30 أبريل 1916
مولد كلود شانون
مفجر ثورة المعلومات
يحتفل العالم فى 30 إبريل من كل عام بمولد عالم الرياضيات الأمريكى الكبير كلود شانون، الذى يرجع إليه الفضل فى وضع نظرية المعلومات وما تبعها من تفجير ثورة المعلومات. ولولا اكتشاف كلود شانون للحدود القصوى لمعدلات تبادل المعلومات ما كانت الإنترنت لتحظى بمكانتها الحالية وانتشارها الواسع، ولما كانت قنوات الاتصال تتسع وتتحسن مع مرور الوقت.
ولد كلود شانون فى ولاية ميتشجان، وحصل على البكالوريوس فى الرياضيات من جامعة ميتشجان عام 1936. وفى عام 1940 حصل على درجتى الماجستير فى الهندسة الكهربائية، والدكتوراة فى الرياضيات من معهد ماساشوستس للتكنولوجيا.
التحق شانون بقسم الرياضيات بمعامل بل عام 1941 وظل مرتبطا بها حتى عام 1972. كما عمل بالتدريس فى معهد ماساشوستس للتكنولوجيا كأستاذ زائر اعتبارا من عام 1956 ثم كعضو دائم بهيئة التدريس عام 1958 ثم كأستاذ متفرغ عام 1978.
فى أطروحته لدرجة الماجستير أثبت شانون، أنه يمكن من خلال التطبيقات الكهربائية للجبر المنطقى (بوليين) بناء أى علاقة منطقية ورقمية، مما يؤكد دوره ومكانته العالية بين مؤسسى الحاسب الرقمى والدوائر الرقمية.
وخلال الحرب العالمية الثانية أسهم شانون فى مجال تحليل الشفرات، بما فى ذلك عمله الأساسى فى كسر الشفرة، وتأمين الاتصالات السلكية واللاسلكية. وتؤكد تلك الحقيقة ورقته البحثية الفارقة والمؤسسة لعلوم التشفير وسرية تبادل البيانات التى نشرها عام 1949.
ذاعت شهرة شانون كمؤسس لعلم نظرية المعلومات مع نشره للورقة البحثية المؤسسة لعلم نظرية المعلومات عام 1948. وباكتشاف شانون للقوانين الرئيسية لضغط وإرسال البيانات يكون شانون قد أرخ لمولد نظرية المعلومات، وهى نظرية موحدة استخدم فيها مفاهيم الإحتمالات والإحصاء، واستخدم الإنتروبيا للتعبير عن مستوى الريبة (درجة الشك) فى تراسل المعلوماتInformation Entropy as a measure of Uncertainty in the message .
كان كلود شانون نقطة فارقة فى تاريخ البشرية بوضعه الحدود الممكنة لمعدل تبادل البيانات على أى قناة اتصال بأى نسبة خطأ اختيارية مهما كانت صغيرة، فقبل شانون كان الاعتقاد السائد أن الطريقة الوحيدة لتحقيق اتصالات ذات اعتمادية عالية بدرجة دقة معينة هى خفض معدل التراسل إلى الصفر. أما بعد وضع شانون لنظرية المعلومات فإن أى قناة اتصال أصبحت تعرف بمعامل واحد هو سعة القناة. وبين شانون أنه يمكن إرسال المعلومات بأى معدل تراسل لا يتجاوز سعة القناة بأى نسبة خطأ اختيارية مهما كانت صغيرة. كذلك يرجع لشانون الفضل فى وضع علماء الاتصالات أمام تحدى إيجاد مجموعات تكويد (ترميز) تحقق معدلات التراسل التى تقترب من سعة القناة.
عن فضل شانون على البشرية يقول عالم الاتصالات روبرت جالاجار زميله فى معهد ماساشوستس: "لقد استحق البرت إينشتاين مكانته المرموقة والخالدة فى تاريخ العلم بفضل أبحاثه العبقرية فى مجال الضوء وفى وضع النظرية النسبية، ولا يستحق كلود شانون أقل من هذه المكانة، لقد فجر ثورة المعلومات. وبفضل عمله العبقرى يتم تطوير الاتصالات ومعالجة وتخزين البيانات وتقنيات المعلومات الأخرى".
توفى كلود شانون فى 24 فبراير عام 2001
المصدر: نقلا عن صفحة د. عبدالعزيز بسيونى على فيسبوك.