كتبت: منال فايز
شهدت البورصة المصرية خلال الأسبوع الماضي حالة من التباين الواضح، حيث انعكست التوترات الإقليمية والأوضاع الاقتصادية العالمية على سلوك المستثمرين، وسط توقعات بمرحلة من التذبذب الفترة المقبلة.
واختبر المؤشر الرئيسي للبورصة مستويات جديدة من التراجع وسط سيطرة موجة بيع واسعة النطاق، مقابل عمليات شراء انتقائي من قبل المؤسسات المحلية، مدفوعة باعتقادها أن أسعار العديد من الأسهم أصبحت مغرية على المدى المتوسط. أما المستثمرون الأفراد فقد سادت بينهم حالة من الترقب، مع غلبة الطابع المضاربي على تعاملاتهم.
بحسب محللين، تعود موجة البيع إلى مزيج من العوامل أبرزها التصعيد الأخير في غزة، مما انعكس على معنويات المستثمرين الأجانب الذين يميلون إلى خفض تعرضهم في الأسواق عالية المخاطر وقت الأزمات. بالإضافة إلى أن الموجة التصحيحية العالمية التي تشهدها أسواق المال الإقليمية والعالمية لعبت دورا في زيادة حدة الضغوط البيعية، خصوصا في أسهم البنوك والقطاع العقاري.
ظهور فرص استثمارية قوية
قالت حنان رمسيس، خبيرة أسواق المال، إن السوق يعكس حاليا حالة “خوف قصير الأجل” مرتبطة بالتطورات الجيوسياسية، مؤكدة أن رؤوس الأموال تبحث دائما عن الملاذات الآمنة وقت الأزمات، لكن الأسهم المصرية ما زالت تحتفظ بجاذبية نسبية على المدى الطويل. كما أن السوق المصري اعتاد مثل هذه الموجات عند كل أزمة إقليمية، وأن حجم التراجع الحالي يعد محدودا مقارنة بما شهده السوق في 2011 أو خلال أزمة كورونا 2020.
ويخلص الخبراء إلى أن السوق مرشح لمزيد من التذبذبات، لكن مع احتمالية ظهور فرص استثمارية قوية في قطاعات مثل الأغذية والاتصالات والرعاية الصحية التي عادة ما تتماسك نسبيا في الأزمات.
تقول دينا صبحي، محللة سوق المال: إنه بعد سلسلة من التقلبات التي هيمنت على جلسات الأسبوع الماضي، نجح المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية، EGX30، في تحقيق مكاسب ملحوظة يوم الأربعاء، ليقتنص 134.02 نقطة ويغلق مرتفعا عند مستوى 34970.84 نقطة.
وقد شهدت الجلسة تحولا إيجابيا، حيث ارتفعت قيمة التداولات اليومية لتصل إلى نحو 4 مليارات جنيه مصري. وبلغ المؤشر أعلى مستوياته خلال الجلسة عند 35011 نقطة، في حين كانت أدنى نقطة عند 34707 نقطة، مما يشير إلى وجود قوى شرائية قوية دفعت السوق للصعود.
أداء المؤشرات والأسهم
كما ارتفع مؤشر الشركات الصغيرة والمتوسطة، EGX70، بنحو نقطة ليغلق عند مستوى 10612 نقطة، بنسبة زيادة بلغت 0.20%. ويأتي هذا الارتفاع بعد أن وصل المؤشر إلى أعلى مستوى له خلال الأسبوع عند 10987 نقطة، في حين كانت أدنى نقطة عند 10525 نقطة.
ووفقا لتحليلات أسواق المال، اتجهت المؤسسات المصرية والعربية والأجنبية نحو الشراء، بينما سادت تعاملات الأفراد المصريين حالة من البيع، في تبادل للقوى الشرائية.
وشملت قائمة الأسهم الأكثر ارتفاعا خلال الأسبوع شركات من قطاعات متنوعة مثل: الإسكندرية للخدمات الطبية، وادي كوم أمبو لاستصلاح الأراضي، العامة لاستصلاح الأراضي، والقاهرة للخدمات التعليمية. في المقابل، كانت أبرز الأسهم التي شهدت انخفاضا: القاهرة للاستثمار وأرابيا إنفستمنتس.
تحليل فني.. هل يعود الصعود؟
من الناحية الفنية، ما زال الاتجاه العام للمؤشر الرئيسي EGX30 صاعدا على المدى القصير والمتوسط والطويل. وقد تمكن المؤشر من اختراق قمة سابقة عند 34501 نقطة في وقت سابق، ليصل إلى قمة تاريخية جديدة عند 36282 نقطة في أغسطس الماضي.
ويشير التحليل إلى أن المؤشر يمر حاليا بمرحلة “تصحيح قصير الأجل”، وهو أمر طبيعي وصحي بعد فترة من الصعود القوي. وقد ارتد المؤشر بالفعل من مستوى دعم رئيسي عند 34217 نقطة، مما يعزز فرصة استعادة قوته.
وفي حال تمكن المؤشر من اختراق مستويات المقاومة عند 35400 و35600 نقطة، فمن المتوقع أن يواصل صعوده نحو مستهدفات أعلى قد تصل إلى 41000 نقطة. أما إذا استمر التصحيح، فإن المستويات 34300 و33300 نقطة ستكون بمثابة دعوم رئيسية قد يرتد منها المؤشر.
أما بالنسبة لمؤشر EGX70، فقد شهد صعودا قويا خلال الفترة الماضية، ويحتاج إلى اختراق مستويات 10840 و11000 نقطة لتأكيد انتهاء مرحلة التصحيح.
وينصح الخبراء بضرورة انتقاء الأسهم بعناية والتركيز على الشركات ذات الملاءة المالية القوية، مع متابعة مستويات الدعم والمقاومة للأسهم والمؤشرات بشكل مستمر.