعة سينما عالمية تنافس هوليوود.
ولكن الدراما أصبحت مرتعا لعمليات الاعتداء على حقوق الملكية الفكرية بسبب ظهور التقنيات الحديثة؟
التكنولوجيا هي سلاح ذو حدين، مثلما تعددت مزاياها، لها سلبيات كذلك، الفيلم أو المسلسل بعد أن يتم إنتاجه يتعرض لعمليات سطو عبر بعض المواقع الإلكترونية التي تعرض الأفلام والمسلسلات دون الحصول على حقوق إذاعتها، وهذا يتطلب بالضرورة ظهور تشريعات رادعة للمعتدين على حقوق الملكية الفكرية في مجال إنتاج الدراما، للحفاظ على هوية الدراما المصرية من الاندثار.
كيف تبددت شكل دراما الخيال العلمى في وجود عصر الذكاء الاصطناعي؟
الثورة الرقمية لم تحدث تغيرا في بنية اللغة السينمائية، فاعتمدت كل من الدراما المصرية والأجنبية على نفس عناصر اللغة السينمائية كأحجام اللقطات، وزوايا التصوير وأنواعها، واستخدام المونتاج للتعبير عن الرؤية الإخراجية، لكنها استعانت بتقنيات جديدة لتنفيذ الخيال على أرض الواقع، مثل تقنية الواقع الافتراضى والمعزز، وتقنية الهولوجرام، والذكاء الاصطناعى.
كيف تري عالم السوشيال ميديا؟
السوشيال ميديا أصبحت وسيطا مهما ومؤثرا ومساحة لعرض الآراء وللتسويق ومعرفة الأخبار وخلافه، وإذا ارتضيت أن تتابع أو أن تصبح جزءا منها ولو بتعليق فعليك أن تعرف أن لها أضرارا، وكما ستجد بها أصحاب رأي وصادقين وأصحاب رسالة إيجابية، ستجد أيضا سلبيين ومحتالين وأصحاب مصالح بدون مراعاة للغير، بالضبط مثلما كنا ننزل للشارع ونحن صغار كان يتم تحذيرنا من آبائنا عن أخطار الشارع، ولكن أري أنها أصبحت ضرورة ولو قررت أن تغلق الباب على نفسك فأنت حر في قرارك ولك ذلك ولكن أظن أنه سيفوتك بعض الأشياء الجيدة والمفيدة.
هل تستعين بالعالم الرقمي للتسويق لأعمالك الفنية؟
بالتأكيد السوشيال ميديا لا غني عنها الآن، أحب أن أشرك جمهوري في كل جديد أقدمه، وأعرف تقييمهم لأعمالي الفنية بشكل دوري، السوشيال ميديا سمحت بوجود علاقة تفاعلية بين الجمهور والفنان، لأن مهمتي كفنان أن أقدم ما يعجب الجمهور، ويتفق مع قناعاتي.